ماذا تكون النتيجة عندما يكتب عالم كبير ومناضل ضحى بكل شيء من اجل انتصار الثورة في ايران بقيادة اية الله الخميني، ونائبا للقائد بعد اعلان الجمهورية، ثم بعد كل هذه السنوات التي بدأت في مدينة قم منذ مطلع العام ١٩٤١ جرت إهانته وتم احتلال منزله وسرقت خزنته بما فيها من مال واوراق ووثائق ووضع تحت الإقامة الجبرية لسنوات؟ اية الله حسين منتظري كتب مذكراته وأفاض لكنه قبل ان يغادر الدنيا نص على ابنه سعيد ما اطلق عليه: نقد الذات في حوار نقد ومكاشفة للتجربة الايرانية ( ترجمة الباحثة القديرة والمتمكنة فاطمة الصمادي ومراجعة صادق العبادي)… ولا شك ان الحوار تم نقله مغمسا بالمرارة والأسى والأسف والكثير من الصدق، وهو الذي خسر ابنه محمد أول مؤسس للحرس الثوري وحفيده في الحرب مع العراق كما ان ابنه سعيد خسر عينه واذنه، كما ان والده رغم تقدمه بالسن ذهب الى الجبهة ولم يتدخل لمنعه… وقد سمحت لي متابعتي للثورة من التعرف عليه في باريس ومن ثم في مدينة قم مرات عديدة اخرها قبل وفاته بقليل… تعمدت في عرض الكتاب الوثيقة عدم الاختيار وعدم القفز واعتماد الاجابات على الأسئلة ١٤ المطروحة بتسلسلها الموضوعي .
•مبحث الإمامة والولاية: وهو بحث نظري يدافع فيه عن كتابة مقدمة لكتاب "الشهيد الخالد" الذي "وجدته مفيدا" ثم يركز في جوابه بن حاكميةالكبار وإمساكهم السلطة الظاهرية بغية الحامية يحتاج الى بيعة الناس …فمنشأ مشروعيتهم وتفعيلها مشروط براي الناس وطلبهم لها ".
• نظرية "ولاية الفقيه ": يعترف اية الله منتظري انه كان في البداية "ميالا الى تعيين الولي الفقيه… وان الامام الخميني بما كان له من تاثير واسع دفعت نحو منح (القائد وهو اللقب الرسمي وأما المرشد فهو اضافة عربية )ويؤكد منتظري انه جرى اضافة " المطلقة " الى المادة ٥٧ من الدستور عندما وقع تعديل الدستور عام١٩٨٩ ويضيف منتظري :انه اثناء تدريسه في "درس خارج" اختار نظرية الانتخاب وانه في كتابه دراسات في "ولاية الفقيه" فانه عارض مجلس للقيادة وانه ما زال يعارض وانه لا بد من تفكيك الصلاحياتوجعلها محدودة مع وضع مدة زمنية لها وفي المقابل إعطاء اهمية اكبر لحقوق الناس والرقابة على الحكام وضمان الحريات السياسيةوبناء الأحزاب وحرية المطبوعات ووسائل الاعلام"
• العلاقة مع الولايات المتحدة وسفر ماكفارلين: يقول بداية ان ما ازعجه في زيارة ماكفرلين المفاوضات السريةوشراء الأسلحة من اميركا وتدخل اسرائيل فيها … ثم يقول "انه بعد تحرير خورمشهر لم يكن موافقا علىالاستمرار في الحرب وانه طرح رأيه على الامام الخميني لكن يبدو ان بعض المسؤولين والقادة العسكريين أقنعوه بمتابعة الحرب … ويشير الى ان أميركا وإسرائيل لا تريدان قطعا انتصار ايران لان هذه الحرب يجب ان تستمر".
ويرى منتظري ان من كانوا "يتصرفون كانوا يتوارون خلف" عباءة الامام الخميني ويستغلون سلطته ونفوذه "ويضيف بذريعة السيد مهدي هاشمي (الذي كشف زيارة ماكفرلين) اعتقل شقيقه السيد هادي زوج ابنته وعدد من أصدقاء منتظري نفسه وعرضوهم للأذى والتعذيب وزجوهم في زنازين انفرادية" .
•الإقامة الجبرية على المراجع: يقول "منتظري بان الامام الخميني كان قد وصل الى قناعة بان السيد شريعتمداري ينوي القيام بانقلاب ضد الثورة وانه لم يدافع عن شريعتمداري حتى لا يقع اصطدام بينه وبين الخميني علما انه كان لديه خلافات فكرية قبل الثورة مع شريعتمداري ويورد الاتهامات التي وجهت اليه بعد اعتقاله حول صمته عن فرض الإقامة الجبرية على الشيخ قمي واية الله صادق روحاني فيؤكد انه تكلم مع المسؤولين ( كما يبدو مع ريشهري وزير الداخلية آنذاك ) لكنهم وضعوا المسالة في عهدة الامام ٠
•خلفيات اعتقال السيد مهدي هاشمي وإعدامه: السيد مهدي من "الأشخاص المناضلين قبل الثورة وكان يعمل على تربية الكوادر الثقافية وتشكيل نواة المقاومة ضد نظام الشاه… وقد تعاون مع محمد منتظري في تأسيس الحرس وقد عين بتوصية من السيد خامنئي الذي كان عضوا في المجلس الثوري مسؤولا عن العلاقات العامة وعضوا في القيادة العليا للحرس وقد قال خامنئي ان اتهام هاشمي بمقتل شمس آبادي تمت لأسباب سياسية" وقد جرى إعدامه فيما بعد بحجة قتله لابادي وقد سبق ذلك اعتقال ٣٠٠ شخص من من شباب الحرسوال… وقد خامرني احساس بان القضية كلهاقرار بعملية تصفية سياسية … ولم يسمح للسيد مهدي بتعيين محام للدفاع عنه ولم يحضر المحاكمة سوى المحققين الذين لفقوا له القضية وقد سئل قبل إعدامه عن السبب الذي دفعه للاعتراف فقال لشقيقيه لم أتحمل الضغط بعد الجلدة السبعين والعزل " …
• اداء السيد لاجوردي غياب التناسب بين الإصرار على إنهاء الحرب وقضاة محاكم الثورة : بعدما وصلت المعلومات الى الامام عن الممارسات في سجن إيفين استدعى المدعي العام لاجوردي وفال له "ما هذه الافعال والتعذيب التي يقال انك تقوم بها فاجاب الأخير انها تنفيذ احكام تعزيز فقال الخميني قل هي جريمة ،وكان الامام على وشك اصدار قرار بعزله لكن الحاج احمد الخميني راح يولول غاضبا اذا ذهب لاجوردي تدب الحياة في وسط المنافقين اي ( مجاهدي خلق ) فأبقاه في منصبه وفيما بعداخذ مقرا له في إيفين وأصبح قادرا على زج اي شخص في البلاد في إيفين دون تنسيق مع السلطة القضائيةاو المسؤولين المحليين .
•اداء المقربين ومسؤولي مكتب نائب القائد: "أعلن صراحة ( منتظري) قبولي بوجود نقصان وخطأفي نفسي والقريبين مني واعتذر رسميا عن هذا التقصير … وما جرى ضدي كان وفق خطة معدة سابقا…
• غياب التنسيق بين الاصرار على إنهاء الحرب وتقديم الدعم الى الجبهات: "أرسلت رسالة الى مسؤولي الحرب بعدفتح خورمشهر اذا عاقدي العزم على أخذ غرامات (حوالي خمسين مليار دولار) فهذا وقته وذكر هاشمي رفسنجاني ان هذا كان رأي الامام ثم أخذ بالرأي باستمرار الحرب فترة قصيرة لكن مجموعة من المسؤولين و ومجموعة من القادة العسكريين ضغطو ا ليعدل وجهة نظره .
•الامام الخميني والقائد الحالي: يقول منتظري: "قدمت الكثير من الجهد والتضحية لتثبيت مرجعية الامام الخميني والسير بأهدافه التي كانت اهدافي ايضا … واشهد انه حكيم، عارف، زاهد، فقيه وسياسي، صاحب تقوى والتزام وانا متأكد ان لم يكن مستعدا لإلحاق الأذى ظلما بإنسان ولكن الواقع لم يكن معصوما؛ وهو وان قاد الحركة والثورة بشكل جيد فقد كان ينتظر منه اداء افضل في التدبير وادارة الحكم بعد الثورة … وانا اكن له احتراما دائما … ويبدو ان اية الله مطهري اقترح على الامام تشكيل مجلس قيادة للثورة … وقد اخترت خامنئي خلفا لي في امامة الجمعة لانه كان خطيبا مفوها اضافة انني كنت اعتبره شخصا فاضلا وجيد الفكر … وارى الشرط الاعلمية الفقهية شرط ضروري فان السيد خامنئي على الرغم من درجات الفضل والاستعدادفانه فاقد للشرط …وبعد وفاة الامام أرسلت له رسالة تبريك لكني لم اصدر قطعا تاييد بصفته "ولي فقيه" . واكدت على ضرورة مشاورته لمراجع التقليد فانه تدخل بصورة مكشوفة في أمور الحوزة الدينية وقضى على استقلالها وجعلها مرتبطة بحكومته وتدمير استقلال الحوزات الدينية" ثم يروي منتظري سلسلة من الأحداث والحوادث الشخصية التي تنم عن عداء خامنئي له … ويكشف اخيرا ان رفسنجاني اراد ان يزوره لكن كما ابلغه فان "السيد خامنئي حساس لهذه المسالة"
• المواقف الحادة في زمن الإصلاحات: ان فرض الإقامة الجبرية علي استمر بأمر من المرشد لمدة خمسة أعوام وكان يريد كما نقل لي خلخالي عن خامنئي ان ابقى فيها ما دمت اي خامنئي حيّا لكن مطالبة ١١٠ من النواب رفعها دفع نحو تحريره
•مواقف متباينة لحفظ منزلة المرجعية الشيعية: "ان ادعاء المرجعية الدينية من السيد خامنئي والسلطة في يده يختلف عن الاخرين وان المآخذ الاساس عليه اضافة الى عدم صلاحيته لمستوى المرجعية هو لماذا استعان بالدوائر الحكومية مثل وزارة الاستخبارات وقسم المرجعية الى داخل ايران وخارجها
في الأخير ينتقد منتظري نفسه ويعترف انه اخطا فقد كان عليه "ان يسعى اكثر حتى لا يصبح الصوت الواحد في الحكم سنة جارية … وانه اخطا في تأييده لاقتحام السفارة الاميركية لان ذلك الحق ضررا بالغا بايران ولم تكن له اي فائدة".