كتب أسعد حيدر

لمن الكلمة الأخيرة: بوتين أم خامنئي؟ 

تم النشر في 17 نيسان 2019 | 00:00

١١ قمة تمت بين الرئيس فلاديمير بوتين وبنيامين نتنياهو خلال عامين. لا يكفي القول إن القمة كانت لدعم نتنياهو في حملته الانتخابية التي أنتجت فوزه. في الواقع نسج الاثنان علاقات استراتيجية بين روسيا وإسرائيل؛ وتم استكمال هذه العلاقة بتحالف قديم ومتجدد بين تل ابيب وواشنطن خلال قمتين بين الرئيس دونالد ترامب ونتنياهو، استكملا فيها التحالف الذي بدأ خلال الحملة الانتخابية عندما التقى المرشح ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي. في صلب العلاقة الثلاثية بغض الرئيس السابق باراك أوباما والأوبامية وكل مثاليته اللبرالية. إلى جانب ذلك فإنّ نتنياهو عمل على إقناع ترامب وحقق نجاحاً ملحوظاً في ذلك أنّ إيران هي التي تهددنا وليست روسيا … 





هذه العلاقة العميقة ليست سطحية بين نتنياهو وبوتين، لذلك أثمرت تفاهمات وتعاوناً جدياً برز وتبلور في سوريا. أبرز ما في هذا التعاون أنّ موسكو تطلع إسرائيل على كل تحركات طيرانها في المنطقة خصوصاً في كل ما يخص سوريا وبطبيعة الحال العكس صحيح… ترجمة ذلك أن الغارات الإسرائيلية على أهدافها في سوريا سواءً كانت مواقع سورية أوغير سورية وتحديداً إيرانية تتم حكماً بعلم روسيا وموافقتها ومتابعتها. من الواضح أنّ الموافقة الروسية على الغارات الإسرائيلية ليست فقط لخدمة إسرائيل ودعم نتنياهو فقط. من الطبيعي دائماً أن يكون لروسيا مصلحة في حصولها. مهما بلغت الشراكة الروسية - الإيرانية من قوة فإنّ اقتراب الحسم الميداني يطرح إشكالية قديمة - جديدة وهي ما هي حصة كل طرف من نتائج المعركة المشتركة خصوصاً وأنها تتناول موقعاً استراتيجياً مثل سوريا، و"قالب كاتو" دسم تحت عنوان إعادة إعمار سوريا اليوم أو بعد سنوات… لذلك من الطبيعي أن تقع منافسة مستترة لا بد من أن تصبح علانية .





إستناداً إلى خبراء لهم علاقات وثيقة مع موسكو، فإنّ الخلاف الروسي - الإيراني في سوريا وحولها جدي وليس مجرد روايات أو تمنيات. "موسكو تشدد بدون تحفظ بأنها هي التي حققت النصر في سوريا ولذلك فإنّ عائداته لها أولاً وليس لإيران ونحن". ويضيف هؤلاء الخبراء نقلاً عن أوساط مهمة في موسكو، أنّ "إيران كانت على وشك الهزيمة وبشار الأسد كان بدوره يستعد للاستسلام والهروب، تدخلنا الذي جاء بطلب إيراني غير مسبوق سياسياً ودستورياً، أنقذ الوضع وقلبه من الهزيمة إلى النصر… لذلك نحن من يقرر شكل الحل ومضمونه .





بداية الحل الذي يجب أن تتسارع خطواته كما تراه موسكو "يكون من صياغة الحل السياسي الذي يتطلب تقديم تنازلات جدية وليس شكلية وذلك عكس ما يريد الأسد وعلى أن يكون في صلبها تعديلات أساسية في النظام ومنها تخفيض صلاحيات رئيس الجمهورية، وأخيراً والأهم على إيران القبول بما تخطط له موسكو وما تقوم به برسم خريطة سوريا الجديدة نظاماً وتوجهاً… المثير في كل ذلك أنّ موسكو لا تشير إلى موقع الرئيس بشار الاسد في كل هذه العملية لأنّ عليه التنفيذ فقط".





 





وكيف ترد طهران على الموقف الروسي؟ 


إيراني متابع لمواقف المسؤولين في بلاده يقول: "الطيران لا يصيغ المواقف على الأرض وإيران هي صاحبة القرار لأنها هي الموجودة وهي التي قاتلت واكتسحت المواقع تحت قيادة الجنرال قاسم سليماني المباشرة ودون ضرورة لتعداد الضباط الكبار بصفتهم الرسمية كمستشارين الذين قتلوا أو "حزب الله" الذي خسر حوالى ألفي مقاتل أو الأفغان "الهزارة" من لواء "الفاطميّون" الذين خسروا حوالى ستة آلاف مقاتل أو من لواء "الزينبيون" الباكستانيين… يضاف إلى كل ذلك أنه في 27/8/2018 وقّع الجنرال حاتمي وزير الدفاع اتفاقية مشتركة مع رئيس الأركان السوري الجنرال أيوب للتعاون بين الجيشين تقوم على قيام إيران بإعادة بناء القوات المسلحة والصناعات العسكرية لتتمكن من العودة إلى قدراتها السابقة "...


   


أما موسكو فتردّ على الموقف الإيراني "بأنها ليست غافلة عن معادلة الأرض والسماء في صياغة معادلة لمن القرار وهي أساساً موجودة على الأرض في قاعدتين جوية وبحرية، إلى جانب ذلك فإنها استعادت خبراتها القديمة وعلاقاتها المتينة مع جسم الضباط خصوصاً خريجي الكليات الحربية الروسية، وهي تعمل على دفع "ضباطها" إلى المراتب الأمامية والحساسة وأنها بصدد استكمال بناء الفرقة الرابعة عديداً وعدة… وأنه في الوقت الذي يرحب فيه الشعب السوري بوجودها فإنه لا يخفي رفضه لإيران ولوجود الإيرانيين لأسباب مذهبية أساساً، يضاف إلى ذلك وهو مهم جداً أنّ إيران التي تخوض مواجهة كاملة مع الولايات المتحدة الاميركية لن تكشف ظهرها في استعداء روسيا ولذلك ستكون مضطرة للقبول ولو على مضض بأن تكون الكلمة الأخيرة للقيصر فلاديمير بوتين …





المواجهة مفتوحة وإن لن تكون صدامية مباشرةً فإنه يجب متابعتها سورياً ويومياً…