أنهى المجلس العدلي في جلسة عقدها ظهر اليوم في جريمة تفجير التليل برئاسة القاضي سهيل عبود والاعضاء القضاة جمال الحجار وعفيف الحكيم وجان مارك عويس ومايا ماجد، وبحضور ممثلة النيابة العامة القاضية ميرنا كلاس، استجواب اربعة موقوفين واربعة اظناء مخلى سبيلهم ، ليستمع في الجلسة المقبلة التي حددها في العاشر من شهر تشرين الثاني المقبل، الى ستة شهود هم نبيل مراد ونضال سعود ونور الدين سعود وسمير خضر وخالد شريتح ومحمد شريتح وسعيد الحايك، كانوا ادلوا بافاداتهم في مراحل سابقة من التحقيق حول كيفية وقوع الانفجار واسبابه التي انكرها المتهم جرجي ابراهيم خلال استجوابه اليوم، والذي تراجع بذلك عن اعترافاته الاولية حول اشعاله قداحة ما ادى الى حصول الانفجار بعد تسرب مادة البنزين منه على الارض.
واستجوبت المحكمة في جلسة اليوم الموقوف ريتشارد ابراهيم بحضور وكيله المحامي صخر الهاشم الذي نفى علمه باي علاقة تربط والده الموقوف جورج ابراهيم بالموقوف علي الفرج الذي وضع ثلاث خزانات في بؤرة تعود لوالده قرب منزلهم في التليل. وافاد ريتشارد انه تعرف على الفرج في السجن وكان شاهده مرتين يمر بالقرب من منزله اثناء حضور الاخير لتفقد الخزانات، وقال بان والده لا يملك سوى خزانين في البؤرة، واحد منهما تحت الارض.
وعن يوم الحادثة تحدث المتهم مطولا كيف انه حضر عصرا وشاهد حوالي مئة او مئتي شخص وقوة من الجيش على رأسها العقيد ميلاد طعوم عملت على تفريغ بنزين من الخزان لتوزيعه على المستشفيات.واضاف ان الجيش كان يتحدث مع الثوار ، قبل ان يغاد واصدقاء له المكان ويتوجهون الى احد المقاهي، وانه في طريق العودة التقى بالظنين بيار ابراهيم وكان بحوزته مسدس اخذه منه كي لا يبقى في السيارة كونها كانت مفتوحة.
ويتابع ريتشارد بانه بعودته الى المكان شاهد من شرفة منزله جمهرة من الاشخاص ، فتوجهت ورفاق لي الى البؤرة ، حيث سمع شخصا يقول انه لن يغادر قبل ان يحصل على البنزين، وانه حاول الاقتراب من الخزان لمعرفة ما يحتويه ليتبين ان بداخله بنزين.وروى كيف ان بيار ابراهيم حاول كسر قفل الخزان فلم يستطع انما استطاع احد الاشخاص القيام بذلك. وانه بطلب من المدعو طوني حبيب ابتعد عن المكان حوالي 150 مترا ، وصار الناس يتوافدون الى المكان لتعبئة البنزين. وعند الساعة الثامنة والنصف مساء سمع صراخاوحاول الجيش حينها منع الناس من الاقتراب من الخزانات ، قبل ان يسمح بدخول شخص بعد خروج آخر لتعبئة البنزين.
وبعد ساعة تقريبا غادر ريتشارد المكان للاحتفال بعيد السيدة وعاد منتصف الليل ليشاهد حوالي 100 شخص قرب الخزانات ، فاقترب من المكان وطلب من العقيد طعوم ايقاف ما يحصل فرفض لان لديه اوامر بتفريغ الخزانات في نفس الليلة.وافاد بان العقيد طعوم طلب من احد العناصر كسر قفل الخزان و"اصبحنا امام بركة من البنزين".
واكد ريتشارد انه كان حينها متواجدا قرب العقيد طعوم .وبعد ساعة وقع اشكال بين شخصين وحاول جاك ابراهيم فضه ليتلقى ضربة على وجهه. وحينها ابلغ العقيد طعوم انه لا يمكن ترك الموضوع بهذا الشكل، واعلمه بانه سيُحضر جرافة ل"قلب الخزان"، وبانه لم ينتظر جواب طعوم حيث غادر وابتعد حوالي 30مترا ، وعندها وقع الانفجار.
ونفى ريتشارد ان يكون حصل تلاسن بينه وبين المتظاهرين وبانه لم ير المتهم جرجي ابراهيم قبيل الانفجار او اثناءه . وقال ردا على سؤال بان البنزين "ليس لنا ولم اكن متضايقا من اخذه بطريقة مجانية".
ونفى ان يكون قد هدد بإشعال البنزين او الطلب من جرجي ابراهيم اشعال القداحة وان ما افاد به شهود حول ذلك غير صحيح.واضاف:"لا اعرف سبب حصول الانفجار".
وفي رده على اسئلة جهة الادعاء المتمثلة بالنقيب محمد مراد والمحاميان منال الكعكي وخضر العنان، افاد ريتشارد انه حضر اكثر من مرة الى المكان بهدف"التخلص من الموضوع"، نافيا سماعه اي شتائم وجهت الى عائلته من المتواجدين ، كما اصر على انه لم يشاهد جرجي ابراهيم قريبا من المكان، وعند تعرض جاك ابراهيم للضرب"لم يكن لدي اي رد فعل على ذلك".
وطلب ريتشارد استدعاء العقيد طعوم للتأكيد على اقواله بانه كان متواجدا قربه لحظة وقوع الانفجار نافيا استخدامه للمسدس الذي كان بحوزته وابقاه لديه من اجل "التباهي".وبسؤاله حول اعترافات جرجي ابراهيم انه هو من اشعل قداحة وتسبب بالانفجار ما يثبت ان جرجي كان متواجدا في المكان وكيف ان لم يشاهده، اجاب:"انا لم اره وما إلأي علاقة ولم احرض احدا".
ووصف المشهد حين حصول الانفجار بانه كان"فوضويا"، وكان يوجد اشخاص فوق الخزان والجيش لم يكن قريبا منه.
وباستجواب الموقوف جرجي ابراهيم تراجع عن اقواله السابقة ، ، ورغم عمله منذ العام 1986 لدى والد جورج ابراهيم وثم مع الاخير كسائق شاحنة، فانه لا يعرف اي علاقة تربط جورج بالمتهم علي الفرج ، الذي علم من عامل لدى الاخير انه وضع ثلاث خزانات في البؤرة العائدة لجورج ولا يعرف محتواها.
ويوم الحادثة، يروي جرجي انه عاد من عمله قرابة الخامسة وشاهد"كتير من المتظاهرين في البؤرة وكان البنزين مقطوعا"، كما شاهد دورية للجيش، وعندما سألأ عما يحصل افيد بان هناك بنزين في الخزان . وبعد ساعة من وجوده في المكان حضر صهريج للجيش وعمل على سحب بنزين من الخزان بعد كسر القفل. واشار الى انه شاهد العقيد طعوم واحد الثوار وعقيد آخر من الجيش يختلون ثم غادر الصهريج المكان. وقبيل الانفجار يضيف جرجي، انه كان قريبا من الخزان على بعد 7 امتار والعقيد طعوم يبعد عنه حوالي خمسة امتار ، وبدأ الناس بالتجمع لتعبئة الغالونات.
وزعم جرجي ابراهيم ان احد الثوار كان يهدد بانه سيقوم بإشعال الخزان اذا لم يحصل على البنزين ، وكان هناك كثيرون ينتظرون دورهم، وان بعضهم حضر قرب الخزان وبيده سجائر فمنع الجيش من اقترابهم او اشعال سيجارة. ورغم قربه من العقيد طعوم فان جرجي لم يشاهد ريتشارد الذي كان قريبا ايضا من مكان تواجد طعوم، موضحا بانه بقي في المكان حوالي الساعيتن لم يشاهد حينها اي اشكال بين الاشخاص وتعرض ابنه جاء للضرب، كما لم يسمع اي شتائم تتناول عائلة ابراهيم من المتواجدين.
وعن سبب تواجده في المكان قال انه كان يمنع المتواجدين من سرقة الغالونات ، وادعى ان حمله لقداحة "ما بتشعل" سببه استخدام الضوء فيها وهو ما قاله لقاضي التحقيق، اما اعترافه امام المحقق العسكري، فانه كان حينها مخدرا نتيجة الادوية التي تناولها بسبب تعرضه للاحتراق.
وعما قاله شاهدان انهما شاهداه يضرم النار بقداحة ما تسبب بالانفجار ، اجاب جرجي:"كلّو تدجيل".
وبعدما اكد انه لم يشاهد ريتشارد يستخدم سلاحا ولم يسمع اطلاق نار، سئل عن اعترافاته امام قاضي التحقيق حول سماعه اطلاق نار ما تسبب باشعال حريق،فأجاب:"الثوار كانوا يقولون انه حصل اطلاق نار". وعندما سئل عن سبب الانفجار برأيه اجاب:"الثوار"، متراجعا عن اعترافه امام قاضي التحقيق بانه انفعل بعد رؤية ابنه يتعرض للضرب على يد المحتشدين وراح يهدد حينها باشعال النيران.
وعندما سأله النقيب مراد عن ان ثمة 10 شهود على الاقل يؤكدون واقعة تهديده بإشعال النيران بالقداحة ما ادى الى انفجار الخزان، اجاب المتهم:"احدهم شاهد معي القداحة انما لم يشاهد احد انني اشعلتها وما يقولونه غير صحيح".اما عن سبب عدم استخدامه الهاتف الخلوي للضوء بدل القداحة اجاب في رده على سؤال للقاضية كلاس:" ان ضوء القداحة اقوى من ضوء الهاتف ، كما ان القداحة تسهل له العمل اثناء استخدام ضوئها عندما يقوم بتصليح الشاحنة .
وافاد ردا على سؤال لوكيله المحامي علي اشمر بانه لم يصب بحروق سوى برجليه ولو انه فعلا هو ما قام بإشعال النيران لكان اصيب بوجهه وصدره وهو ما لم يحصل. وقال ان قطر المساحة بعد كسر قفل الخزان كان كبيرا جدا لدرجة ان ان المتواجدين كانوا يلتقطون البنزين بقمصانهم ويضعونه في الغالونات.
وهل علمت من الذي اشعل النيران اجاب المتهم :"قالوا ان شخصا من بلدة عمار البيكات".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.