نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية تقريرا تحدثت فيه عن تداعيات تنازل الأمير هاري وزوجته ميغان ماركل عن مهامهما الملكية.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه قبل أقل من سنتين بدا مستقبل الشراكة العائلية مضمونا، حيث حقّقت العائلة الملكية تقدما سلسا من الحرس القديم إلى الجيل الجديد: الأميران ويليام وهاري مع زوجاتهما. كان الأمير وليام بارًّا وهادئا، وربما كان سلوكه الرتيب هو ما ميزه في منتصف العمر، بينما كان الأخ الأصغر هاري يتمتع بسحر وإثارة يفتقر لهما أخوه. تزوج هاري من ممثلة أمريكية ذات تراث مزدوج في إطار الحفاظ على التنوع العرقي والثقافي للمجتمع المعاصر.
وذكرت أنه بعد مرور تسعة عشر شهرا، بدأ كل من هاري وميغان بتغيير المشهد المعهود في المملكة المتحدة، حيث تبيّن فجأة أنهما يخشيان احتمال الوقوع في فخ حياة تحكمها فقاعة من الامتيازات والشهرة. كانت أصابع الاتهام تشير إلى ميغان بسبب عدم قدرتها على التأقلم مع الحياة الملكية، على حد تعبير صحيفة "دايلي إكسبريس" البريطانية، التي أوضحت أن الانتماء إلى العائلة الملكية لا يشبه نمط الحياة ذاته عندما تكون شخصا مشهورا.
وأشارت الصحيفة إلى أن وسائل الإعلام أجمعت على أنه ينبغي على هاري وميغان أن يتأقلما مع الوضع، حيث يعدّ الملل جزءا لا مفر منه، تماما كما أورد كاتب السيرة الملكية أ. ويلسون، أنه نادرا ما تضطلع مهام الملوك بالإثارة. ألقى الزوجان اللوم على الصحف الشعبية نتيجة لخيبة الأمل التي أصابتهما، على الرغم من أن المراسلين الملكيين، على عكس كُتّاب الأعمدة، لم يتصرفوا بشكل سيء أو وقح مثلما فعلوا مع والدة الأمير.
وكما يقول إينوك باول عن السياسيين والصحافة، إن الأمر يبدو وكأنه بحار يلوم الحالة الجوية، أو كما قال دوق أدنبرة ذات مرة، بتحفظ: "أنت تتأقلم، ينبغي على المرء أن يتأقلم". وعلى غرار عمه الأكبر إدوارد الثامن، يمكنك بسهولة الاستعاضة عن التراث الأمريكي المزدوج بأمريكية مطلقة مرتين، من وقت أزمة التنازل عن العرش قبل 84 سنة؛ وذلك ما فعله هاري من الأساس في سبيل حب ميغان.
وأثارت الصحيفة بعض التساؤلات حول كيفية تحديد النتائج المحتملة المترتبة عن قرار هاري وميغان. فالتخلي عن الروتين الملكي ومتابعة الدوام الجزئي يمثل تحديا كبيرا، على غرار كسب أموالهم الخاصة، التي من شأنها دعم استقلاليتهما. قد يكون هذا القرار ناجحا إذا عادت ميغان إلى مهنة التمثيل وتحول هاري إلى أعلى مُزايد.
من جهته، وعد الأمير تشارلز، الذي يضمن إلى حد كبير دخل هاري من إيرادات دوقية كورنوول، بخفض مستوى الإنفاق إذا تراجع التزام ابنه بالواجبات الملكية إلى النصف. وهو تهديد انطبق على الأميرة مارغريت عندما تخلت عن حبها لبيتر تاونسند في الخمسينيات من أجل عدم فقدان لقبها أو أموال القائمة المدنية.
وأوردت الصحيفة أنه إذا كان استقلال دوق ودوقة ساسيكس يأتي على حساب شائعة الصفقة السرية مع ديزني، فسيكون ذلك بمثابة تكوين المملكة السحرية. ماذا يحدث عندما يتعارض الالتزام الملكي مع واجب العميل التعاقدي؟ وكيف سيبدو للجمهور إذا تخلى هاري عن فتح مستشفى في قرية لانسيس من أجل ارتباطات عمل المشاهير في لوس أنجلوس؟
نوّهت بكيفية تقسيم التكاليف، فبوريس جونسون أو غيره من أفراد العائلة المالكة لن يتفوقوا على التجديد الأخير لقصر فروجمور. ولكن ماذا عن التكلفة الأمنية لحماية الزوجين في كندا أو جنوب كاليفورنيا؟ هل سيقع التعاقد مع شرطة الخيالة الكندية الملكية، أو شرطة لوس أنجلوس؟ وإذا كانت حمايتهما لا تزال من مسؤولية شرطة متروبوليتان التي ستكون بتكلفة هائلة، فكيف تتوافق هذه المسؤوليات مع إنفاذ القانون المحلي؟
أوضحت الصحيفة أن جراهام سميث، من جماعة الضغط "ريبابليك"، كان يحتفل بالانهيار المرتقب للمؤسسة الملكية، حيث قال إن وضعها يمكن أن يزداد سوءًا. لكن التنبؤات بزوالها الوشيك قد تكون سابقة لأوانها. في الواقع، حتى إذا ماتت الملكة غدا لا سمح الله، فلن يحل محلها هاري. إن الخلافة مضمونة، حيث سيخلف تشارلز الثالث وليام الخامس وجورج السابع ما لم يكن هناك تحول كبير في الرأي العام.
كما ذكرت الصحيفة أن غياب هاري سيترك ثغرة في خطط روتا الملكية؛ ربما سيواكب عددا أقل من المناسبات. وتعتبر فكرة أفراد العائلة المالكة كموظفين عموميين متواضعين فكرة حديثة نسبيا. أما هاري وميغان، فقد يجدان في طريقهما صعوبات أكثر وتقديرًا أقل من الخارج، تماما مثل إدوارد الثامن، الذي ضحى بضوابط الخدمة والإخلاص لمعايير العائلة الملكية من أجل المرأة التي أحبها.