يحيي اللاجئون الفلسطينيون يوم غد الجمعة في 15 ايار الذكرى الثانية والسبعين لنكبة فلسطين التي كان من تداعياتها المباشرة تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه ليتحول الى لاجىء على مراحل وبعدة اشكال ووجهات لّلجوء ، لكن القاسم ىالمشترك بينهم ان الجميع ينشد العودة ولو بعد حين.. حتى امتد الحين عقوداً ولا يزال .. ولم تزل العودة حلماً وأمنية يراود اللاجئين الفلسطينيين جيلاً بعد جيل ..
تطل هذه الذكرى المشؤومة على اللاجئين الفلسطينيين في لبنان في ظل أزمات عدة يتشاركون تلقي تداعيات بعضها مع اخوتهم المواطنين اللبنانيين مثل الأزمة الاقتصادية وازمة كورونا ، وينفردون بمواجهة بعضها الآخر كونها تعنيهم وحدهم لكنها في النهاية نتيجة تقصير المجتمع الدولي بحقهم مضافاً عليه العجز المالي المتفاقم لوكالة غوث وتشغيل لاجىء فلسطين " الأنروا" من جهة وعدم اعتراف البلد المضيف حتى الآن بحقوقهم المدنية والاجتماعية من جهة ثانية .
صرخة " لاجىء مع وقف التنفيذ"!
عند مستديرة ساحة النجمة وسط مدينة صيدا ، وعشية ذكرى النكبة، وفي اليوم الأول من ايام الإغلاق التي قررتها السلطات اللبنانية في مواجهة خطر الموجة الثانية من تفشي فيروس كورونا ، خرقت صمت المكان صرخة محمود مهنا " أبو مرعي" وهو فلسطيني في العقد السادس من عمره لكنه لا يحمل صفة لاجىء رغم انه كذلك !.
هو واحد من بين اكثر من 7 آلاف فلسطيني في لبنان ممن يطلق عليهم تسمية "فاقدي الأوراق الثبوتية " كونهم لا يمتلكون أية أوراق صادرة عن مديرية الشؤون السياسية واللاجئين، أو مديرية الأمن العام اللبناني (وثيقة السفر الخاصة باللاجئين الفلسطينيين) وغير مسجلين في الأنروا . وبدأت مشكلتهم حين قدم الى لبنان مطلع سبعينيات القرن الماضي آلاف الفلسطينيين ليقاتلوا في صفوف جيش منظمة التحرير، أو تواجدوا في لبنان لأسباب أخرى، واضطروا للبقاء فيه بعد منعهم من العودة إلى البلدان التي أقاموا فيها سابقًا. وهم يعانون أوضاعًا معيشية واجتماعية قاسية تتجاوز ما يعانيه نظراؤهم من اللاجئين في المخيمات . وبسبب فقدانهم اوراقهم الثبوتية وعدم الاعتراف بهم يحرم هؤلاء من التنقل والسفر،كما يحرمون من الاستشفاء أسوة باللاجئين المسجلين لدى الأونروا.
يحمل ورقة كتب عليها " انكارنا من الدولة اللبنانية والأنروا للحصول على صفة لاجىء فلسطيني .. لجنة فاقدي الأوراق الثبوتية " ومعتمراً الكوفية الفلسطينية التي تماهت أيضاً مع كمامة مزخرفة برسم الكوفية وضعها على وجهه التزاماً منها بإجراءات الوقاية من كورونا ، وقف " أبو مرعي" عند حافة " نافورة " النجمة وسط صيدا ليوصل رسالته المؤثرة ، بعدما حرم وعائلته ولا يزالوا من اية مساعدات يحصل عليها غيرهم من اللاجئين الفلسطينيين، لأنه غير معترف به كلاجىء ولا اوراق رسمية تثبت ذلك خلا بطاقة تعريف صادرة عن وزارة الداخلية الفلسطينية ومصادق عليها من السفارة الفلسطينية في لبنان- دائرة فاقدي الأوراق الثبوتية !.
ويقول مهنا – وهو عنصر متقاعد في حركة فتح ومقيم في مخيم عين الحلوة " نحن لا نريد اموالاً ولا مساعدات وإنما نريد ان يعترفوا بنا.. ونريد ان نعرف ماذا سيكون مصير أولادنا ".
ويضيف " لم يتم انصافنا من اي جهة رسمية او دولية ، فلا أونروا تسأل عنا ولا دولة ..
فقط معي هوية " تعريف" من السفارة الفلسطينية " .
ويواجه فاقدو الأوراق الثبوتية من الفلسطينيين مشكلات عديدة خلال التنقل وفي عقود الزواج وتسجيل الأولاد وغيرها من معاملات الأحوال الشخصية فيما يحرمون كلياً من السفر.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.