بعدما حرمت الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا المواطنين في مدينة صيدا من الأجواء الرمضانية التي كانت تعيشها مدينة صيدا القديمة مع رواد مقاهيها وزوارها خلال شهر رمضان المبارك من كل عام ، حيث غابت هذا العام بفعل التعبئة العامة ، حمل عدد من المسحراتية ومنشدي المدائح النبوية هذه الأجواء الى المواطنين المحجورين في بيوتهم صادحين بها أمام المباني السكنية والمنازل وتحت الشرفات.
المبادرة انطلقت من المسحراتية والمنشدين " محمود فناس وعباس قطيش وسعد الدين بتكجي وخالد سنبل وخليل ارقدان " الذين قاموا ليلاً بجولة على عدد من احياء صيدا القديمة ومحيط وسط المدينة بمشاركة منشدين من حلقة الزاوية الرفاعية وحلقة السيف والترس التراثية . وانطلقوا من أمام الجامع العمري الكبير في ساحة ضهر المير وهم يضعون الكمامات على وجوههم و يرتدون الزي التقليدي للمسحراتية والمنشدين بكامل عدتهم من طبال ودفوف تناغمت اصوات الضرب عليها مع " قعقعة" المبارزة بالسيف والترس تخترقها بين الحين والآخر اصوات المنشدين والمسحراتية تصدح بالمدائح الدينية الرمضانية .
ومن هناك انتقلوا الى ساحة باب السراي التراثية في عمق المدينة القديمة ، ثم الى السوق التجاري فـ"حي الست نفيسة " الى ساحة القدس ، وسط تفاعل من المواطنين " المحجورين " الذين اطل بعضهم من على شرفات منازلهم معبرين عن سعادتهم بهذه المبادرة كونها جعلتهم يعيشون اجواء الشهر المبارك وتراثه الذي ارتبط بذاكرة المدينة دون ان يضطروا لمغادرة بيوتهم . ومن هناك واصلت فرقة المسحراتية والمنشدين مسيرها الى حي الاسكندراني حيث توقفوا لبعض الوقت امام مدخل قسم فحص "الكورونا" في مستشفى حمود الجامعي ليوجهوا من هناك تحية للأطباء والممرضين في كل لبنان .
وقال المسحراتي محمود فناس " لقد تعود الناس ان ينزلوا في شهر رمضان المبارك الى الساحات والأحياء القديمة ليعيشوا الأجواء الرمضانية مع فرق السيف والترس والمديح والدف والمسحراتي . ولأن الإجراءات المتخذة في ظل التعبئة العامة في مواجهة فيروس كورونا هذا العام حالت دون تمكنهم من النزول ليلاً الى المدينة القديمة كما اعتادوا في رمضان من كل عام ، قررنا ان نذهب بأنفسنا الى الناس في احياء صيدا أولاً لنشجعهم على البقاء في بيوتهم ولا ينزلوا الى الشوارع ، وثانياً لنقل اليهم الأجواء الرمضانية التراثية اليهم وهم في البيوت ودون ان ينزلوا الى الشوارع والساحات او يختلطوا مع احد . وانطلقنا من المدينة القديمة الى السوق التجاري ثم الى محيط مستشفى حمود . وبالمناسبة نوجه الشكر والتقدير لجميع الأطباء والممرضين ووزارة الصحة على تعاونهمم وحفاظهم على سلامة الناس".
وقال سعد الدين بتكجي أنه وزملاءه قرروا ان يواجهوا تداعيات فيروس كورونا على طريقتهم و" يبارزوه " بتشجيع الناس على التزام الحجر ومشاركتهم اجواء وتراث شهر رمضان كل في بيته ". واضاف " بذلك ايضا نحافظ على التراث الرمضاني القديم ونبقيه حياً ونتيح للناس ان تعيش هذه الأجواء التي اعتادتها المدينة في ليالي رمضان المباركة ونخفف عنهم رتابة الحجر وندخل البهجة الى قلوبهم ".
وعبّر المسحراتي عباس قطيش عن سعادته وهو يتشارك مع زملائه في ادخل الفرحة وبهجة شهر رمضان المبارك الى قلوب الناس في بيوتها سائلاً الله ان تعم بركة هذا الشهر الفضيل على جميع المواطنين وينحسر هذا الوباء ويعيده الله بالخير والعافية والسلامة لجميع الناس .
واكملت الفرقة جولتها بعد ذلك الى "زاروب النجاصة" و"نزلة صيدون" و"البوابة الفوقا " لتختتمها امام القلعة البرية .
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.