صدر العدد الجديد لمجلة "الأمن" التي تصدرها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وجاء في افتتاحية العدد:
على مثال الوطن..
منذ البدء، كان هذا الوطن عصيًّا على الاضمحلال، رغم الويلات والنكبات التي دارت على أرضه، ورغم الحروب والمآسي التي لحقت بشعبه.
ومنذ البدء، كان يصنع الحياة بالإيمان والإرادة، وينطلق فيها مزهوًّا، حسبُه أنَّه يسير في طريق الحق، في طريق العلم والثقافة.
هكذا هي مؤسسة قوى الأمن الداخلي، على صورة الوطن ومثاله، تعرَّضت للكثير من الاستحقاقات المصيريَّة، وواجهت الحروب والأزمات والاستهداف، بالتصميم على تنفيذ القسم، وبالسعي الدؤوب لتحقيق الإنجازات، تلك التي شهدت لها بها أرفع الجهات الأمنية في كبرى الدول البعيدة والقريبة.
الوطن وقوى الأمن صنوان، حاله من حالها. هو مجتمع متنوِّع في إطار وحدة لم ولن تتفكَّك. وهي كذلك تحوي قلوبًا ملأى بالإيمان والثقة بمستقبل آمن ومزدهر، وسواعد وهامات عالية لا تنحني مهما اشتدَّت العواصف والمِحن.
الوطن اليوم يواجه أعاصير الأزمة الاقتصاديَّة والماليَّة والمعيشيَّة، ويصمد بشعبه. وقوى الأمن، التي من هذا الشعب، تواصل مهامَّها بكل إقدام، وتحقِّق الإنجازات الأمنيَّة بكفاءة وحرفيَّة وشفافيَّة، وتضبط عصابات الإرهاب والعمالة والمخدرات والإجرام التي تعيث فسادًا بين اللبنانيين، فلا تثنيها ضائقة اقتصاديَّة ومعيشية عن القيام بواجبها في حفظ الأمن، وصيانة القانون، وأمان المواطن، ولا يحدُّ من عزيمتها انتقاد من هنا، واستهداف من هناك.
لا وطن بلا أمن، لا أمن بلا وطن...
معادلة يسير بها لبنان على درب الخلاص، حتى بلوغ الحياة المُرتجاة من اللبنانيين.
ونحن بالغوها حتمًا، ولو بعد حين.
رسالة أمل
وكتب رئيس التحرير العقيد الركن شربل فرام رسالة أمل وجاء فيها
أفترض أنك ستتلقّى رسالتي، وأفترض أنك ما زلت تستطيع القراءة رغم التجاعيد الكثيرة التي تلفُّ عينيك.
سأكتب، علَّ الكلمات تزهر في هذا الربيع. ربيع أوَّلهُ صقيع قد حلَّ علينا هذا العام. يقولون إنّك لم ترَ مثله منذ أربعين عامًا.
صحيح أنَّنا ننسى صقيع الطقس الذي يتبدًّل على مرِّ السنوات، لكننا لا يمكننا نسيان صقيع العقول وصقيع النفوس الذي لا يتغيَّر.
لا يمكننا نسيان صقيع المناكفات والاصطفافات على مرِّ السنين، صقيعها لم يتغيّر وما زال يُستعمل الأبناء بعد آبائهم وقودًا له.
لا يمكننا أن ننسى صقيع الوعود الكاذبة والسياسات الكاذبة، فقد قيل يومًا إنَّ الوطنيين همُّهم الأجيال القادمة، والآخرين همُّهم الانتخابات القادمة.
لا يمكننا أن ننسى صقيع الحروب العبثيَّة والرهانات العبثيَّة، ولا يمكننا أن نصدِّق أنَّ أبطالها هم أنفسهم، وضحاياها هم أنفسهم.
دعنا من أخبار الصقيع.
أخبرني عن أحلامك التي لم تتحقَّق.
أخبرني عن هويَّتك التي فُقدت.
أخبرني عن ثقافتك التي تغيَّرت.
أخبرني عن عاصمتك التي تسكنها العتمة.
أخبرني عن ابنك الضال.
يقولون إنَّك ما زلت تنتظر أن يعود.
أعرف أنَّه في كلِّ مرّة كان لك أبناءٌ ضالُّون وكانوا جميعهم يعودون.
أعرف أنَّك اليوم تخاف على ابنك هذا أن لا يعود.
لا تخف. سيعود عاجلًا أم آجلًا. سيعرف أنَّ بيت أبيه أجمل من كلِّ البيوت.
سيعرف أنَّ مكانه بين أخوته. سيعرف أنَّ حدوده تحميه.
سيعود عندما يتركونه خارج غرف سياساتهم، في صقيع الطرقات.
أرأيت؟... عدنا للحديث عن الصقيع.
عندما تصلك رسالتي يكون الصقيع قد ولَّى، ويكون ربيعك دافئًا.
سيكون الغد فرِحًا ومزدهرًا.
سيعود اللون والنور إلى ساحاتك.
أرأيت؟... أنهيت رسالتي بأمل وحبور.
أعرف أنَّ دموع الفرح ستنهمر على وجنتيك.
وهل هناك أجمل من وجنتي وطن !
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.