المطران حداد
والقى المطران حداد خلال القداس كلمة رثى فيها الراحل القنصل إبراهيم حنا فقال" نودع صدّيقاً أزهرت عطاياه في لبنان وخارجه ، انه صدّيق حقا لأنه ترعرع في العائلة المسيحية وهذا ما زين طلعته متمسكا بقيم المحبة والعطاء المجاني حتى آخر رمق من حياته . حمل اسم ابراهيم و"بيّ الأباء " فجسد الأبوة في مراحل حياته كلها . تزوج من السيدة ليلى طنوس وسلكا معا درب الشراكة الأمينة وأنجبا شابين جورج وشارل اثمرا هنا وهناك من أسمى قيم الإنسانية تعاوناً وعطاءً تماماً كفروع الزيتون .. نعم اشبه عائلة الراحل بشجرة زيتون تعطي الحب والزيت وفيؤها طوال الأيام وتعمر طويلا وقد اصبحت رمز الخلود والصمود ".
وأضاف" خرج القنصل إبراهيم حنا الى المجتمع المفتوح بدءاً من قريته المحببة الى قلبه كرخا . فتقاسم لقمة عيشه مع شركائه في البلدة والوطن . ورحل وقلبه يدمع على لبنان ..ذهب الى اميركا وهناك بدأ رحلة الألف ميل خطوة خطوة نحو التألق والنجاح . عاش لبنانياً ، فكر لبنانياً بدءاً من التواصل الاجتماعي مع أبناء قومه الى اعداد الصحن اليومي وصولا الى تأسيس أكبر شركات التعليب في اميركا عنيت "سيدرز "مدركاً انه كأرز لبنان ينمو وان رحل سينمو في عائلته ومحبيه . هذه المسيرة بحد ذاتها كانت فخراً للعائلة وللبنان ولكل الشرقيين لا بل للأميركيين بأن تعرفوا على مائدة وطننا وجودة عمل اللبناني وعاداته واحبوها . ونضج حبه للبنان وامانته لأميركا الى ان عين عام 2004 قنصلاً فخرياً في المقاطعة التي عاش فيها عنيت بوسطن – ماساشوسيتس فخدم مواطنيه افضل خدمة . هذا اللبناني وان اغترب يبقى لديه عنفوان الوطنية وكبرياء لبنان. هذا العنفوان كان عنوان تربية الراحل لأولاده وها هما اليوم يتابعان المسيرة الرسالة التي أنشأها الوالد".
وتابع "تركز حب الوطن لدى الراحل خاصة في محبته للجيش اللبناني وقد اورث هذه المحبة لأبنائه ولا عجب ان تصادف ذكراه مع عيد الجيش اليوم . ان محبة الجيش علامة فارقة في نفوس اللبنانيين وهي دلالة واضحة على شوق فئات الوطن لبعضهم البعض منصهرين ضمن مؤسسة غير طائفية . ولهذا السبب كلنا نحب الجيش لأننا نكره الطائفية".
وأشار المطران حداد الى ان الراحل " أحب كنيسته بكل عمل محبة واحسان قام به.. تلك الساعات التي قضاها في التعليم المسيحي والتربية الدينية والاشتراك في القداسات والسهرات الانجيلية ونشاط الحركات الرسولية ودعم أنشطة الكنيسة بكافة أنواعها ومساندة الكهنة والأساقفة في مشاريع خدمة الفقير . نعم كان شعاره " الفقير أولاً " وقد ترك حسابات ثلاثة في اميركا مخصصة للفقراء تم اكتشافها بعد وفاته . اعتبرها ابنه شارل وصية من الوالد واؤتمن عليها... كلمات يسوع التي ملؤها المحبة انتقلت على شفاه القنصل إبراهيم حنا قولاً وفي اعماله فعلاً . كأن يوظف عمالاً عجزوا عن الانتاج ان لإعاقة او بسبب العمر ليعيلهم بشرف دون ان يخدش شعورهم . هؤلاء باقون في مكانهم حيث اعتبرت ارادة الراحل وصية ايضاً .. ".
وأضاف المطران حداد " ما يعزي القلب ان المملكة التي بناها القنصل الكبير هي في ايد امينة اليوم . رحل وقلبه مطمئن بأن زوجته واولاده ولا سيما شارل سيكملون الرسالة . لقد عبر عن افتخاره بإبنه شارل وكان هذا الافتخار تعزية كبيرة للعائلة . للمؤسسة ولشارل نفسه الذي عاهد الوالد البقاء على الرسالة بأمانة كبرى لا سيما رسالة الفقراء وما اكثرهم في وطني الجريح لبنان" .
وقال" بالامكان تلخيص رسالة القنصل لإبنه شارل بأربعة وجوه : العائلة ، الوطن والجيش ، كرخا والفقراء . وقد كتب شارل هذه الوصية على جبينه وفي قلبه ... وما من عظيم الا ما كبر بعد رحيله . هذه هي حالة فقيدنا . ستبقى خالداً في قلوبنا يا سعادة القنصل . وسنتذكرك وتكون معنا يوم تدشين مزار مار يوحنا الذي احبك واحببته ".
وبعد القداس والجناز ، تلا كاهن الرعية الأب وليد الديك رسالة شكر بإسم عائلة الراحل حنا الى كل من واساهم في مصابهم الأليم بالحضور او بالاتصال من شخصيات رسمية وسياسية ودبلوماسية ووروحية وامنية وعسكرية وبلدية واجتماعية وأصدقاء .
ثم تقبل نجل الراحل " شارل " وافراد العائلة التعازي من الحضور .
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.