إيمان ابراهيم
على الرغم من تخفيف القيود وخروج الناس من منازلهم، لا يزال التلفزيون رفيق السهرات الليلي، إذ زاد عدد مشتركي المنصات العالميّة ملايين خلال فترة الحجر حول العالم، ما غيّر علاقة المشاهد بالتلفزيون، فلم تعد قائمة على ما تعرضه المحطات التلفزيونية، بل بات القرار بيده، يشاهد ما يشاء ساعة يشاء، على فضاء الإنترنت الواسع، عبر منصّات مدفوعة وأخرى مجانيّة.
ولم تعد المشاهدة مرتبطة بساعات الذروة، بل بات كل مشاهد يحدّد الوقت الذي يناسبه ليشاهد مروحة واسعة من الأعمال من كافة البلدان مترجمة للغة بلده.
"مستقبل ويب" اختار لكم خمس مسلسلات عالمية، تصلح جميعها للمشاهدة العائلية.
-Unhuman resources
هو مسلسل فرنسي سيلامس الكثير من المشاهدين، الذين فقدوا عملهم، والذين تخلّت عنهم شركاتهم، والذين يعيشون اليوم هاجس فقدان وظائفهم في ظل الانهيار الاقتصادي الذي دفع الشركات إلى التخلي عن موظّفيها.
المسلسل للمخرج اللبناني زياد دويري، تمّ تصويره في فرنسا، مع لاعب كرة القدم الفرنسي إيريك كونتونا الذي خاص تجارب تمثيلية قليلة، وأبدع في دور الرجل الخمسيني الغارق في مشاكل نفسية ومادية بعد تخلّي شركته عنه وصعوبة إيجاده فرصة عمل في سنّه هذا.
فجأة يجد نفسه أمام فرصة وظيفة مغرية، لكن للحصول على الوظيفة عليه أن ينفّذ مهمّة صعبة جداً... يدخل في اليوم المنشود وهناك وفي الوقت المحدّد لا تسير الأمور كما يتوقّع المشاهد الذي قد يستغرب سير الأحداث ويشعر أن إيقاع العمل سقط من بين يدي صنّاعه، لكنّ هذه "السقطة" هي المسلسل بأكمله، حيث تأخذ الأحداث انعطافة نحو حبكة خارقة الذّكاء.
المسلسل من ست حلقات، انتهى تصويره الخريف الماضي، قبل أن تغزو العالم موجة البطالة، إلا أنّ عرضه في هذه الظّروف ساهم في انتشاره ونجاحه ليصبح على مرتبة الأعمال العشرة الأكثر مشاهدة خلال شهر أيار على نتفليكس.
-Virgin river
قصّة المسلسل قد تبدو مستهلكة لكن المعالجة عميقة والحوارات سلسة ومناخ العمل ساحر.
ميل ممرضة تهرب من ماضيها بعد انهيار زواجها بصورة مأساوية، وتنقل إلى منطقة فيرجن ريفر الريفية لتبدأ العمل مع طبيب القرية.
هناك تتعرّف إلى أهالي القرية، لكل منهم قصّة وكل منهم "كاراكتير" لا يكتمل العمل بدونه. أجواء الريف ساحرة، قصص أهالي القرية تثير الفضول، وقصة ميل تتكشّف تفاصيلها مع تصاعد الأحداث، التي تنتهي على نهاية مفتوحة بانتظار جزء ثانٍ.
هو من المسلسلات الهادئة، هدوءاً لا يثير الملل بل الكثير من السلام الداخلي.
-Dead to me
تفقد جين زوجها بحادث سيارة مجهولة تسعى لاكتشاف هويّة سائقها، تبحث عنه من خلال الشرطة رغبة منها في أن يأخذ جزاءه، وبطريقة تظنّها صدفة تدخل جودي حياتها، لتكتشف لاحقاً أن هذه الأخيرة لها علاقة وثيقة بمقتل زوجها.
لكن الأمور لا تذهب في المنحى الذي يتصوّره المشاهد، بل سيكون لدى جين وجودي الكثير من المغامرات، تورّط إحداهما الأخرى ويصعب الخروج من الورطة صعباً.
المسلسل نال تقييماً مرتفعاً من قبل النقّاد، وحظي بنسبة مشاهدة مرتفعة جداً في موسميه الأوّل والثاني الذي عرض الشهر الماضي، بانتظار موسم ثالث العام المقبل.
-After life
مسلسل بريطاني من موسمين كل موسم من ست حلقات مدّة الحلقة نصف ساعة.
يخسر طوني زوجته ليزا بعد صراعها مع السرطان، ويعاني بعدها من فراغ ووحدة قاتلين، وإيقاع حياة روتيني. في الصحيفة حيث يعمل، يبث طاقات سلبية، يعمل بدون شغف، ولا يربطه بالحياة سوى الفيديوهات التي سجّلتها له زوجته وهي على سرير المرض.
في حياة طوني الفارغة الكثير من الأشخاص، زملاء العمل، شقيق زوجته، ساعي البريد، فتاة الليل التي التقاها في الطريق فدعاها إلى منزله لتغسل الأطباق وتصبح لاحقاً صديقته، المرأة التي تجلس أمام قبر زوجها المجاور لقبر ليزا، معها يتجاذب أطرف الحديث.
رغم قصّته الحزينة، المسلسل ليس مغرقاً في الحزن ولا الكآبة، بل هو سرد ليوميات الفقد، بين رغبة في إنهاء هذا الكابوس، ورغبة أخرى في الانطلاق، ميل نحو العزلة، وجري نحو أصدقاء يخترعهم ليؤنسوا وحدته.
الحوارات في المسلسل عميقة، تتخلله الكثير من المواقف الكوميدية المحبوكة بذكاء. لا يؤلّب المواجع قدر ما يشعر المشاهد بالتماهي مع طوني وحياته بعد الفقد.
-Into the Night
إذا كنت تشعر باليأس من الأجواء التي فرضها فيروس كورونا، عليك بمشاهدة المسلسل البلجيكي الذي بدأت شبكة نتفليكس بعرضه الشهر الماضي.
المسلسل من ست حلقات، يشبه بأجوائه الرعب الذي نعيشه جراء فيروس كورونا، بل يفوقه، فمصير أبطال المسلسل إما الهرب وإما الموت عندما تشرق الشمس.
يبدأ المسلسل من مطار بروكسل، حيث يقتحم موظف في الناتو الطائرة المقلعة إلى موسكو، ويرغم الكابتن على الإقلاع قبل اكتمال عدد الركّاب لأن الوقت يداهمه، وعلى الطائرة الاتجاه غرباً هرباً من أشعة الشمس التي تبيد الناس.
في الليل تهبط الطائرة في المطار، ينزل الركاب يموّنون حاجياتهم ويعودون إلى الطائرة لتطير من جديد نحو وجهة مظلمة قبل إشراق الشمس.
على الطائرة تحصل الكثير من المواقف المشوّقة، مع ركاب من كافة الجنسيات، مغربية، تركية، إيطالية، أفريقية، بلجيكية، روسية، لكل منهم قصّة، وهدف واحد النجاة من الموت الجماعي.
المسلسل لا ينتهي عند الحلقة السادسة، بل يبقى معلقاً بانتظار جزء ثانٍ قد لا يحظى بنسبة مشاهدة الجزء الأوّل الذي جاء في ظروف تشبه أجواء الوباء العالمي وما أثاره من حالة ذعر.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.