9 شباط 2021 | 11:44

أخبار لبنان

تليق به!!‏

تليق به!!‏

النهار – راشد فايد


قفا نحكِ

إغتيال لقمان سليم، ووفاة الكبير جان عبيد، وتكالب "الكورونا" على ‏اللبنانيين، من نافذة عجز الحاكمين عن أن يكونوا بمستوى محاربتها، كما ‏فعلت الدول – الدول، تذكرنا جميعا بأن لبنان التسامح، والآراء المتعددة، ‏الذي وعينا عليه، ينقرض، وتسقط أوهامنا الساذجة عن استمراره، لكأن ‏جان عبيد، ويكفيه اسمه بلا ألقاب ومناصب، يقفل وراءه الباب على أناقة ‏الفكر السياسي والرقي الثقافي المتنوع، والدماثة في الإختلاف كما في ‏الود.‏

صورة يناقضها، تماما، قتل لقمان، الذي ليس فيه "إشهار إفلاس" قوى ‏الظلام، كما حاول أن يوحي أحد المنابر السياسية، بل هو إشهار إفلاس ‏متأخر لرهان "14 آذار" 2005، ثم انتفاضة تشرين الأول 2019، على ‏انتظار صحوة أعداء الدولة الواحدة، وكارهي السيادة الوطنية، ‏ومستتبعي الهيمنة الايرانية، وأن يرتدعوا ويؤوبوا تحت مظلة دستور ‏لبنان وقوانينه.‏

فمنذ الإنقلاب الشعبي العارم على الوصاية الأسدية، واحتلالها القرار ‏الوطني اللبناني، لا يقصر "حزب الله" في ابتزاز حرص اللبنانيين على ‏تعزيز السلم الأهلي، وتجنب العودة إلى حروب داخلية تدمر ما لم تدمره ‏الحروب المتعاقبة على البلاد، وما لم تستنزفه الميليشيات المتناسلة على ‏المسرح الدموي اللبناني: كانت تظاهرة 8 آذار ترهيبا للانتفاضة الشعبية ‏التي أطلقها اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهي "أرهبت" دوائر ‏ديبلوماسية غربية وعربية في بيروت، لكنها صلّبت 14 آذار، ولم تخفها، ‏وقد تكون أطلقتها. لكن الرد على التحدي برفع التحدي سقط بعد ذلك ‏بحجة لبننة الحزب، التي كانت كذبة ساذجة أدت إلى تحالف انتخابي أكثر ‏سذاجة، كان فرصة لورثة الهيمنة الأسدية كي يتمسكنوا إلى أن تمكنوا، ‏وجهروا أكثر فأكثر بدمويتهم وخدمتهم مشروع الهيمنة الفارسي. وما ‏موجة الإغتيالات التي استهدفت قادة 14 آذار، والانقلاب على حكومة ‏سعد الحريري، و"شائنة" 7 أيار 2008، في حق السلم الأهلي، ‏والإغتيالات المتفرقة، كنحر هاشم السلمان على باب السفارة الإيرانية، ‏والتهديدات المعلنة والمضمرة ضد كل رافض لهيمنة الحزب وما يمثّل، ‏ليست جميعاً إلا تأكيدا للسعي إلى قولبة البلد على ما ليس من بنيته ‏ومداميك وجوده، ولا يغترب عن ذلك فرض رئيس للجمهورية بقوة ‏سلاح الحزب المهيمن.‏

قد يعترض قارئ على استعجال اتهام الحزب باغتيال لقمان سليم، لكن في ‏الحياة العامة ما يقرب من البديهيات، من ذلك أن جسم الحزب "لبّيس" ‏والتهمة تليق به بحكم تاريخه الواضح، والذي يفيد بأنه لا يتورع عما ‏يخدم استراتيجيته، مهما كان دمويا. فها سامر حنا يتحول من شهيد في ‏سجد في آب 2014 إلى مخالف لقانون لا يعرفه سوى الحزب. وها ‏الأمين العام يدمّر عيش اللبنانيين في دول الخليج العربي، بحرب شنها ‏خلال اكثر من سنتين على علاقات لبنان بمحيطه. واليوم يرفد هذا الخنق ‏بمحاولة تدمير نظامه المصرفي، التي كان بدأها بمتفجرة بنك لبنان ‏والمهجر سنة 2016، ويكملها اليوم بحملة شعواء على حاكم المصرف ‏المركزي، فيما ينشيء "نظاما" مصرفيا موازياً، سكت الكلام عليه بلا ‏أصداء!!‏

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

9 شباط 2021 11:44