أحيا أهالي شهداء وجرحى انفجار التليل الذكرى الثانية للتفجير الاجرامي الذي أودى بثلاثين شهيدا وسبعين جريحا، في صالة المختار ببلدة الدوسة بعكار، في حضور مفتي عكار الشيخ زيد زكريا، ورؤساء البلديات والمخاتير ، وفاعليات المنطقة والعلماء، واهالي الشهداء والجرحى .
وبعد النشيد الوطني وقف الجميع دقيقة صمت على أرواح الشهداء، وتلا الشيخ عبدالرحمن الحاج آيات من القرآن الكريم.
كوجة
ورحب عريف الحفل شقيق احد الشهداء طه كوجة بالجميع، مؤكدا "ثقتنا بالله ان يثلج قلوبنا بمعاقبة المجرمين وإنزال أشد العقوبات بهم، وكلنا ثقة بالقضاء ان ينصفنا وصولا الى الحقيقة، ولن نستسلم او نتهاون أمام كافة الضغوط التي نتعرض لها وسنبقى أوفياء لأروتح شهداءنا حتى آخر رمق، ومعاقبة جميع المُتسببين بهذه المأساة، من هذا المنطلق نطالب الدولة والقضاء بالتحقيق الشفاف والعادل وعدم التهاون ابدا مع هذه الجريمة واستدعاء كُل من هو متورط في قتل وحرق شبابنا، وندعو وزارة الصحة العامة إلى كفالة كافة العلاجات التي يتلقاها الجرحى حتى الآن والعمل على تأمين كافة المستلزمات الطبية لهم، وندعو رئاسة الحكومة إلى تنفيذ القانون الصادر عن مجلس النواب رقم 289 بتاريخ 12 / 4/ 2022 المتعلق بالتعويضات التقاعدية للعسكرين والمدنيين ".
وتوجه بالشكر" إلى فريق الدفاع ونقابة المحامين واللقاء الروحي ونخص المفتي الشيخ زيد زكريا، وشكرا لكل من وقف إلى جانبنا منذ حدوث الكارثة وخاصة تركيا والكويت والإمارات والأردن والجمعيات الخيرية المحلية والأجنبية، الذين عالجوا جرحانا وقدموا لنا يد العون" .
الشيخ
وألقت زوجة احد الشهداء راغدة الشيخ كلمة الأهالي جاء فيها: " اليوم نكمل سبعمائة وثلاثون يوما على رحيل أزواجنا وآبائنا وأبنائنا في أكبر جريمة مسّت أمننا وكياننا في الصميم ، الوقت يمضي والعدالة لم تتحقق بعد رغم أن الحقيقة واضحة كالشمس".
أضافت: "أن الذكرى الثانية لتفجير التليل تحل علينا اليوم تحت عنوان بين الحقيقة والعدالة..الحقيقة: هي أن المنظومة الحاكمة أمعنت في ظلم الشعب واخضاعه وتركيعه تنفيذاً لأجندات مشبوهة، فحرمتنا من مقومات الحياة من كهرباء ودواء وغذاء حتى سمحت بتهريب البنزين والمازوت خارج البلاد، مما جعلها مادةً نادرةً يصعب الحصول عليها، كل هذا والاجهزة الامنية والقضائية صامتة او متواطئة، وحين صادر الجيش كمية من البنزين المخزن في التليل تمهيداً لتهريبه تم التواصل مع اهل الدريب لأخذ حاجتهم بالمجان ولو لم تكن مؤسسة الجيش الوطني التي يثق بها الناس هي التي طلبت ذلك لما تقاطر رجالنا وشبابنا بالمئات لأخذ حاجتهم... ولكن ماذا حصل؟ ولماذا قام احد المجرمين باشعال قداحته ليفجر الخزان؟ لماذا استهان المجرمون بقتل شهدائنا؟ ولماذا لم تتم محاكمتهم ومعاقبتهم حتى اليوم؟ ولماذا تم توجيه الاتهام للصغار وترك الكبار؟ "
واضافت: " أما العدالة، فنحن نطالب المجلس العدلي بتسريع المحاكمات وإنصافنا وتحقيق العدالة حتى لا نُقتل مرتين، مؤكدين اننا اخترنا المسار القضائي وليس اسقاط حقوقنا الشخصية لأن دماء شهدائنا ليست للمساومة او المتاجرة، فاحترموا مشاعر أسر الشهداء والجرحى الذين استغنت الدولة عن استكمال علاجهم أيضا، وكأنه لا يكفي معاناتنا النفسية والمعنوية بخسارة خيرة رجالنا وأبنائنا ".
وختمت بتوجيه الشكر " إلى نقابة المحامين على وقوفها مع القضية لتحقيق العدالة، وإلى جهود اللقاء الروحي وعلى رأسهم سماحة مفتي عكار الشيخ زيد زكريا على متابعتهم ومواقفهم لإحقاق الحق عبر القضاء ".
المفتي زكريا
وختم زكريا اللقاء فقال: " نلتقي اليوم في الذكرى الثانية لانفجار التليل، والتي تتزامن مع ذكرى انفجار مرفأ بيروت، ولا تزال الحقيقة ضائعة والعدالة مغيبة والحقوق مهدورة، إن هذه الجرائم وغيرها ستبقى وصمة عار في تاريخ زعماء هذا البلد مهما حاولوا التغطية على ذلك بصفقاتهم وسمسراتهم ومحصصاتهم، ومهما تلطوا وراء طائفيتهم نقول لهم الدين لا يحمي الفساد ولا يحمي الفاسدين ولا المجرمين ولا السارقين، فهذه الجريمة التي حاولوا منذ الساعات الأولى طمسها وتحويلها إلى فتنة طائفية لكن استطعنا بمساعي وجولات اللقاء الروحي اطفاء نار الفتنة، وجعلها في إطارها الطبيعي وانها بسبب تقصير الدولة وإهمالها".
وأضاف " ثقتنا بالله ان حقوق الأهالي لن تضيع، كما قال الله تعالى: ( ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا ) لذلك سينصر الله المظلومين وهو القائل في الحديث القدسي "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين".
وختم: " إن الحرمان الذي تعانيه عكار هو حرمان ممنهج، يراد لأهلها التجهيل والتهجير، لماذا نرى قوارب الموت تنطبق فقط من سواحل عكار؟ ولماذا تترك ثلة من الشباب تقطع الطرقات وتطلق الرصاص وتؤذي الناس دون حسيب أو رقيب !! لذلك نطالب الدولة بتسريع المحاكمات وتطبيق قوانين التعويضات لأهالي الشهداء والجرحى، نسأل الله الرحمة للشهداء والدعاء بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين ".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.