إيمان إبراهيم

3 حزيران 2020 | 08:31

خبريات

اللبنانيون يخرجون من الحجر... الصدمة الاولى في المجمعات التجارية

زحمة سير في بيروت وكأن التعبئة العامّة لم تمرّ من هنا.

مواطنون ملّوا الجلوس داخل جدران المنازل، وكثيرون أغرتهم إعادة فتح المجمّعات التجارية بعد ثلاثة أشهر من الإقفال، قصدوها للتسوّق وأغلبهم للفرجة...

ولأن " الحكي مش متل الشوفة" كانت الفرجة مؤلمة، تشعرك لوهلة أنّك سافرت سنوات ثم عدت إلى الوطن فلم تعد تعرف معالمه ولا أناسه، ولم تعد تجيد التعامل مع عملته.

أصفار على مد عينك والنظر، أرقام تصعب قراءتها، أو ما يصعب هو الربط بينها وبين السلعة المعروضة.

فقد قضى موظّفو المجمعات التجارية الأسبوع الماضي وهم يعدّلون الأسعار، أسوة بزملائهم في السوبرماركت الذين أضيفت إلى مهامهم مهمّة تسعير البضاعة... ثم إعادة تسعيرها.

في المجمّعات حركة من دون بركة، تقول إحدى الموظّفات في محل تجاري شهير أعاد فتح أبوابه امس الاثنين. جلّ ما يفعله الزبائن هو السؤال " هل ارتفع ثمن البضاعة؟"، سؤال يبدو محرجاً للموظّفة التي تحاول شرح سبب ارتفاع البضاعة ضعفين بينما الدولار ارتفع اكثر من ضعفين. معادلة لا تقنع الزبون المرهق، الذي يتقاضى راتبه بالليرة، ويستفيق على حقيقة أنّ بعض السلع التي كان يشتريها أصبحت رفاهية لم يعد بمقدوره دفع ثمنها.

في المجمّعات التجارية، بعض الماركات العالمية التزمت بالبيع بالسعر القديم، إحدى الموظفات أوضحت أن قرار رفع الأسعار لم يتّخذ بعد، لكن "بكرا ما حدا بيعرف شو بيصير"، مقولة تدفع الزبون لشراء ما أمكن من سلع ستصبح في حال ارتفاع اسعارها رفاهية من الماضي، تقول إحدى الزبونات " آخر ما كنّا نتوقّعه في لبنان ان نقوم بتموين قناني العطور وأحمر الشفاه" ثم تستطرد " الحمد لله على كل شيء هناك أشخاص لا يجدون قوت يومهم"..

ماركات أخرى متوسّطة الجودة رفعت اسعارها ثلاثة اضعاف، وبات سعرها يفوق سعر الماركات العالمية الشهيرة، فلجأ بعضها إلى تقديم عروض للزبائن لتعويض ارتفاع الأسعار.

المجمّعات التجارية هي صورة عمّا ينتظر اللبناني الخارج من الحجر بعد انهيار سعر صرف الليرة، بعض ماركات الملابس لا تزال تلتزم بالسعر القديم إلى أن يصدر قرار رفع الأسعار، والبعض ضاعف أسعاره حتى قبل الارتفاع الجنوني لسعر الدولار. القياس ممنوع والبدل ممنوع، شروط تجعل من عملية الشراء مهمة صعبة، إذ أن شراء بنطلون من دون قياس مجازفة في ظل عدم قدرة الزبون على تبديله.

اما الادوات الكهربائية فحدث ولا حرج، تلفزيون 32 إنش بمليون ليرة، هو نفسه كان ب375 ألف ليرة قبل ثلاثة أشهر. وما ينطبق على التلفزيون ينطبق على كل الأدوات الكهربائية... نار الأسعار حارقة.

زبائن المجمعات أغلبهم ملّوا جدران منازلهم فاستعاضوا عنها بجدران المجمّع، يتنزّهون قرب المحال ولا يقربونها، حال معظمهم كما حال أهل الكهف يحملون اوراقهم المالية ويتساءلون " كم لبثنا؟".


يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

إيمان إبراهيم

3 حزيران 2020 08:31