30 حزيران 2021 | 08:11

أخبار لبنان

‏"الأعلى للدفاع": نظّموا الفوضى‎!‎

كتبت صحيفة " نداء الوطن " تقول : بنكهته الفولكلورية المعتادة، خرج المجلس الأعلى للدفاع بجردة حساب استعراضية لحالة ‏الانهيار المستشرية في البلد، ليخلص في المحصّلة إلى وعظة "سفسطائية" تتفلسف على الناس ‏و"تتفصحن" في مقاربة أوجاعهم ومآسيهم. فقارب المجلس أمس حالة الذل التي يعايشها ‏المواطنون من باب التعاطف ورفع العتب والمسؤولية عن أهل الحكم، مع إبقاء باب التهديد ‏بالقمع موارباً في وجه كل من تسوّل له نفسه التعبير عن غضبه في الشارع، تحت طائلة ‏تصنيفه في خانة المخربين والمخلين بالأمن ومثيري الفوضى، حسبما حذر رئيس الجمهورية ‏ميشال عون اللبنانيين... فكان "أمره اليوم" للأجهزة: نظّموا الفوضى‎.

لكن وبما أن الاجتماع عُقد على بُعد نحو شهر من الذكرى السنوية الاولى لانفجار مرفأ بيروت ‏في 4 آب، طغى هاجس الانفجار وما يرافقه من تحميل مسؤوليات بالتقصير والاهمال على ‏مداولات المجلس الأعلى للدفاع أمس في قصر بعبدا، وتبيّن، بحسب مصدر معني لـ"نداء ‏الوطن"، أنّ الدافع الأساس للاجتماع كان "التقرير الذي أعدّه مدير عام الجمارك بالإنابة ‏ريمون خوري عن خزانات الوقود المنتشرة على طول الساحل اللبناني، وسط تمدّد المباني ‏المأهولة باتجاهها حتى أنّ بعضها صار محاطاً بالأبنية السكنية، الامر الذي يهدد بوقوع كارثة ‏بشرية مشابهة لما حصل في انفجار المرفأ في حال حصل أي خلل‎".

وفي ما يتصل بالتوترات الميدانية نتيجة الاحتقان الشعبي والتدهور المعيشي، عُرض تقرير ‏عن الاكتظاظ عند محطات الوقود والاشكالات التي حصلت، والاجراءات التي اتخذت وانتشر ‏بموجبها عناصر من جهاز أمن الدولة عند 1192 محطة وقود للحد من التوتر والاشكالات ‏وتسهيل عملية تعبئة الوقود، مع إبداء المجتمعين أملهم بأن تؤدي عملية رفع الأسعار إلى الحد ‏من الاكتظاظ ووطأة الأزمة‎.

ونقل المصدر أنّ "قادة الاجهزة العسكرية والأمنية تطرقوا من جهتهم إلى استنزاف ‏العسكريين جراء استمرارهم في حالة جهوزية دائمة واستنفار على مدار الساعة بسبب ‏الأحداث المستمرة، ونبهوا إلى أنّ العسكريين يعانون من الضائقة المعيشية نفسها التي يعاني ‏منها المدنيون، فتم طرح موضوع معالجة أزمة رواتبهم التي لم تعد تكفي لسدّ الحاجات ‏الحياتية الأساسية جداً، فتم التأكيد على وجوب درس سبل تعزيز الوضع الخاص بالعناصر ‏العسكرية والأمنية وخصوصاً لجهة تأمين الدواء والغذاء والمساعدات اللازمة لهم". كما جرى ‏حديث عن الاعتداءات على الأجهزة العسكرية والأمنية والقاء قنابل المولوتوف عليها ما ‏تسبب في الآونة الأخيرة بإصابة العشرات من العسكريين، وعُرض تقرير في هذا المجال ‏يشير إلى وجود "جهات مندسة" بين المحتجين تتولى عمليات الاعتداء على الأجهزة‎.

وفي المداولات أيضاً، نقل المصدر أنّ وزير الداخلية محمد فهمي "عرض تقريراً عن السرقات ‏وحوادث النشل التي تزايدت بشكل كبير جراء تعاظم الضائقة الاقتصادية والاجتماعية والتي ‏تتخذ منها عصابات السرقة والسطو ذريعة لتكثيف جرائمها، لافتاً إلى توقيف أفراد من هذه ‏العصابات، وإلى اتخاذ إجراءات معلنة وأخرى احترازية غير مرئية للحد من هذه الظاهرة ‏الخطيرة". كما طُرحت شكاوى المواطنين حول ما يجري في مطار رفيق الحريري الدولي، ‏لجهة طريقة تعامل الموظفين مع القادمين والمغادرين، ومشكلة فحص الـPCR، فتقرر أن ‏يصار إلى معالجة الأمر من خلال استقدام 70 متطوعاً من كليات الطب والصيدلة والتمريض ‏في الجامعة اللبنانية لمساعدة فرق وزارة الصحة الموجودة في المطار، مع التأكيد على وجوب ‏استخدام آلات السكانر بدل التفتيش اليدوي، لا سيما وأنّ التشدد في التفتيش جاء نتيجة الهاجس ‏المتزايد من عمليات تهريب المخدرات عبر لبنان‎.

وفي الغضون، استرعت الانتباه أمس مشاورات أميركية - سعودية - فرنسية حول ملفات ‏المنطقة ومن بينها لبنان، إذ كشف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنه أجرى ‏محادثات حول قضايا ذات اهتمام مشترك مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان، بحضور ‏وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة ‏الـ20 في إيطاليا. فأجمع الوزراء الثلاثة في ما يتعلق بالملف اللبناني على وجوب أن يتحمّل ‏المسؤولون مسؤولياتهم في مواجهة الأزمة والمسارعة في الإصلاح لإنقاذ شعبهم‎.

وإثر اجتماع ثلاثي لم يكن معداً لانعقاده مسبقاً، حضّ وزراء خارجية الولايات المتحدة وفرنسا ‏والسعودية المسؤولين اللبنانيين المتناحرين على التعاون في ما بينهم لمعالجة الأزمات التي ‏يشهدها بلدهم، وأكدوا "ضرورة إبداء القادة السياسيين اللبنانيين مزايا القيادة الحقيقية عبر ‏تطبيق إصلاحات طال انتظارها لإيجاد استقرار اقتصادي (في البلاد) وتوفير الدعم الذي يحتاج ‏إليه الشعب اللبناني بشدة"، وفق ما جاء في تغريدة لوزير الخارجية الأميركية‎.



‎نداء الوطن

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

30 حزيران 2021 08:11