قال راعي أبرشية صور وصيدا وتوابعهما للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري في رسالة أحد الشعانين" اليوم نعيّد والعالم يغلي . نفرح والنساء تبكي فيما الأطفال تُنتشَلُ من تحت الأنقاض جثثاً هامدةً. هؤلاء الأطفال من أجلهم يدخل اليوم يسوع إلى أورشليم ونظراؤهم يصرخون: أوصنا لابن داود مبارك الآتي باسم الرب. عندما يأتي ملك أو رئيس من رؤساء عالمنا، تحيط به جحافل العسكر ، ويتحلّق حوله الحراس المدجّجون بالسلاح. أمّا ملكُنا فيأتي وسط الجموع التي تحمل سعف النخيل وأغصان الزيتون (علامة النصر والسلام) ، وتفرش ثيابها في الطريق ويصرخ الكبار والصغار قائلين: هوشعنا لابن داود. أوصنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الرب. مبارك الآتي ليخلص العالم من عبودية الخطيئة والموت ويعطيه الفرح الحقيقي".
وأضاف :"ويبقى السؤال كيف نعيّدُ وكيف نفرحُ وهيرودسُ العصر يقتل أطفال بيت لحم ويدوس المقدّسات بقدميه النجستين. كيف نحتفل وآلاف النساء والأطفال والشيوخ ينامون في العراء دون مأوى والعالم يتفرج . كيف نفرح وأهلنا تشردوا وذهبوا إلى أقاصي الأرض يبحثون عن الحياة الكريمة لأولادهم؟ كيف نفرحُ وقد مرَّ على اختطاف أخوينا المطرانيْن بولس ويوحنا (مطرانيْ حلب) إحدى عشْر سنةً ومصيرهما مجهول !".
وتابع :" أمّا أنتم فعليكم أن تحافظوا على كرامة الإنسان .. الإنسان الذي تُمتهن كرامته اليوم في ما يسمّى "بالعالم الحر". هذا العالم الذي يحكمه الأقوياء المصابون بجنون العظمة . نسأل هؤلاء: من يحمي الشعوب الضعيفة من جبروت الأقوياء؟ أليس لهذا السبب وُضِعَتْ الشرائع السماوية والقوانين الدولية؟".
وقال :"لهذا السبب نحن قبلنا بقرارات الأمم المتحدة. وما زلنا نطالب بتطبيقها وبحفظ السلام في العالم. ولهذا نطالب أيضاً بتطبيق قرار مجلس الأمن الرقم 1701 ، شرط أن تلتزم به كافة الأطراف الموقّعة عليه. بهذه المناسبة نتوجه بالشكر الى اليونيفيل على جهودها في هذا الشأن. ونصلي من أجل سلام العالم. كذلك نطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزّة تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الأخير بهذا الشأن ، ونطالب أيضاً بوضع حدّ لتجاوزات المستوطنين الذين يعتدون يومياً على السكان الآمنين في بيوتهم دون رادع أو وازع .. ونسأل إلى متى ستستمّر الحرب في فلسطين؟ ونحييّ بهذا الشأن الوقفة التاريخية لطلاب وأساتذة الجامعات في الولايات المتحدة الأميركية وفي دول أخرى من العالم. هذه الوقفة تدلّ على أن الضمير العالمي لا يقبل بما تقوم به إسرائيل من مجازر ومن تجاوز لكافة القوانين الدولية والإنسانية.
وختم المطران كفوري بالقول :" نسأل الله في هذا اليوم المبارك أن يحل السلام في العالم. وأن يسود الحق والعدل وتعمّ المحبة التي بها نغلب العالم".
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.