منذ اللحظة الأولى للهجوم الإسرائيلي على لبنان عبر تفجير اجهزة "البايجر" ثم الهجوم الثاني عبر الأجهزة اللاسلكية واللذين اسفرا حتى الان عن 32 شهيدا و اكثر من ثلاثة آلاف جريح ، لم يتأخر حازم بديع ( رئيس بلدية صيدا ) عن تلبية نداء الواجب الإنساني والوطني بحكم كونه طبيبا جراحا .
فرغم انشغالاته بموقعه الرسمي كرئيس بلدية مدينة كبرى وبالمتابعة اليومية لكل قضايا المدينة وملاحقة الملفات البلدية و الحياتية والبيئية والتنموية ، الا أنه وفي مواجهة عدوان اسرائيلي بهذا الحجم اختار أن يلازم غرفة العمليات والتفرغ للعمل الأحب الى قلبه وهو انقاذ حياة المرضى والتخفيف من آلامهم..
.. جاهزا دائما بمعطف الطبيب الأبيض وثوب الجرّاح النيلي وغطاء الرأس والماسك.. لا يكاد ينهي عملية جراحية لمصاب حتى يباشر بثانية لآخر..ملتقطاً بين هذه وتلك، بعض انفاس يقابل خلالها اقارب جريح ينتظرون من يطمئنهم على حالته.
وكونه أيضا مديراً طبياً في مركز لبيب الطبي يشرف بديع على سير العمل الطبي والجراحي في المستشفى للإستجابة لهذا العدد الكبير من الجرحى الذين استقبلهم مركز لبيب طبي في وقت قصير.
فمنذ لحظة استقبال أول جريح وعلى مدى ٣ أيام جنّد المستشفى بإشراف ومتابعة يومية وطيلة ساعات النهار والليل من مديره العام الأستاذ معين أبو ظهر كل طاقته وامكاناته البشرية والتقنية واللوجستية واستنفر جراحيه وكل طواقمه الطبية والتمريضية والادارية والعاملين فيه. وحتى من كان خارج الدوام او ترك العمل في المستشفى سارع بالحضور والعودة اليها ليؤدي واجبه تجاه اهله ووطنه من خلالها.
وفي الوقت نفسه ، يتابع حازم بديع كرئيس بلدية في هذا الوضع الإستثنائي ،هاتفياً وعلى مدار الساعة واليوم كل تفصيلة صغيرة كانت ام كبيرة لتأمين سير انتظام العمل البلدي . فهو بين ادارة الشأن البلدي ورسالة الطب اختار أن يلبي نداء الواجب حيث يجب.. ومن كلا الموقعين والرسالتين هدفه واحد .. أن يساهم في انقاذ حياة وطن لا يزال في غرفة العناية الفائقة!.
رأفت نعيم
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.