تقرير خاص - 22 شباط - فبراير/2019
تركّز المشهد السياسي امس على احتدام النقاش حول العلاقة مع سوريا في الجلسة الاولى لمجلس الوزراء في القصر الجمهوري، من موازاة الضجة التي أثارها إعلان المجلس الدستوري إبطال نيابة عضو كتلة "المستقبل" ديما جمالي واعتبار المقعد السنّي الخامس في طرابلس شاغراً، على ان تُجرى انتخابات فرعية خلال شهرين لملئه، ما دفع رئيس الحكومة سعد الحريري الى إعادة تبني ترشيح جمالي، فيما تحدثت كتلة "المستقبل" عن "عملية غدر سياسي" قالت انها استهدفتها واستهدفت الحريري شخصياً، معتبرة أنّ خلفيات قرار المجلس الدستوري "سياسية وكيدية بامتياز".
النهار
انطلاقة متشنِّجة والحريري يردُّ على "الغدر"
الجمهورية
الحكومة: "أول دخولها شمعة طولها"
الحياة
"الحياة" تروي وقائع من اعتراضات وزراء "القوات" و"المستقبل" و"الاشتراكي"
احتدام النقاش الحكومي على العلاقة مع سورية وعون يؤيد زيارة الغريب ويرفع الجلسة: أنا أعرف مصلحة البلد
الشرق الأوسط
انطلاقة جديدة للعلاقات السعودية ـ الصينية
الشرق
جلسة ملتهبة لمجلس الوزراء
الأخبار
القوات: فليبقَ النازحون!
اللواء
عون يرفع الجلسة لإنقاذ الحكومة: زيارة الغريب تسمِّم الأجواء!
عودة علاقة الحريري - جنبلاط إلى السكّة.. والمستقبل ترشِّح جمالي: قرار الدستوري غدر سياسي
الديار
الرئيس عون "يمسك" بقرار العلاقة مع سوريا: الامر لي... والحريري "صامت"
"نكء للجراح" و"سجال" في مجلس الوزراء.. و"غسيل قلوب" في "بيت الوسط"
قرار دستوري "يطيح" بنائبة "المستقبل" ومعركة حامية يشهدها المقعد السني في طرابلس
تهنئة سعودية للحريري
تلقى الرئيس سعد الحريري أمس رسالة تهنئة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لمناسبة تشكيل الحكومة، متمنياً له "التوفيق والنجاح في مهامه لما فيه خير وازدهار لبنان وتقدّمه".
وتلقى الحريري رسالة مماثلة من ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود. كذلك تلقى رسائل تهنئة من كل من رئيس جمهورية كولومبيا ايفان دوكي ماركيز، ورئيس وزراء سلوفاكيا بيتر بيللغريني ورئيس وزراء بولندا ماتوش مورافيتسكي للغاية نفسها.
جنبلاط "بكل هدوء" في بيت الوسط
إلتقى الرئيس سعد الحريري رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط على عشاء مساء أمس في "بيت الوسط" في حضور الوزيرين أكرم شهيب ووائل أبو فاعور والنائب السابق غطاس خوري. وجرى خلال اللقاء عرض لآخر المستجدات السياسية والأوضاع العامة.
وقبيل العشاء، قال جنبلاط: "في هذه الجلسة، سنناقش مواضيع توافقية وأخرى خلافية، بكل هدوء. لكني أردت فقط أن أتحدث، لأنه سبقت هذه الجلسة تسريبات معينة، لست أدري من أين، لمحاولة نسفها". وأضاف: "أقولها بكل صراحة، الكلام الرسمي الذي يصدر عني هو إما تصريح أو واتساب، أما التسريبات التي تأتي اليوم من خلال حملة منظمة، لن أذكر ممن، وهدفها توتير الأجواء، فلن أجيب ولست مسؤولاً عنها".
اكتفى مصدر قريب من "الاشتراكي" بوصف العشاء لـ"اللواء" بأنه جرى في جوّ ودي، وهو بمثابة إعلان ان العلاقة بين الرئيس الحريري والنائب جنبلاط عادت إلى السكة الصحيحة. مشيرا إلى دلالة استقبال رئيس الحكومة ضيفه شخصياً.
وسبق زيارة جنبلاط إلى "بيت الوسط" إعلان مفوضية الإعلام في الحزب الاشتراكي، بأن الكلام الذي نسب إلى جنبلاط حول علاقته بالحريري ومع شخصيات أخرى، هو "كلام مختلق لا أساس له من الصحة".
"الدستوري" يبطل نيابة جمالي .. و"المستقبل": غدر سياسي
توقفت "الجمهورية" عند تطور قضائي تمثل بإعلان المجلس الدستوري رد مجموعة من الطعون الناشئة عن الانتخابات النيابية وإبطال نيابة عضو كتلة "المستقبل" ديما جمالي، بحيث لم يعلن فوز المرشح الطاعن بنيابتها ناجي طه، فأعلن المقعد السنّي الخامس في طرابلس شاغراً، على ان تُجرى انتخابات فرعية خلال شهرين لملئه، ما دفع رئيس الحكومة سعد الحريري الى إعادة تبني ترشيح جمالي، فيما تحدثت كتلة "المستقبل" عن "عملية غدر سياسي" قالت انها استهدفتها واستهدفت الحريري شخصياً، معتبرة أنّ خلفيات قرار المجلس الدستوري "سياسية وكيدية بامتياز".
رأت "النهار" أن الموقف – الرد لـ"كتلة المستقبل" على إبطال نيابة ديما جمالي الذي حمل سقفاً عالياً وحاداً بتحدثه عن "غدر" استهدف الحريري، جاء استكمالاً لمعطيات كانت بدأت تتسرب منذ ساعات الليل السابق لعقد المجلس الدستوري مؤتمره الصحافي لاعلان القرارات بعد نحو تسعة أشهر من اجراء الانتخابات النيابية.
وبدا واضحاً من المعلومات المتوافرة لـ"النهار" ان الجهات المعنية في "المستقبل" تبلغت معلومات عن "انقلاب" حصل في موقف أحد الأعضاء العشرة في المجلس الدستوري وهو كان أحد المقررين الاثنين في ملف الطعن في مقعد جمالي في طرابلس، علماً ان المقررين كانا احمد تقي الدين وزغلول عطية. وتفيد المعلومات لدى "المستقبل" أن المقررين صوّتا أولاً برفض الطعن مع عضوين آخرين. لكن اصراراً حصل لاحقاً على التصويت مجدداً وكان تدخّل مع أحد الأعضاء دفعه الى التصويت مع الطعن موفراً له أكثرية سبعة أصوات فيما رفضه ثلاثة.
كتبت ملاك عقيل في "الجمهورية": ديما جمالي: "طارت... غطّت"!:
لن تغيّر النتيجة التي أعلنها المجلس الدستوري أمس بإبطال نيابة ديما جمالي في واقع صعوبة "تشليح" الحريري نائباً من كتلته. إعلان جمالي ترشيحها، بايعاز من الحريري، بعد ساعات قليلة على صدور القرار، في مواجهة مرشح «جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية» (الاحباش) طه ناجي، وإحتمال إنضمام مرشحين آخرين الى معركة طرابلس الفرعية، سيقود الى إحتفاظ كتلة المستقبل بالمقعد الطرابلسي في ظل قيام تحالف ثلاثي متوقع بين الحريري وحليفه المستجدّ الرئيس نجيب ميقاتي والوزير السابق محمد الصفدي. يقول خبير إنتخابي لـ "الجمهورية": المعركة ستكون سهلة بحصول لائحة الحريري - ميقاتي على نحو 40 الف صوت، والمنافس الأول الخاسر 20 الف صوت!
كتب ايلي الفرزلي في "الاخبار": ناجي هو الفائز... لكن الانتخابات ستُعاد! كتلة المستقبل تفقد مقعداً:
احتاج المجلس الدستوري إلى ثمانية أشهر ليبت في الطعون الانتخابية. ردها جميعها باستثناء طعن واحد، ألغى بموجبه نيابة عضو كتلة المستقبل ديما جمالي. وفي قراره، يكون المجلس كمن يهدي المقعد مجدداً إلى جمالي نفسها، لأن الانتخابات ستُعاد في دائرة طرابلس وحدها، بناءً على قانون الانتخابات الذي يفرض إجراء الانتخابات بـ«الأكثري» في حال شغور مقعد واحد. قرار الدستوري حمل في طياته ما يسمح بالتشكيك فيه. «الحكم» المبرم الذي لا يقبل أي سبيل من سبل المراجعة، ذكّر بالطعون النيابية عام 1996، التي أدار نتيجتَها الحُكم السوري حينذاك، تماماً كإبطال نيابة غبريال المر بعد انتخابات المتن الشمالي الفرعية عام 2002. ولأن الوقائع لا تقبل الشك بأن طه ناجي هو الفائز الشرعي بالانتخابات، لم يتمكّن المجلس الدستوري من تجاوزها، لكنه آثر عدم إغضاب الرئيس سعد الحريري، فقرر منحه فرصة الاستحواذ على المقعد نفسه مجدداً، بانتخابات لن يكون مفاجئاً لأحد فوز جمالي بها بفارق كبير، وبخاصة بعد التحالف الوزاري بين تيار المستقبل - الوزير محمد الصفدي والرئيس نجيب ميقاتي.
كتبت دموع الاسمر في "الديار": ديما جمالي تلقت وعداً من الحريري بتوفير كل وسائل الدعم لتعود نائبة:
ديما جمالي مرتاحة اثر دعوة الحريري لها للترشح حيث تشير مصادر طرابلسية الى ان جمالي تلقت وعدا بتوفير كل وسائل الدعم لها لتعود نائبة برقم قياسي يحسم كل جدل حول نيابتها وان تيار المستقبل سيعتمد على حلفائه في طرابلس وسيعمل على استنفار كل التيارات الحليفة له والصديقة. بحيث تعود جمالي الى موقعها اقوى من ذي قبل.وفي موازاة الدعم التي لقيته جمالي، يبدو، ان تيار الكرامة بدأ الاعداد للمعركة الانتخابية معتمداً ايضاً على حلفائه. وإذا كان تيار المستقبل يرتكز في طرابلس على دعم الوزير السابق محمد الصفدي، فانه أيضا يراهن على دعم الرئيس نجيب ميقاتي بعد عودة العلاقات الطبيعية بين الرجلين، ولذلك فان تيار الرئيس ميقاتي سيشكل بيضة القبان في المعركة المقبلة. ومن المتوقع ان يعلن اللواء اشرف ريفي في الساعات المقبلة خوضه الانتخابات بعد لقاء استشاري يعقده مع هيئات طرابلسية.
"الشرق الاوسط": ريفي يبحث الترشح في الانتخابات الفرعية
اعتبر وزير العدل الأسبق اللواء أشرف ريفي في حديث لـ"الشرق الأوسط" أن المجلس الدستوري بت بعيب صغير، لكنه لم ينظر إلى عيوب كبيرة كانت محل طعن، مثل التدخلات والضغوط والرشى الانتخابية، قائلاً: كان يفترض أن تُلغى نتائج الانتخابات في دائرة الشمال الثانية في طرابلس ومنية والضنية، وإعادة الانتخابات فيها، لافتاً إلى أنه يعد دراسة كاملة عن هذا الموضوع. وقال ريفي إنه بدأ دراسة خياراته لجهة الترشح على المقعد السني الخامس في طرابلس، على ضوء المعطيات، وأعطى لنفسه مهلة أسبوع لاتخاذ القرار المناسب. وتبدلت التحالفات السياسية منذ الانتخابات النيابية الماضية؛ حيث لم يعد الرئيس الأسبق نجيب ميقاتي منافساً لـ"المستقبل" في الانتخابات على ضوء معطيات جديدة، وهو ما يرجح أن تفوز جمالي، مرشحة المستقبل، مرة أخرى. ولا يتم التعاطي عادة مع الانتخابات الفرعية بحماسة، لكن رغم ذلك، تقول مصادر سياسية إن خلط الأوراق والتحالفات يمكن أن يجعل من الانتخابات هذه المرة أكثر حماسة، لأن المعركة لها طابع سياسي.
انطلاقة متشنجة للحكومة
أشارت "الجمهورية" إلى أن الحكومة إنفجرت "سورياً" في جلستها الأولى أمس، بفعل نقاش إحتدم بين بعض مكوناتها حول ملف مستقبل العلاقة مع سوريا، في ضوء زيارة وزير النازحين صالح الغريب لدمشق وكلام وزيرالدفاع الياس بوصعب عن المنطقة العازلة شمال سوريا، انتهى برفع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الجلسة، رافضاً إعطاء الاذن لوزيرة "القوات" مي شدياق ولوزيري الاشتراكي أكرم شهيب ووائل بو فاعور للرد.
عون: أنا أحدّد السياسة العليا
كان عون سارع الى استدراك الموقف بمداخلة طويلة وضع فيها النقاط على الحروف في ملف النازحين السوريين، مؤكّدا "انّ النأي بالنفس هو عمّا يجري في سوريا وليس عن مليون ونصف مليون نازح سوري يتحمّل لبنان أعباءهم"، مشدداً انّه لن يقبل ببقاء النازحين، ومشيراً الى انّ الرئيس السوري بشار الاسد "يريد عودتهم".
وحسم عون قائلاً: "أنا أعرف مصلحة لبنان العليا وأنا أحدّدها، وأنا في مركز المسؤولية وهذه صلاحياتي، لأني الوحيد الذي أقسمت يمين الحفاظ على الدستور وقوانين الأمّة وسلامة الأرض والشعب، وأرسيت توازناً وطنياً حتى نحقق الاستقرار ونعيد بناء لبنان من جديد".
كتبت روزانا بو منصف في "النهار": عون لم يتدارك فرصة مأسسة الدولة:
يبقى مفيدا ان يكون هناك موقف واحد لرئيسي الجمهورية والحكومة من مجموعة مسائل إشكالية، من بينها موضوع الانفتاح على سوريا او موضوع النازحين، خصوصا ان ذلك يساعد في فرض احترام رأي لبنان وموقفه على الخارج، بدلا من الاستهانة به نتيجة عدم وجود موقف واحد، وهي الغاية من وجود مؤسسات دستورية في نهاية الامر ومن وجود حكومة يتمثل فيها الجميع ويشاركون في إبداء الرأي لاستخلاص النتيجة او القرار الذي يجب اعتماده. فإذا كان الوزراء يتصرفون كأن هناك فيديرالية في الحكومة فإن ذلك يوجه رسالة شديدة السلبية الى الخارج، وقد يؤدي الى تطيير الاستعدادات الايجابية التي ابدتها دول عدة لمساعدة الحكومة في المرحلة المقبلة. يضاف الى ذلك ان انتظار المجلس الدستوري تسعة اشهر ليصدر قراراته في الطعون النيابية، اي الى ما بعد تأليف الحكومة، أثار شكوكا حول قرارات المجلس، وقد عبرت عنها كتلة "المستقبل" بقولها "اننا نشعر بعملية غدر سياسية استهدفت الرئيس سعد الحريري"، واصفة ما حصل بأنه "طعن في الظهر"، وهو ما يثير خشية انه بعد اقل من اسبوع على نيل الحكومة الثقة، استهدف رئيس الحكومة في اكثر من موقع. وهو امر كان توقعه سياسيون على قاعدة انها طريقة العمل التي سيتم فيها تأمين انزلاق البلد كليا الى محور معين خطوة بعد خطوة. يركز البعض على وجوب عدم اهدار فرصة مأسسة الدولة التي لم تحصل حتى الان، نظرا الى التركيز على محاولة العودة الى صلاحيات او ممارسة صلاحيات ما قبل اتفاق الطائف، ولان رئيس الجمهورية هو العماد عون الذي كان طموحه لوصول الى الرئاسة الاولى هو بناء الدولة من حيث المبدأ، ولانه اعتبر الحكومة الجديدة حكومة عهده الاولى. فهناك كلام كثير على محاربة الفساد، وهو أمر لا يجد اي صدقية له نظرا الى تزايده في الاعوام الاخيرة وتوسعه ليشمل غالبية القوى السياسية بحيث ان مكافحته لا تتم عبر مسألة او خطوة او اثنتين بل عبر تغيير المقاربة الدولتية لادارة الدولة.
بيت الوسط: السلطة الاجرائية مناطة بمجلس الوزراء مجتمعاً
ليلاً، قالت مصادر قريبة من رئيس الحكومة لـ"الجمهورية" إن نص الدستور واضح لجهة إناطة السلطة الإجرائية في مجلس الوزراء مجتمعاً، وهو الذي يرسم السياسة العامة للدولة في المجالات كافة.
"الأخبار": القوات: فليبقَ النازحون!
بدا وزراء القوات اللبنانية لـ"الأخبار" وكأنهم أكثر حرصاً على "الثورة السورية" من المسلّحين أنفسهم الذين أجروا مصالحات مع الدولة السورية، وأكثر "حقداً" على دمشق من دولٍ موّلت وسلّحت وسهّلت دخول الإرهابيين إلى سوريا وقاتلت الجيش السوري لسبع سنوات، وأصرّوا على مزايدات شعبوية، ولو كانت معاكسة للمصلحة الوطنية، وتؤدي إلى توطين النازحين السوريين وضرب "البنية الديموغرافية" الدقيقة للبلد، التي لطالما ادعت القوات حرصها عليها وخاضت لأجلها حروباً خاسرة وعبثية.
مصادر وزارية استغربت لـ"الأخبار" هذا "النَفَس" القواتي في الجلسة، لأن من زار دمشق لم يكن رئيس الجمهورية ولا وزير الخارجية، بل وزير شؤون النازحين، "والجميع يعلم أن هذا جزء من الاتفاق الشامل الذي أدّى الى ولادة الحكومة، والذي نصّ على تسليم هذه الحقيبة لوزير من الفريق السياسي لرئيس الجمهورية ويمكنه التواصل مع سوريا. وبهذا المعنى فإن الزيارة كانت بعلم رئيس الحكومة، وبتنسيق مباشر مع وزير الخارجية جبران باسيل"، لافتة الى أن هذا ما يبرر ملازمة الرئيس الحريري الصمت طوال الجلسة التي كان يغادرها بين وقت وآخر للتدخين.
وكانت الجلسة سلكت مساراً هادئاً في معظم بنود جدول الأعمال. ولكن، بعد ثلاث ساعات ونصف ساعة، فتح وزراء القوات "بازار" المزايدة، بحسب "الأخبار" ووضع وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان ووزيرة التنمية الإدارية مي شدياق زيارة الغريب وموقف بو صعب على هامش مؤتمر الأمن الدولي في ميونيخ في إطار خرق النأي بالنفس. وصوّب قيومجيان على المجلس الأعلى اللبناني السوري ورئيسه نصري خوري، فوصف المجلس بـ"الشيطاني"، وذكّر رئيس الجمهورية بحربه مع السوريين نهاية الثمانينيات.
وفيما شارك وزير الاعلام جمال الجراح زملاءه القواتيين في المزايدة، قدّم وزير الدولة لشؤون النازحين مطالعة طويلة، انتقد فيها حملة التهويل القواتية، ونفى أن تكون زيارته لدمشق خرقاً للنأي بالنفس.
كتب شارل جبور في "الجمهورية": عنوان المرحلة والإشتباك: التطبيع:
الهدف الأول للنظام السوري هو العودة السياسية إلى لبنان، ولن يتردّد في استخدام كل الوسائل والأساليب الممكنة ليس لتحقيق هذه العودة التي أمامها صعوبات كبرى، ولكن لإبقاء عنوان التطبيع عنوان الاشتباك الأول، وبالتالي يجب التوقع من الآن أنّ ما حصل مع وزير الدفاع الياس بوصعب ووزير شؤون النازحين صالح الغريب سيتكرّر بأشكال ووجوه أخرى وفي مناسبات ومحطات مختلفة، لأنّ النظام السوري مستفيد من هذا الاشتباك ويريد تكراره وتطويره وتسعيره. صحيح أنّ النظام السوري لن يتمكّن من كسر معادلة الخارج والداخل الحريصة على الاستقرار، ولكنه في الوقت نفسه سيُبقي الوضع السياسي مشدوداً وساخناً ومتوتراً، ويصعب في اشتباكٍ من هذا النوع إبقاء الأمور تحت السيطرة، وهذا ما يريده تحديداً خصوصاً في ظلّ وجود فريق غير مستعدّ لترسيم حدود تدخّلاته، وقد تكون له مصلحة في ذلك، إنما الأمور ستكون بالتأكيد مفتوحة على شتى الاحتمالات. فما بين العودة السياسية المستحيلة لنظام الأسد إلى لبنان، وما بين محاولاته المتواصلة لتحقيق هذه العودة على أرض خصبة، سيراوح الوضع بين هبّات ساخنة وأخرى باردة، إلّا في حال قرر النظام السوري ومَن يتعاون معه لبنانياً كسرَ التوازن القائم، فيعني عودة الانقسام العمودي والإطاحة بالاستقرار السياسي والانتظام المؤسساتي. لن تُكتب للبنان، ويا للأسف، الراحة السياسية ولو الموقتة، ويخطئ النظام السوري ومَن معه إذا اعتقد أنّ في إمكانه استعادة نفوذه في لبنان، أو بإحياء مجالس عفا عنها الزمن، ومَن يتحمّل مسؤولية تسخين الوضع السياسي هو الطرف الذي أطاح ويطيح سياسة النأي بالنفس، ويفتعل مواجهات تحت عناوين خلافية ظناً منه أنه يستطيع تحسين تموضعه السياسي.
كتب نبيل بو منصف في "النهار": "حكماء" التطبيع وخدماته!:
كل ما يسبغه علينا حلفاء النظام الأسدي من مواعظ لا يصرف بعد بأي خطوة توازي الخطورة العالية للتمزق الذي يتسبب به تقديم الخدمات المجانية لهذا النظام لمجرد تحكيم سياسات التسلط الداخلية وربطها بالتحالفات الاقليمية والمحورية. كأننا امام عملية تشف وانتقام داخلية يجري تنسيقها بين محور عريض من القوى المتحالفة مع النظام السوري على خلفية استقواء بلحظة دولية متراخية تماما حيال هذا النظام. ولكننا نتساءل فعلا عما اذا سكرة النشوة التي تنتاب حلفاء النظام السوري أخذت او ستأخذ بحساباتها العميقة قليلا مدى الإفادة الحقيقية للبنان، لا الزائفة والموهومة والمخادعة، من هذا الانجراف المتجدد وراء نظام متهالك مهما نجح الروس والإيرانيون في ابقاء صورته المخادعة كنظام متماسك على ركام سوريا؟ واذا كان الحلفاء خدعوا انفسهم بأنهم هم اهل الحكمة وخصومهم هم المخدوعون واصحاب الرهانات الخاسرة فهل ثمة من يقف من بينهم ويرفع الدليل القاطع على ان لبنان سيتحرر في موعد محدد من مليون و800 الف نازح سوري أكثريتهم الساحقة ترفض العودة وترتعد منها لمجرد ان حاكم دمشق لا يزال في قصره؟ ام تراهم حكماء التحالف مع النظام السوري لا يملكون الا محاولات فاشلة لتعويم صورة يستحيل تعويمها ولو أقاموا في لبنان وصاية داخلية أسوأ من وصاية حليفهم القديم؟
كتب طوني عيسى في "الجمهورية": مَن هو الأكثر خُبْثاً في ملــف النازحين؟:
في مؤتمر سيدر تمّ تكريس 30% من الوظائف، في المشاريع المخصصة للبنان، والمشمولة بالقروض الدولية، للنازحين السوريين حصراً. ويبدو المسؤولون اللبنانيون أسرى هذه الخيارات الدولية، لأنهم يتلهَّفون للحصول على أموال سيدر، وقد تجاوزوا لذلك كل خلافاتهم وسرَّعوا ولادة الحكومة وحرَّكوا مجلس النواب، ويحاولون تقديم براءات الذمة، سواء باستعراضات محاربة الفساد في جلسات الثقة أو بإشارة الحريري إلى العودة الطوعية لا الآمنة للنازحين أو بلقاءات التنسيق مع ممثلي المؤسسات الدولية. لكن نقطة الضعف اللبنانية هنا كبيرة. فالمجتمع الدولي سيبتزّ الطبقة السياسية: نعطيكم المال الذي يمنع سقوط البلد، ونتغاضى عن إخلالكم بوعود الإصلاح، شرط أن تَقبلوا بتطبيع إقامة النازحين! هذه مقابل تلك. ولذلك يمكن القول إنّ فساد الطبقة السياسية هو الورقة التي يستخدمها المجتمع الدولي لتطبيع إقامة النازحين.ولا يخفي نظام الأسد أنه عاجز حالياً عن استيعاب النازحين وإعادتهم إلى المناطق التي غادروها. وأما الأماكن التي يمكن أن يقيموا فيها، في فترة انتقالية، ضمن المناطق الآمنة، فهي موضع خلاف وتشكيك بينه وبين الولايات المتحدة وتركيا. ولذلك، عملياً، يعني موقف الأسد أنّ العودة مؤجّلة إلى حين إنجاز الحلّ السياسي. هنا يصبح منطقياً السؤال: هل هناك فائدة حقيقية للخط المباشر والساخن الذي افتتحه وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب مع دمشق؟ أي، هل هو قادر على تحقيق أكثر من الخطوات الصغيرة، ولكن المتتالية، التي يحقُّقها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، والتي تشمل مئات النازحين في كل مرّة؟ إذا طال الانتظار، وتراكمت التعقيدات السياسية والمعطيات الميدانية في سوريا، فلن يبقى من الحوار اللبناني - السوري حول النازحين إلاّ العنوان. وفي الأثناء، سيكون لبنان أسير الخُبث السياسي، دولياً وسورياً على حدّ سواء.
كتب عوني الكعكي في "الشرق": بين "الآمنة" و"الطوعية":
لقد أغرقونا، طوال السنوات الثلاث الماضية بحوار عقيم بين القائلين بالعودة الطوعية (وهو ما تدعمه معظم دول العالم خصوصاً أوروبا وأميركا) وبين العودة الآمن» التي يقول بها لبنان الرسمي في أدبياته… ونحن نقول بعودة لا تترتب عليها تداعيات أبرزها أن يمارس النظام حقده على العائدين، هذا إذا كان جاداً في قبول عودتهم… ونحن نشك في صدق نواياه. ولكن، في الواقع، وبعيداً من التجاذبات اللبنانية المعروفة، ليس من مشروع أو مخطط دولي لعودة النازحين السوريين الى بلدهم سوى المشروع الروسي، ولكن هذا المشروع غير قابل للتنفيذ لأسباب عديدة أبرزها الآتي: 1- إنّ المشروع الروسي لم يحظ حتى الآن بدعم فعلي من أي طرف دولي فاعل، وحتى النظام السوري ذاته لم يصدر عنه ما ينبئ بأنه يمشي جدياً بهذا المشروع. 2- إنّ الأحداث في سوريا لم تنتهِ بعد، وإن كانت باتت محصورة في نطاقٍ ما، ولكن التفجيرات اليومية لا تزال تهز المدن والبلدات السورية كلها، وبالتالي فالأمن غير متوافر ليس فقط للنازحين إنما للسوريين جميعاً. 3- إنّ ما يرشح من الداخل السوري في تعامل النظام مع القلة التي عادت لا يطمئن على الإطلاق. 4- روسيا تمون على النظام، فلماذا لا تمارس عليه المونة والنفوذ ليسهّل عودة النازحين فعلياً وليس بالبروباغندا؟ باختصار، اننا نريد عودة النازحين السوريين مثلنا مثل اللبنانيين جميعهم، ولكننا نريدها عودة آمنة حقيقية، وفي أي حال نحن واثقون من أنّ هذه العودة ستتم، مع علمنا بعبء النزوح على لبنان إقتصادياً واجتماعياً.
كتب ابراهيم ناصر الدين في "الديار": الرئيس عون "يمسك" بقرار العلاقة مع سوريا: الامر لي... والحريري "صامت":
"الامر لي"... هو التعبير الاكثر دقة لما حصل في الجلسة الاولى للحكومة بعدما ضرب رئيس الجمهورية ميشال عون يده على الطاولة حاسما النقاش حول ملف النزوح السوري والعلاقة مع سوريا، لكن دون ان ينهيه، فالجدل السياسي الذي اثاره وزراء القوات اللبنانية وسط صمت معبر لرئيس الحكومة سعد الحريري، حسمه الرئيس بنبرة جازمة بالقول: انا اعرف مصلحة لبنان العليا ورفع الجلسة... هذا المشهد الحكومي الذي سيؤسس لمرحلة سياسية جديدة في البلاد تعكس اختلال الموازين الداخلية لمصلحة فريق المقاومة وحلفاؤه، اقله في القضايا الاستراتيجية، سيكون له ما بعده من تداعيات سلبية على الوحدة الحكومية، ترافق مع هزة دستورية تسبب بها المجلس الدستوري بقراره الطعن بنيابة نائبة تيار المستقبل عن طرابلس ديما جمالي، دون انصاف الطاعن الخاسر طه ناجي. وبالتالي، فان المعطيات على الارض في مدينة طرابلس تشير الى ان عاصمة الشمال ستكون امام معركة حامية وهي غير محسومة النتائج كما يروج المستقبل، في ظل تعقيدات التحالفات التي لم تتوضح بعد، ما يعني ان البلاد ستكون امام عاصفة من التجاذبات السياسية لتحفيز الناخبين. اما لماذا صمت الحريري؟ وفقا لاوساط وزارية، فان ما بعد كلام الرئيس سيكون غير ما قبله، وهو اقفل الطريق على اي محاولة فرض من قبل بعض الوزراء لطبيعة العلاقة مع سوريا، فهذا الامر مرفوض، ولا قرار في الحكومة بعدم زيارة دمشق، وهذه الزيارات سيجري تزخيمها في المستقبل... اما صمت رئيس الحكومة فهو يندرج براي تلك الاوساط في اطار التفاهم الضمني مع الرئيس على طبيعة معالجة ملف النزوح بعيدا عن حشره شخصيا في هذا الملف... في المقابل ترى اوساط القوات اللبنانية ان الصمت بحاجة لتبرير، ويجب ان نعرف ما اذا كان امتعاضا او موافقة على كلام الرئيس؟؟؟ في المقابل تشير اوساط المستقبل ان العلاقة مع الوزير جنبلاط تبقى من الثوابت لدى الرئيس الحريري الذي اراد شرح ما جرى عشية تشكيل الحكومة، مؤكدا انه لم يكن في وارد طعن احد في ظهره خلال عملية التشكيل، لكنه في اللحظات الاخيرة فوجىء بمطالب رئيس الجمهورية ميشال عون فيما خص وزارتي شؤون المهجرين والنازحين ولم يكن امامه سوى القبول بما عرض عليه من اسماء والا لكانت الازمة الحكومية امتدت الى يومنا هذا، وذهبت عملية التشكيل الى اجل غير مسمى...
"بطاقة صفراء" في وجه الحكومة!
كتب نبيل هيثم في "الجمهورية": "بطاقة صفراء" في وجه الحكومة!:
ما إن ظهرت السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيت ريتشارد، مع طاقم السفارة في السراي الحكومي، وتلاوتها بياناً مكتوباً أكدت فيه قلقَ واشنطن من حزب الله، حتى انهمك الداخل اللبناني كله في محاولة قراءة ما بين سطور هذا الحضور المفاجئ في قلب المشهد. تقول شخصية خبيرة في السياسة الاميركية، ان الحضور الاميركي الحاشد الى السراي، ليس محطة روتينية عابرة، بل هو خطوة شديدة الأهمية، حدّدتها الديبلوماسية الاميركية، ولها اسبابها، وهدفها أيضاً. العنوان الاساس للحضور، في رأي تلك الشخصية، هو انزعاج واشنطن من رياح لبنانية تهبّ في اتّجاهٍ لا ترغب به. وهو ما عكسته النبرة الجادة للسفيرة الاميركية مع محدّثيها اللبنانيين. في الأساس، والكلام للشخصية الخبيرة في السياسة الاميركية، إنّ لواشنطن ما يمكن أن يُسمَّى بنك تحفّظات على حكومةٍ يتصدّرها وجودُ حزب الله فيها بثلاثة وزراء، وعلى رأس وزارة الصحة التي لم تخفِ رغبتها في منع وصوله اليها. وما حصل في الايام الاخيرة أنّ هذا «البنك» أُضيف اليه رصيدٌ أزعج الاميركيين وأقلقهم، وجاء من ثلاثة مصادر: الأول، زيارة وزير النازحين صالح الغريب الى سوريا، التي تُحاط بالتباسات وتساؤلات اميركية ليس لناحية قيام هذا الوزير بالزيارة، بل لناحية إصرار الوزير نفسه على القول إنّ زيارته تمّت بالتنسيق مع الجهات اللبنانية الرسمية. في موازاة إصرار مسؤولين في الحكومة على نزع الطابع الرسمي عن الزيارة واعتبارها خاصة لا تُلزم الحكومة. الثاني، المواقف الصادرة عن وزير الدفاع الياس بو صعب في ميونيخ حول المنطقة الآمنة على الحدود السورية التركية، والتي اعتُبرت متناغمةً مع موقف النظام السوري.. الثالث، زيارة وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف الى بيروت، والتي تزامنت مع تشكيل الحكومة، على نحوٍ بدا وكأنّ لإيران الدور الأساس في تأليفها بعد ثمانية اشهر من التعطيل، اضافة الى إعلان ظريف إستعدادَ إيران مساعدة لبنان من دون شروط. واضافة ايضاً الى الانسجام الذي بدا واضحاً بين ظريف والمسؤولين اللبنانين الذين التقى بهم. وبالتأكيد انّ هذا أمر مزعج للاميركيين وغير الاميركيين. تخلص الشخصية الخبيرة في السياسة الاميركية الى القول، إنّ واشنطن أرادت من حضورها الأخير الى القول : ما زلنا موجودين في لبنان، ومستمرّين في حضورنا، ولا يتصرّف أحد فيه على أننا غيرُ موجودين، لقد تمّ رفع "البطاقة الصفراء" بيد حالياً، وأما "البطاقة الحمراء" فهي في اليد الأخرى!
"الجمهورية": كيف ردّت دمشق على تسهيل عودة النازحين؟
كتب عماد مرمل في "الجمهورية": كيف ردّت دمشق على تسهيل عودة النازحين؟:
نقل أحد زوار موسكو عن مسؤول روسي كبير قوله انّ المبادرة الروسية بشان عودة النازحين السوريين تحتاج الى تمويل يقارب الخمسة مليارات دولار لضمان عودة النازحين من كل دول الجوار، وانّ موسكو غير قادرة على تحمّل هذه الأعباء الضخمة. أما الدول الغربية والخليجية، فإنّها ليست مستعدة حالياً لضخ السيولة في صندوق تلك المبادرة وتقديم هدية مجانية الى روسيا، وهي تفترض انّ اي مساهمة مالية في مشروع عودة النازحين يجب ان تكون مسبوقة بالحل السياسي الذي يبدو انه لا يزال متأخّراً. امام هذا الواقع، البعض في لبنان الى تعزيز الآلية المحلية الصنع والمعتمدة منذ فترة لتسهيل عودة النازحين، سواء عبر جهاز الامن العام او من خلال أقنية اخرى. وعُلم انّ الغريب بحث مع وزير البيئة والادارة المحلية السوري حسين مخلوف، أثناء لقائهما الاخير، في إمكان تكبير حجم دفعات العائدين من النازحين، بحيث يُرفع العدد في كل دفعة من بضع مئات الى الآلاف، على ان تزيد دمشق في الوقت نفسه نسبة إعطاء الموافقات وتُخفض نسبة الممنوعين من الرجوع الى أقل معدّل ممكن. وفي المعلومات ايضاً، انّ الغريب ناقش مخلوف في الضمانات التي تستطيع السلطات السورية منحها لتشجيع العودة، خصوصاً بالنسبة الى المتخوفين من الملاحقة الامنية لاحقاً، فقيل له انّ هناك استعداداً للتعاطي بمرونة كبيرة على هذا الصعيد، وانّ عدد اصحاب الملفات القضائية المستعصية ضمن النازحين هو ضئيل ولا يشكّل عائقاً امام تكثيف وتيرة العودة.كذلك طُرحت خلال الاجتماع بين الغريب ومخلوف مسألة الخدمة العسكرية التي تدفع كثيرين الى البقاء في لبنان، تهرّباً منها، فتبلّغ ما معناه أنّ هذا الامر لا يمكن التساهل فيه وحتى إبن رئيس الجمهورية ملزم بالخدمة العسكرية ولا يُعفى منها. وقد خاطب مخلوف ضيفه اللبناني بالقول: "بدّك تنجح في مهمتك معالي الوزير.. ما عنّا حل إلاّ انك تنجح".
هكذا قرأ "حزب الله" الكلام الأميركي ضده من السرايا
كتب ابراهيم بيرم في "النهار": هكذا قرأ "حزب الله" الكلام الأميركي ضده من السرايا:
الاكيد بالنسبة الى حزب الله انه لا بد من ان يكون لواشنطن "موّال" من وراء هذه الحملة عليه، وتريد ان "تغنّيه" مع كل تصعيد ضد الحزب تبادر اليه، لذا ليس مستغربا ان يوجد داخل الحزب من يتحدث الان عن روابط وثقى تربط بين مناخات التحضير الاميركي للانسحاب عسكريا من الميدان السوري وما يعنيه هذا الميدان في اطار تقليص مدروس لحضورها العسكري في هذه الساحة، وبين الرغبة في شد أزر الجهات والقوى والشخصيات المحلية في لبنان وسواه من الساحات التي اعتادت السير في فلك السياسة الاميركية، واعتادت ايضا ان تنمو في ظل هذا الوجود الاميركي، واستطرادا في ظل وجود مشروع اميركي متحفز. ولا تخفي جهات على صلة بدوائر القرار والتحليل في الحزب انها رصدت في الآونة الاخيرة نوعاً من الارباك تعيشه تلك الجهات والقوى والشخصيات بفعل الاصرار الاميركي على الجلاء العسكري عن بعض الميدان السوري. وعليه يعي الحزب قبل سواه ان واشنطن هي في طور تكثيف حملتها عليه في قابل الايام، لا بل انه يتوقع حضورا اكبر للمسؤولين الاميركيين في بيروت وربما كان بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو نفسه. وكل ذلك يهدف، وفق قراءة الدوائر عينها، الى الآتي: 1- الايحاء لمن يعنيهم الامر، اي الحلفاء والاعداء على السواء، ان واشنطن وإن كانت عازمة على الجلاء عسكريا من سوريا، الا انها ليست في وارد حجب ظل حضورها السياسي وحجب فعلها ايضا. 2- الواضح انها (واشنطن) تريد ان تبعث الى حلفائها في لبنان بجرعة دعم وإسناد تحضهم فيها على التماسك والتحفز لمواجهة الخصوم وفي مقدمهم الحزب. 3- ولا ريب ايضا ان ثمة روابط بين هذا السلوك الاميركي في بيروت وبين مؤتمرَي وارسو وميونيخ، وما يمكن ان يكون في جعبة الادارة الاميركية الحالية من خطط ومشاريع خصوصا انها في سباق مع الوقت. عموما، ان الكلام الاميركي حيال الحزب هو "صدمة ايجابية" شاءتها الادارة الاميركية لحلفائها في لبنان والمنطقة، وفحواها ان عليكم التكيف مع مرحلة جديدة. وعليه، ليس من ضرورة للحزب ان يخاف ويقلق، او يتحسب لتطور دراماتيكي ليس في الحسبان.
تنشيط الزيارات على خط بيروت - باريس في الاتجاهين متابعة لمؤتمر "سيدر"
كتب سمير تويني في "النهار": تنشيط الزيارات على خط بيروت - باريس في الاتجاهين متابعة لمؤتمر "سيدر" والدعم الفرنسي وتحديد موعد زيارة ماكرون:
زيارات متوقعة لبيروت وباريس بدءاً من الاسبوع المقبل، لمتابعة تطورات مؤتمر "سيدر" والبحث في العلاقات بين البلدين خلال زيارة لوزير الخارجية جان ايف لو دريان، تليها زيارة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بعد الانتخابات الاوروبية. وتشير مصادر ديبلوماسية الى ان الادارة الفرنسية بدأت تحركها للوقوف الى جانب لبنان من أجل جبه التحديات الضخمة التي تواجهها الحكومة للافادة من مقررات مؤتمر "سيدر" (مؤتمر اقتصادي لتطوير لبنان من خلال الاصلاحات ومع الشركات)، لدعم الاقتصاد اللبناني. وقد يقوم المسؤول عن متابعة اعمال المؤتمر السفير بيار دوكين بزيارة للبنان في القريب العاجل، للبحث في التطورات الأخيرة بالنسبة الى نتائج المؤتمر بعد نيل الحكومة اللبنانية ثقة المجلس. كذلك سيتشاور مع السلطات اللبنانية في عمل لجنة المتابعة التي جرى تشكيلها أخيراً، وهي التي ستتولى الرقابة في تلزيم المشاريع وتنفيذها بالتعاون مع المؤسسات الدولية. كما أنه سيواكب المشاريع التي تريد الحكومة اقرارها اولاً وهي تتعلق بالكهرباء لتأمين التمويل والاشراف على تنفيذها، وضرورة الاسراع في اقرار مشاريع الاصلاحات، ووضع أجندة بالتعاون مع المؤسسات المالية الدولية والجهات المانحة للقروض الميسرة. سيناقش أيضاً مع المسؤولين الاولويات في القطاعات، لوضع المشاريع ذات الاولوية في رأس اهتماماته، ويؤكد امام السلطات اللبنانية التزامات الدول المساعدة التي تعهدتها في مؤتمر "سيدر"، ويشدد على اهمية مكافحة الفساد والشفافية التامة في توزيع المشاريع. وسيقوم رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري من جهته، بزيارة عمل لباريس بعد المؤتمر الاوروبي - العربي في شرم الشيخ، للتشاور مع الحكومة الفرنسية ووضعها في صورة الواقع السياسي الجديد المعقد، بعد حصول حكومته على ثقة مجلس النواب. وسيؤكد امام الرئيس ايمانويل ماكرون الذي يتوقع ان يجتمع به خلال الزيارة، التحديات الضخمة التي تواجهها الحكومة اللبنانية واهمية تصرفها كفريق عمل متجانس ومنسجم على صعيد العمل الحكومي، لتخطي المصاعب التي يواجهها لبنان ومنها الاقتصادية والمالية والامنية، ودور "حزب الله" داخل الحكومة ونفوذه المتزايد على الساحة الداخلية، والدعم الفرنسي المطلوب لمواجهة هذه التحديات. كما سيطالب الرئيس الفرنسي بدعم جهود الحكومة اللبنانية، ويكرر دعوته الى زيارة لبنان في القريب العاجل.
التوظيف العشوائي .. تابع
علمت "الجمهورية" انه ومتابعة لملف التوظيف العشوائي، فقد جدول رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان اربع جلسات للجنة الاسبوع المقبل، من الاثنين الى الخميس، تبدأ مع التفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية، وتُستكمل مع المجموعة الأولى من الوزارات، في سياق الاستماع والمساءلة. ويُتوقّع ان تتواصل الجلسات في الاسبوع الاول من آذار، لتُرفع بعدها تقارير الى رئاسة المجلس النيابي والحكومة ومجلس شورى الدولة تتضمن النتائج والخلاصات، ليبنى على الشيء مقتضاه.
الى ذلك، أكّد وزير التربية أكرم شهيب مجدداً مضمون التوضيح المتعلق بالتزام الوزارة عدم التوظيف والتعاقد، بعد صدور قانون سلسلة الرتب والرواتب، إلّا بقرار يتخذه مجلس الوزراء، مكرراً لمن شكك في تثبيت الأساتذة المتمرنين في التعليم الثانوي "أن اختيارهم جاء نتيجة مرسوم صدر عام 2012 وتأكّد حقهم في مراسيم لاحقة حيث تمّ قبولهم في كلية التربية وتابعوا تحصيلهم وصولاً إلى نيلهم شهادة الكفاءة في التعليم بنجاح، بعد اجتيازهم مباراة مجلس الخدمة المدنية، وبالتالي تمّ توقيع مرسوم تثبيتهم بالأمس بصورة قانونية وسليمة، على أمل أن يصار إلى درس مشروع الدرجات الست في جلسة مجلس الوزراء المقبلة".
كتبت الهام فريحة في "الانوار": قصة الـ 5000 توظيف لن تمرّ مرور الكرام:
هناك أولًا تسميات عدة للتوظيف، لكنها في نهاية المطاف تصب في مكان واحد وهو استنزاف خزينة الدولة، فهناك: الموظف والأجير والمتعاقد والمتعامل والمستخدَم ومستخدم مؤقت أو بالفاتورة ومياوم وملحق! هذا بلد العجائب: تسعة مسمَّيات تؤدي إلى مكان واحد: توظيف من خلال الإلتفاف او الأحتيال على القانون! ولكن مَن يقوم به؟ وزراء ومؤسسات عامة وبلديات ومصالح، وكأن الدولة أصبحت "مكتب توظيف". فعلى سبيل المثال لا الحصر، تمَّ إدخال 250 شخصًا في مختلف البلديات و200 شخص في المستشفيات، في وزارة التربية تم إدخال 3305، علمًا ان وزير التربية السابق مروان حمادة أوضح ان دخول هؤلاء إلى وزارة التربية كان عبر مجلس الخدمة المدنية. في وزارة الطاقة نحو ألف، هيئة أوجيرو 453 موظفًا، وزارة الخارجية 75 موظفًا. هذا غيض من فيض، ولأجل ذلك دق رئيس مجلس النواب نبيه بري ناقوس الخطر بإعلانه أنه "تم الاستماع الى وزير المال علي حسن خليل حول الارقام وتبين ان هناك قرارات وزارية اتخذت خلافا للقانون، وهذا الموضوع لن يمر مرور الكرام". حين يقول رئيس السلطة التشريعية هذا الكلام فهذا يعني ان "ورشة" ستتم في مجلس النواب من أجل كشف مَن وظَّف؟ ومَن وُظِّف؟ وقد يصل الأمر إلى إخراج الخمسة آلاف ممن تم توظيفهم، وما لم يتحقق هذا الأمر، فإن كل الصراخ الذي حصل ويحصل، لن يكون أكثر من فقاقيع صابون.
"النهار": هل يكافحون الفساد على طريقة محمد بن سلمان؟
كتب سركيس نعوم في "النهار": هل يكافحون الفساد على طريقة محمد بن سلمان؟:
يخشى البعض من أنصار "حزب الله"، والبعض من مقدّري دوره الحاسم في تحرير لبنان من إسرائيل عام 2000 رغم عدم موالاتهم له، أن لا يحقّق في معركة الفساد النتائج الحاسمة. إذ باسم القضية عند كل فريق وطنية أو دينية أو مذهبية أو شخصية نشأت ومن زمان "صناديق سوداء" ومُلئت بالمال الحرام، وكان المبرر الدفاع عن الذات والعقيدة و... وباسم القضية صار الزعماء الكبار وورثتهم، سواء كانت زعامتهم راسخة بعد الحرب أو الحروب أو أعطتهم إياها الحرب أو الحروب، من أغنى الأغنياء ليس في لبنان بل في العالم كله. هذه الصناديق يعرفها "حزب الله" فهل يصادرها أو بالأحرى يكشفها بكل تفاصيلها ويحرج الحكومة والدولة كلها باعتبار أنها غير بعيدة منها؟ وهل الظروف الراهنة في البلاد وظروفه تسمح بذلك؟ والجواب عند محبيه أن ذلك ليس في مقدوره الآن على الأقل، ولهذا السبب فإنهم يفضلون تنفيذ سياسة شبيهة الى حد ما بما فعله ولي العهد السعودي السنة الماضية مع من أسماهم "فاسدين". علماً أن وراء فعله هذا تكمن ربما أسباب أخرى. أي سياسة تعيد للدولة مليارات بالدولار وليس بالليرة نهبت منها ولا تزال تنهب، وتخفف العجز وترجئ مدة طويلة الخطر الذي دهم النقد اللبناني قبل أشهر قليلة، وكاد أن يتسبب بكارثة وطنية لولا انهاء الفراغ الحكومي، ولولا ما قد تحمله قرارات مؤتمر "سيدر" وغيره واستثماراته المقررة في لبنان من فوائد أذا أحسن اللبنانيون استعمالها. أي إذا أقروا القوانين الاصلاحية المطلوبة واذا أقلعوا عن اعتبار أن لهم حصصاً ثابتة فيها أو على الأقل إذا صغّروا نسبة حصصهم لكي يفسحوا في مجال تنفيذ المشروعات الملحة. ولا بأس في هذا المجال إذا أصر "حزب الله" على تطبيق القانون في حق حفنة من "الفاسدين المهمين" حجماً سياسياً أو اجتماعياً أو اقتصادياً أو طائفياً أو مذهبياً، وكمّاً مالياً. إذ ربما يخاف الآخرون.
سويسرا توقف التسليح
قررت سويسرا وقف تسليم معدات عسكرية للبنان "طالما لن تتمكن من مراقبة الوجهة الأخيرة لهذه الأسلحة".
وقالت أمانة الدولة لشؤون الاقتصاد أمس، أنّه تم في 2016 تصدير 10 بنادق هجومية و30 سلاحاً رشاشاً إلى لبنان، وخلال عملية تدقيق على الأرض في آذار 2018 عثر فقط على 9 أسلحة منها.
أسرار وكواليس
النهار
تضاربت المعلومات حول طلب برلين من لبنان تسليمها اللواء السوري جميل حسن الذي يُعالج في بيروت إذ نفت وزيرة الداخليّة تلقّي الطلب وشكّك مسؤولون بوجوده في بيروت.
تردّد في مجلس خاص أمام مرجع سابق أن الاتفاقات على تلزيم الكهرباء تمّت منذ زمن وأن الكشف عنها سُيثير زوبعة من المشاكل ربّما تؤدّي إلى نسف المشروع في أساسه.
علّق طرابلسيّون على نتائج الطعن بأن الانتخابات الفرعيّة قد تُحرّك المال الانتخابي وتبث بعض الحياة في شرايين المدينة.
الجمهورية
إعتبر مرجع إقتصادي أن بعض السيناريوهات التي ترِد في الإعلام حول حلول مقترحة لمعالجة الدينّ العام، لا تعدو كونها شائعات تضرُ الحلول أكثر مما تسهلها.
نفى دبلوماسي عربي أن تكون زيارته وزيراً اثيرت ضجة على تصريحاته، تأييداً لمواقفه كما حاول البعض الترويج، وأكد أنها زيارة بروتوكولية فقط.
تقول معلومات كتلة نيابية كبيرة إن قراراً صدر عن مؤسسة رسمية كان من المتوقع أن يصدر بطريقة معاكسة إلاّ أن أحداً تراجع عمّا اتفق عليه.
اللواء
يزداد قلق قطب وسطي من حجم الحملة التي يشعر انها تستهدفه، وسط تعديل طفيف طرأ على طريقة مقاربته للأسباب والنتائج.
تبلغ مسؤول كبير توجهاً يتعلق بقرار صدر، يتصل بوضعيته، متجهاً إلى المواجهة الهادئة.
قرَّر تيّار حاكم ان يواجه خصومه المحليين، من أول الطريق، لئلا يكرر التجربة الماضية التي «شيطنت» وزراءه.
لبنان في الصحف العربية
"السياسة": حكومة الحريري تحت المجهر الدولي
اعتبرت أوساط سياسية أن الرسالة الأميركية الشديدة اللهجة التي تلقاها لبنان، تؤكد بوضوح أن حكومة سعد الحريري قد وضعت تحت المجهر الأميركي والدولي على حد سواء، لناحية اختبار مدى قدرة حزب الله على التحكم بقراراتها. وأكدت الأوساط لـ"السياسة" الكويتية، أن الولايات المتحدة والغرب لن تسامحا مع أي تساهل حكومي تجاه الحزب، أي أن واشنطن والمجتمع الدولي سيعيدان النظر بالدعم الذي يقدمانه للبنان، مع ما لذلك من انعكاسات سلبية على أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية.
"الانباء": أين يقف الحريري من موضوع سورية والنازحين؟
أين يقف رئيس الحكومة سعد الحريري من موضوع سورية والنازحين؟! هل ينحاز إلى جانب جنبلاط وجعجع فيتكرس الانقسام سياسيا بين محورين في مشهد يذكّر بحقبة 8 و14 آذار؟ أم ينحاز إلى موقف رئيس الجمهورية ويصب عنده عمليا؟ أم يقف في منطقة وسطية ويراعي الموقفين فينسق ضمنا مع رئيس الجمهورية ويترك له أمر الملف السوري ولا يعترض على زيارات الوزراء ومواقفهم، وينسق ضمنا أيضا مع الحركة الاعتراضية ويتركها تمر في مجلس الوزراء ومن باب تسجيل موقف، ولكن من دون أن تؤثر على تضامن الحكومة وزخم الانطلاقة، ومن دون أن يتطور الخلاف إلى انقسام وانتكاسة؟!
مما لا شك فيه أن الحريري يواجه إحراجا في هذه المسألة. فمن جهة لا يمكنه تجاهل الموقف الدولي والعربي الذي يضع الحكومة تحت مراقبة مشددة، وسجل أولى ملاحظاته على خرقين فاضحين لسياسة النأي بالنفس. ومن جهة ثانية لا يريد الحريري الاصطدام بحليفيه "السياسيين" جنبلاط وجعجع وخسارة حد أدنى من توازن سياسي في الحكومة.
ومن جهة ثالثة، وهذا الأهم حاليا بالنسبة للحريري، فإنه لا يريد وبأي شكل من الأشكال الاصطدام بالرئيس عون والوقوع في خلاف مباشر معه، لأن هذا إن حدث سيطيح الآمال والخطط المعلقة على الحكومة التي يتوقف "استقرارها وإنتاجيتها وديمومتها" على العلاقة بين عون والحريري أكثر من أي شيء آخر.
يبدو أن التفاهمات بين رئيسي الجمهورية والحكومة تشمل أيضا ملف النازحين السوريين، فجاء تعيين الوزير صالح الغريب في وزارة شؤون النازحين بموافقة الحريري وعن سابق تصوّر وتصميم. وجاءت زيارة الغريب الأولى إلى دمشق بإذن من الرئيس عون وبعلم الرئيس الحريري الذي وُضع في أجوائها ولم يقل فيها موقفا لا قبولا ولا رفضا.
والسكوت في مثل هذه الحالات علامات رضا. الحريري لم يقم باستدعاء وزير النازحين للاطلاع منه على الأسباب التي استدعت قيامه بزيارة دمشق قبل انعقاد أولى جلسات الحكومة، وهذه الزيارة تمت بناء على طلب الوزير وتلبية لنصيحة تلقاها من الوزير جبران باسيل للالتفاف على الموجة الوزارية المعترضة ولتعطيل صاعق الزيارة حتى لا ينفجر داخل الحكومة التي ستشهد اليوم ما هو أكثر من تباين وأقل من اشتباك.
"الراي": "الدستوري" يبْطل نيابة الجمالي و"المستقبل" يستعدّ "لردّ الاعتبار"
لم يكد " المجلس الدستوري" أن يعلن حكمَه المبرم في ما خصّ مقعد النائب ديما الجمالي حتى بدا أن هذا التطوّر سيعاود إحياء أجواء الحماوة التي رافقتْ الأشهر التسعة تقريباً التي استغرقتْها ولادة الحكومة بفعل شد الحبال القاسي الذي دار تحت عنوان ترجمة نتائج الانتخابات ولا سيما في ما خص تمثيل النواب السنّة الستة الموالين لـحزب الله الذي استخدم ورقتهم لجعْل رئيس الحكومة سعد الحريري يدْفع من رصيد حصرية تمثيله المكوّن السني في الحكومات ومن جيْب عون الذي كان فريقه يسعى للإمساك بالثلث المعطّل.
والواقع أن طه ناجي (من جمعية الأحباش) الذي تَقَدّم بالطعن ضدّ نيابة الجمالي كان أحد الأسماء التي طُرحتْ من النواب السنّة الستة الموالين لـحزب الله لتوزيره من حصّة عون كممثّل حصري عنهم قبل أن يرسو الخيار على اسم حسن مراد (نجل النائب عبدالرحيم مراد). ومن شأن المعركة المرتقبة على المقعد السني في طرابلس بينه وبين الجمالي أن تكتسب أبعاداً بالغة الدلالات إذ سيسعى من خلالها تيار المستقبل إلى ردّ الاعتبار في عاصمة الشمال التي كانت انتخابات 2018 جرتْ فيها من ضمن دائرة ضمّتْها والمنية والضنية على أساس نظامِ اقتراعٍ نسبي اعتمد الحاصل الانتخابي والصوت التفضيلي وحَصَدَ فيها المستقبل 5 مقاعد مقابل 4 للائحة الرئيس نجيب ميقاتي و2 لتحالف ضمّ النائب فيصل كرامي والأحباش وآخَرين.
"العرب" اللندنية: عدم الانسجام يهدّد بانفراط عقد حكومة الحريري
كشفت الجلسة الأولى للحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة سعد الحريري عن تباينات عميقة بين وزراء الحكومة وعدم انسجام قد يؤدي إلى انفراط عقدها.
وفيما كرر الحريري دعوته إلى التضامن داخل الحكومة للتسريع في تنفيذ المشاريع المرتبطة بمؤتمر سيدر، يرى المحللون أن تمنيات الحريري قد تصطدم بواقع التشكيلة الحكومية المتوزعة على أجندات سياسية متعارضة لا يمكن إلا أن يؤدي منطقها إلى الصدام.
وأثارت الزيارة التي قام بها وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب إلى دمشق جدلا حول تمثيل الغريب للحكومة في زيارته هذه. وعلى الرغم من تحفظ الحريري على أي زيارة يقوم بها وزير في حكومته دون قرار حكومي جماعي، إلا أن المراقبين لم يلحظوا رد فعل تصعيدي ضد هذه الخطوة من قبل الفريق المعترض على ذلك.
ويدور اللغط في مسألة إعادة النازحين السوريين في لبنان حول ديناميتين. الأولى يتبناها حزب الله وحلفاء النظام السوري، وترى بضرورة التواصل مع الحكومة السورية والتنسيق معها من أجل إطلاق عملية إعادة النازحين في لبنان. ولا يبتعد جبران باسيل، وزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحرّ، عن هذا التوجه. وراجت أنباء مؤخرا عن زيارة قد يقوم بها باسيل إلى دمشق في هذا الصدد. والثانية يدافع عنها الحريري وجنبلاط وجعجع وتطالب بأن يعود اللاجئون حين تتوفر الضمانات الدولية لأمن العائدين، وأن أمر ذلك متعذر في ظل السلوك الذي ينتهجه النظام السوري ضد من ترك البلاد.
ويتمسك الحريري بالمقاربة الروسية لعملية إعادة النازحين في محاولة منه للاحتماء بموقف موسكو الممسكة بالملف السوري، ما يخفف ويضبط اندفاعة حزب الله في هذا الاتجاه. وفيما رفض الحريري وجعجع وصف الحكومة الجديدة بأنها حكومة حزب الله، أتت الرسائل الخارجية، لاسيما الأميركية، لتحذر الطبقة السياسية اللبنانية من مغبة النفوذ المتصاعد الذي يمارسه الحزب على السلطة التنفيذية اللبنانية.
وجاءت زيارة السفيرة الأميركية إليزابيت ريتشارد للرئيس الحريري، الثلاثاء، في شكلها ومضمونها حازمة في تظهير موقف أميركي رسمي قلق ومحذر ضد مخاطر وقوع الحكومة اللبنانية داخل نفوذ الحزب والأجندة الإيرانية التي يمثلها في لبنان. ولفت مراقبون إلى أن السفيرة جاءت على نحو غير مسبوق على رأس وفد كبير من أركان السفارة الأميركية في لبنان، واستخدمت في بيانها، الذي تلته في أعقاب الزيارة، كلمات حادة تعكس الموقف الرسمي لإدارة الرئيس دونالد ترامب في هذا الشأن.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.