وفي عظة القاها خلال ترؤسه قداس الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي في كنيسة مار جاورجيوس للروم الأرثوذكس في حاصبيا ، اضاف المطران كفوري " هل نعدهم بحكومة انقاذ في القريب العاجل ؟ هل نعدهم بمعرفة حقيقة ما جرى في الانفجار الرهيب ( انفجار بيروت في 4 اب الماضي ) - وبهذه المناسبة نصلي من اعماق القلب من اجل توفيق القاضي النزيه طارق البيطار في مهمته الخطيرة . هذا القاضي الذي يعطينا املا كبيرا انطلاقا من سيرة حياته المشرفة . نأمل ان يصل في تحقيقاته الى النتيجة المرجوة في اقرب وقت ممكن - هل نعدهم باستقلالية القضاء ؟ ، هل نعدهم بفرص العمل التي وعدهم بها كثير من السياسيين والتي تحد من هجرة الشباب والأدمغة الى خارج لبنان ؟ هل نعدهم بلبنان الجديد الذي يحلمون به ؟" .
واعتبر المطران كفوري ان " الاصلاح يبدأ عندما يعود اللبنانيون الى التمسك بالقيم الأخلاقية والمبادىء التي تربو عليها في المسيحية والاسلام . وان الاصلاح يبدأ من الداخل باصلاح الذات اولا ، وباحترام الآخر ثانيا ، واحترام حق الآخر بالحياة . هذا هو العيش المشترك الذي قام عليه لبنان منذ ما قبل الاستقلال بكثير والذي ترسخ مع الاستقلال ( تذكروا الميثاق الوطني الذي ابتدعه كبار كبار لبنان ، مثل بشارة الخوري ورياض الصلح وغيرهما ) وبعد ذلك ثبته ( ولكن بشيء من الطائفية) اتفاق الطائف ".
وقال" كيف يتجنب لبنان حروب الآخرين على ارضه ؟ وكيف نحد من هجرة شبابه ؟ الجواب يكمن في بدء حوار معمق مستمر ( قد يستمر في المؤسسات الدستورية وليس بالضرورة عبر طاولة او مؤتمر )، يرسخ العيش المشترك ويزيل المخاوف والهواجس الموجودة عند هذا الطرف او ذاك . وبعد ذلك في وضع قانون عادل للانتخاب يساوي بين المواطنين ويؤدي الى تمثيل نيابي صحيح لإرادة الشعب ضمن ضوابط القانون . ولماذا لا تتوسع طاولة الحوار مثلاً لتصبح نوعا من مؤتمر وطني شبيه بمؤتمر الطائف ؟ ( كما اقترح غبطة البطريرك الراعي )، ينطلق هذا الحوار من الثوابت الوطنية التي منها على سبيل المثال : العيش المشترك الذي لا شرعية لأي مبدأ لا يراعيه ، نهائية الانتماء العربي للبنان دون اي لبس او تردد ، وتثبيت النظام الديمقراطي الحر للبنان . كل هذه الأماني والأحلام تتحقق عندما يعود اللبنانيون الى اصالتهم عندما يستنيرون بنور القيامة المنبعث من القبر الفارغ" .
وختم المطران كفوري بالقول " نرجو ان تكون قيامة المسيح قيامة لبنان ايضاً ، فيعود كما كان منارة الشرق ومقصد الغرب، لما يتمتع به من جمال الطبيعة والانفتاح وكرم الضيافة وحرية التعبير واحترام حقوق الانسان ، قام المسيح ليعيد للانسان حريته وكرامته وهيبته . نسال الله ان يكون هذا العيد فاتحة خير وبركة على الجميع ، نسأله ان ينهي هذا الليل الذي يغرق فيه لبنان وان يمحو ظلامه ( ظلام الليل ) بنور القيامة ، نسأله القيامة للبنان والنهوض من كبوته".
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.