النهار
صفقة القرن... رقص على أنقاض فلسطين
وزير الداخلية لـ"النهار": لا قمع للانتفاضة ونؤيد مطالبها
الجمهورية
البيان الوزاري السبت... وجلسة الثقة مرجّحة الأسبوع المقبل
اللواء
ورشة طوارئ إقتصادية في السراي اليوم
تباين وزاري يؤخر صياغة البيان واتجاه حكومي لتفكيك ساحات الإعتصام
نداء الوطن
ترامب يوحّد الفلسطينيين... والتوطين يُخيّم على لبنان
"شالوم" الأمر الواقع!
الاخبار
رامب "يُهدي" فلسطين لنتنياهو...
وخيانة عربية علنية: اليوم غضبٌ ومواجهة
الشرق الاوسط
المجتمع الدولي يترقب مدى استعداد "حزب الله" لإعادة النظر في سلوكه
تساؤلات عن قدرة دياب على تحرير قطاع الكهرباء من شروط "التيار الوطني"
الشرق
جريمة العصر
الديار
ترامب يُعلن "إسرائيل الدولة العظمى" وتصفية القضيّة الفلسطينيّة والسيطرة على العرب والمنطقة
كلّ فلسطيني أو عربي يُوافق على صفقة القرن هو خائن عربي للمسيح ولرسول الله
ترامب غبيّ لا يعرف "صفقة القرن".. وأميركا تخرج عن كلّ القوانين الدوليّة ومجلس الأمن
صفقة القرن... رقص على أنقاض فلسطين
توقفت الصحف عند إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب وإلى جانبه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الابيض تفاصيل "صفقة القرن". وأوضح أنها تشمل قيام دولة فلسطينية مكبلة بالشروط، بعد مرحلة انتقالية تستمر أربع سنوات، وأن إسرائيل وافقت على تجميد الاستيطان خلال هذه المرحلة. وأكد أن القدس ستبقى العاصمة الموحدة للدولة العبرية، وقال:
ـ هذا اليوم يمثل خطوة كبيرة نحو السلام، وإن الشباب في كل الشرق الأوسط مستعدون لمستقبل أكثر أملاً، والحكومات في المنطقة تعلم أن الإرهاب والتطرف الإسلامي هما العدو المشترك للجميع".
ـ بموجب الخطة تبقى القدس العاصمة غير المجزأة أو المقسمة لإسرائيل، ولكن هذا ليس بالأمر الكبير لأننا فعلاً حققنا ذلك لهم، وسيبقى الأمر كذلك،
ـ ستعترف واشنطن بسيادة إسرائيل على الأراضي التي توفرها الرؤية لتكون جزءاً من دولة إسرائيل".
ـ المرحلة الانتقالية المقترحة لحل الدولتين لن تمثل خطورة كبيرة على دولة إسرائيل بأي شكل من الأشكال
ـ لن نسمح بالعودة إلى أيام سفك الدماء والمتفجرات والهجوم على الملاهي.
ـ السلام يتطلب الحلول الوسط والتنازلات، لكننا لن نطالب إسرائيل أبدا أن تتنازل عن أمنها
ـ قدّمت الكثير لإسرائيل مثل الاعتراف بالقدس عاصمة لها، ويضم مرتفعات الجولان اليها، إلا أن الأهم من كل ذلك هو الخروج من الاتفاق النووي الفظيع مع إيران.
ـ الصفقة فرصة عظيمة وتاريخية للفلسطينيين، لتحقيق دولة مستقلة خاصة بهم، بعد سبعين سنة من تقدم بسيط، وقد تكون هذه الفرصة الاخيرة يحظون بها.
ـ الشعب الفلسطيني بات لا يثق بعد سنوات من الوعود التي لم يوف بها، وتعرضوا لاختبارات كثيرة، وعلينا أن نتخلص من الأساليب الفاشلة للأمس.
ـ الخطة ستضاعف الأراضي الفلسطينية وتمنح الفلسطينيين عاصمة في القدس الشرقية، وستفتتح الولايات المتحدة سفارة لها هناك.
ـ إسرائيل ستعمل عن كثب مع ملك الأردن للتأكد من الوضع القائم حالياً في ما يتعلق بالأماكن المقدسة والسماح للمسلمين بممارسة شعائرهم في المسجد الأقصى.
ـ الخطة تقدم استثمارات تجارية كبيرة تقدر بخمسين مليار دولار في الدولة الفلسطينية الجديدة، وان دولاً عدة تريد المشاركة في هذا الأمر.
وكشف أنه بعث برسالة الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وخاطبه: "إذا قبلتم خطتي سنكون إلى جانبكم لمساعدتكم في بناء دولتكم". وستضع الرؤية الأميركية نهاية لاعتماد الفلسطينيين على المؤسسات الخيرية والمعونة الأجنبية وتدعو للتعايش السلمي.
ولم يفته التذكير في سياق الاعلان عن خطته باغتيال قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني وبالانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران.
نتنياهو
في المقابل، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بخطة دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط ، وقال:
ـ الخطة تقدم "طريقاً واقعياً" لتحقيق سلام دائم في المنطقة.
ـ في هذا اليوم أيضاً رسمت "صفقة القرن" مستقبلاً مشرقاً للإسرائيليين وللفلسطينيين وللمنطقة من خلال طرح طريق واقعي لسلام دائم.
ـ ترامب أعظم صديق لإسرائيل عرفه البيت الابيض.
ـ لن يكون للاجئين الفلسطينيين الحق في العودة إلى إسرائيل، بموجب خطة ترامب.
ـ مستعدون للتفاوض مع الفلسطينيين في شأن "مسارٍ نحو دولة مستقبلية"، شرط أن يعترفوا بإسرائيل "دولة يهودية".
ـ العاصمة الفلسطينية المقترحة، ستكون في أبو ديس وأميركا تعترف بالقدس عاصمة موحدة لإسرائيل.
ـ سأقدم اقتراحاً الى مجلس الوزراء خلال جلسته المقبلة للموافقة على سريان سلطة إسرائيل على غور الأردن وشمال البحر الميت ومستوطنات الضفة الغربية.
ـ إسرائيل تقدم للفلسطينيين في نهاية الأمر سيادة محدودة ومشروطة.
"الشرق": المهرّج والمجرم وسرقة العصر
كتب عون الكعكي في "الشرق": المهرّج والمجرم وسرقة العصر
مهرّجاً كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقد وقف الى جانبه المجرم بنيامين نتانياهو على منبر البيت الأبيض وهو يعرض صفقة القرن التي أراد منها تصفية قضية فلسطين تحت ادعاء كاذب بإقامة السلام في المنطقة… وطبيعي أن يصفقوا له، وأن يصفق لنفسه وأن يشارك نتنياهو في التصفيق. إنّه المشهد الذي سيبقى علامة على الظلم والقهر والتعسّف والإستبداد وقوة الغلبة ضد أصحاب الحقوق… وهو المشهد الذي سيظل وصمة عار مرتسمة في الأفق الأميركي والعالمي عموماً، مع يقيننا بأنّ الشعب الفلسطيني لن يستكين، ولن يقبل، ولن يرضخ مهما تألبت قوى الشر عليه وعلى قضيته المحقة. لا الرئيس الأميركي ترامب ولا أبوه ولا جدّه ولا جحافله كلها يستطيعون أن يفرضوا على الشعب الفلسطيني أن يتخلى عن وطنه، طالما أنّ هناك أماً فلسطينية واحدة تنجب أطفالاً في فلسطين. من المضحك والمبكي أيضاً أن نستمع الى ترامب يتحدث عن السلام في الشرق الأوسط؟ أي سلام؟ هل السلام إغتصاب فلسطين وإلغاؤها بعد قتل وتهجير أهلها؟ وهل السلام بإقامة حالة مسخ يسمونها دولة فلسطينية ليس مسموحاً لها الجيش وقوى الأمن، فقط يسمح لها بالشرطة البلدية؟! وهل السلام باعتبار أنّ الشعب اليهودي وحده من يحق له العيش بكرامة أما الشعب الفلسطيني وباقي شعوب العالم فلا يحق لهم؟ وبالرغم مما قدّم العرب من التنازلات الكثيرة بدءًا بالسادات… الى اتفاق وادي عربة مع الملك حسين، الى ياسر عرفات… فإنّ إسرائيل لم تلتزم في يوم من الأيام بأي اتفاق. الخطة الاسرائيلية هي تدخل في مفاوضات بادعاء أنها لا تريد شيئاً فتنتهي بأخذ كل شيء… والمثال ما جرى في طابا واتفاق كامب دايڤيد، استمرت المفاوضات خمس سنوات، وبالرغم من الاجتماعات المتكررة اضطرت مصر، وعن طريق مواطن مصري، أن تدفع ثمن الفندق الذي كان موضع الخلاف في طابا… إذ ادعى الاسرائيلي أنه بنى فندقاً هناك ولن يتركه… فتم دفع نفقات الفندق.
الخريطة المزعومة!
أضاءت الصحف على نشر البيت الأبيض خريطة للحدود المقترحة مستقبلاً للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية في إطار خطة ترامب.
وتظهر الخريطة 15 مستوطنة إسرائيلية في منطقة الضفة الغربية المتصلة بقطاع غزة بواسطة نفق، تحقيقاً لوعد قطعه الرئيس الأميركي بإقامة دولة فلسطينية متصلة الأراضي.
وجاء في بيان للرئاسة الأميركية أن "الرؤيا تنص على دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعيش بسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل، وتولي إسرائيل مسؤولية الأمن في منطقة غرب نهر الأردن".
واكد مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية ان الدولة الفلسطينية المقترحة ستربط بطرق وجسور وأنفاق من أجل الربط بين غزة والضفة الغربية.
وأضافوا أن الخطة تدعو إلى تمكن اللاجئين الفلسطينيين من العودة الى دولة فلسطينية في المستقبل وإنشاء "صندوق تعويضات سخية".
و"إذا وافق الفلسطينيون على التفاوض فهناك بعض المجالات التي يمكن التوصل الى حل وسط فيها مستقبلاً".
الفلسطينيون يرفضون
ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطة ترامب بأنها مؤامرة. وقال موجهاً حديثه اليه والى نتنياهو بأن حقوق الشعب الفلسطيني "ليست للبيع".
وجاء في كلمة له نقلها التلفزيون في رام الله بالضفة الغربية المحتلة، إنه يقول لترامب ونتنياهو "إن القدس ليست للبيع وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة وصفقة المؤامرة لن تمر... سنبدأ فوراً باتخاذ كل الإجراءات التي تبدأ بتغير الدور الوظيفي للسلطة الفلسطينية". وحذر من أن "هذه الصفعة سنعيدها صفعات في المستقبل"، وأن "هذه الصفقة نهاية وعد بلفور الذي صاغته بريطانيا والولايات المتحدة".
وكان عباس يتحدث بعد اجتماع ضم الفصائل الفلسطينية في رام الله وحركة المقاومة الاسلامية "حماس".
وأجرى الرئيس الفلسطيني اتصالاً هاتفياً مع رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" اسماعيل هنية.
وقال نائب رئيس "حماس" خليل الحية :"نرفض هذه الصفقة ولن نقبل بديلاً من القدس عاصمة لدولة فلسطين ولن نقبل بديلاً من فلسطين لتكون دولتنا ولن نقبل المساس بحق العودة وعودة اللاجئين... أيدينا ودماؤنا وبنادقنا وجماهيرنا مقدمة لإسقاط صفقة القرن وسنقاومها بكل الاشكال لاسقاطها".
واحرق شبان فلسطينيون تظاهروا وسط مدينة رام الله في الضفة الغربية نموذجاً عملاقاً للدولار الاميركي في اشارة الى رفضهم الاغراءات المالية التي اعلنها ترامب في خطته.
كما انطلقت مسيرات صغيرة شارك فيها المئات في مدن ومخيمات في قطاع غزة وكذلك في مدن في الضفة الغربية المحتلة واحرقت خلالها أعلام الأميركية.
لبنان وخطر التوطين
لبنانياً، تتجه الأنظار خلال الساعات المقبلة إلى سيل الردود المتوقعة إزاء "صفقة القرن" لا سيما لناحية مقاربة خطر التوطين المتأتي عنها، في وقت توقعت مصادر مطلعة لـ"نداء الوطن" أن ينضم هذا الخطر إلى قائمة المخاطر التي ستواجه حكومة حسان دياب، وهو ما قد يفرض تعديلاً في فهرس بيانها الوزاري لتأكيد التمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم، متوقعةً في حال تطورت مواقف أفرقاء الحكومة إزاء التنديد بالسياسة الأميركية أن تنزلق نحو اعتبارها أميركياً "حكومة ممانعة ومواجهة" مع الولايات المتحدة، ما قد ينعكس سلباً على مساعيها الرامية إلى طلب مساعدات أميركية ودولية للبنان، خصوصاً إذا ما تمّ التعامل مع موقفها على أنه انعكاس لموقف "حزب الله" الراعي الرسمي لتشكيلتها، والذي استهل أمس بيانه بالتنديد بـ"إدارة ترامب المتوحشة"، وبالتشديد على أنّ "صفقة العار" التي أطلقتها هذه الإدارة "الشيطانية" ستكون لها "إنعكاسات بالغة السوء على مستقبل المنطقة وشعوبها".
"الجمهورية": لبنان.. وصفقة القرن
كتب نبيل هيثم في "الجمهورية": لبنان.. وصفقة القرن
هناك مخاوف من أن يكون لبنان إحدى تلك النقاط الرخوة التي يمكن من خلالها تسويق «صفقة القرن» وفرضها كأمر واقع. جدير بالتذكير هنا، انّه قبل عام بالتمام، كانت إحدى المراكز البحثية في بيروت تشهد حواراً بين مختصين في الشأن الفلسطيني حول تداعيات صفقة القرن على الفلسطينيين وجيرانهم. حينها خلصت النقاشات إلى الآتي: أولاً، من المنطقي القول إنّ الفلسطينيين هم المتضرّر الرئيسي من «صفقة القرن»، ومن هنا يمكن فهم الموقف الفلسطيني الموحّد الرافض لها رفضاً قاطعاً. ثانياً، الأردن سيقع عليه العبء الأكبر، الذي يقارب الخطر الوجودي، كونه الوطن البديل المُحتمل للفلسطينيين. ثالثاً، مصر ستكون مضطرة الى تقديم كثير من الأثمان، التي تتجاوز التخلّي عن بعض من أراضيها في سيناء، لتصل إلى احتمال توطين عدد كبير من الفلسطينيين على أرضها. رابعاً، لبنان سيكون مستهدفاً بـ"صفقة القرن» بالتأكيد، لكنّ المفارقة تكمن في أنّ تداعياتها عليه قد تكون أخطر وأقسى مما قد يلحق بدول الجوار المستهدفة بالصفقة، وتحديداً في مسألة فرض توطين الفلسطينيين، على رغم من أنّ المناخ العام في المخيمات الفلسطينية يجعل ساكنيها يختارون الرحيل عن لبنان إذا ما قُدّر لهم ذلك، بالنظر إلى افتقار الفلسطينيين المقيمين في لبنان إلى الحد الأدنى من الحقوق المدنية. وأما الخطورة الكبرى والحقيقية فلا تكمن فقط في أصل التوطين الذي أجمعت كل القوى اللبنانية على رفضه، بل في طريقة فرضه على لبنان، ووضع هذا البلد الصغير امام احتمالات صعبة، ولعلّ أشدّها خطورة أن يكون تفجير الوضع الداخلي في لبنان، بوابة لإمرار الصفقة الأميركية، خصوصاً أنّ للبنان تجارب كثيرة في هذا الإطار، حين يتعلق الأمر بإمرار الصفقات الإقليمية الكبرى. يبقى انّ ما بين 28 كانون الثاني 2019 و28 كانون الثاني 2020 تغيّر الكثير في لبنان. دخل البلد بالفعل في نفق المجهول، يترنح بين انفجار اجتماعي وانهيار اقتصادي وفوضى سياسية... في هذه اللحظة بالذات يأتي الإعلان الأميركي عن صفقة القرن ليزيد المشهد قلقاً واضطراباً!
البيان الوزاري.. الأحد؟!
أشارت الصحف إلى ان رئيس الوزراء حسان دياب ترأس مساء أمس الاجتماع الخامس للجنة الوزارية المكلفة صوغ البيان الوزاري، وعلمت "النهار" "ان الجلسات ستُكثف وصولا الى السبت الذي قد يشهد جلسة مطوّلة واذا تعذّر انجاز البيان ستعقد اللجنة برئاسة الرئيس دياب اجتماعا يوم الاحد وقد يكون الأخير".
واكّدت مصادر وزارية لـ"الجمهورية"، انّ التوجّه لدى هذه اللجنة، هو إنجاز الصيغة النهائية للبيان، في مهلة لا تتجاوز السبت المقبل. واشارت، الى انّ اللجنة في عملها تقارب في صياغتها، الواقع الداخلي بكل المستجدات التي طرأت عليه منذ 17 تشرين الاول الماضي، على ان تصل الى خلاصات تضمّنها البيان، تستجيب كلياً لمطالب الحراك الشعبي، وكل ما تتطلبه الازمة الاقتصادية والمالية، وترسم خريطة طريق العلاجات المطلوبة".
وكشفت مصادر وزارية لـ"اللواء" ان النقاش داخل اللجنة لا يزال يتمحور حول العناوين الرئيسية للسياسة الاقتصادية ورؤيتها لحل الأزمة المالية والاقتصادية التي يعيشها لبنان في ظل تباين واضح بين اعضاء اللجنة حول هذه المشكلة وكيفية معالجتها. وقالت المصادر ان البيان لن يعتمد على أي مسودة سابقة، والاولوية فيه للشق المالي والاقتصادي، على ان يترك الشق السياسي فيه الي نهاية النقاشات، الا انه لن يتبنّى أي صيغة سابقة، سواء في ما يتعلق بالعلاقة مع المقاومة، أو بالنسبة إلى مسألة النأي بالنفس، لكنه سيتضمن حكماً الالتزام بميثاق الجامعة العربية ولاسيما المادة الثامنة منه، والقرارات الدولية، وخصوصا القرار 1701. ورفض التوطين وحق الشعب الفلسطيني العودة وكذلك العودة الكريمة والآمنة للنازحين السوريين.
وأوضحت المصادر لـ"اللواء" ان البيان سيكون جديدا بالكامل من اوله إلى آخره، ولهذا فإن اللجنة ما زالت بحاجة إلى عقد سلسلة اجتماعات مكثفة هذا الأسبوع، لإنجاز البيان والذي لن يتم الانتهاء منه قبل نهاية هذا الأسبوع.
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ "اللواء" الى انه اذا تم التوصل الى صيغة نهائية للبيان الوزاري هذا الأسبوع فإن جلسة متوقعة لمجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل من اجل اقرار هذا البيان واحالته الى مجلس النواب لنيل الثقة على اساسه. ولفتت المصادر الى انه حتى الساعة الصيغ غير نهائية وان ثمة رغبة بأن يكون الشق السياسي فيه مستوحى من روحية البيان الوزاري للحكومة السابقة، مع امكانية اضافة افكار جديدة او عبارات، في حين ان الرئيس دياب يرغب ببيان لا يشبه البيان السابق، لا سيما ان الحكومة ستفرد حيزا للملف الاقتصادي، على ان اعتماد بعض ما جاء في الورقة الاقتصادية الاصلاحية للحكومة السابقة امر يعود الى الحكومة لجهة العودة اليها او حتى اضافة تعديل عليها ومعرفة ما هو ممكن منها وما هو غير ممكن.
"الجمهورية": متى تصبح الحكومة عبئاً على "حزب الله"؟
كتب طوني عيسى في "الجمهورية": متى تصبح الحكومة عبئاً على "حزب الله"؟
إذا قرّر فريق 8 آذار، ولاسيما منه «حزب الله»، أن تكون الحكومة أداة له في المواجهة الكبرى بين المحاور، فسيجد رئيسها نفسه واقعاً في مكان يصعب الخروج منه. فالحصار الاقتصادي والمالي الذي يتعرَّض له لبنان، تحت طائلة النأي بالنفس والشفافية، سيتصاعد حدّة. وهذا ما سيدفع بلبنان إلى الغرق سحيقاً في الحفرة. وفي هذه الحال يصعب تقدير العواقب داخلياً. فانعدام الاستقرار الاقتصادي والمالي سيعمّق المأزق الاجتماعي، وربما الأمني. ويصعب تقدير حالات الغضب التي ستعمّ الشارع في هذه الحال. وعلى الأرجح، لن يتحمّل وزراء دياب هذه الضغوط والعواقب، بحيث يظهرون وكأنهم هم المسؤولون عن نكبة لبنان، فيما هم جاؤوا حديثاً لمحاولة الإنقاذ. كما أنّ الحزب وسائر حلفائه من القوى السياسية سيفضّلون الهرب من هذه الحكومة. وأساساً، بقي هذا الفريق يحاول تشكيل حكومة تحت سقف «تركيبة 2016» حتى اللحظة الأخيرة. ولم يكن يريد حكومة اللون الواحد، ليحافظ على التغطية الشاملة من جهة، ولكي لا يتيح لخصومه السياسيين، ولاسيما منهم الحريرية السياسية، أن يخرجوا من اللعبة تسلّلاً ويتنصّلوا من مسؤوليتهم المتمادية طوال ربع قرن، ويتّخذوا لأنفسهم مواقع هجومية من الخارج. إذاً، في لحظة معينة، قد يجد حزب الله وحلفاؤه أنفسهم أمام خيار اضطراري هو رفع الغطاء عن حكومةٍ باتت عبئاً عليهم، فتسقط. ولكن، هل لهم بديل أفضل من هذه الحكومة؟ أم سيرضخون لاعتبارات أخرى آنذاك؟
"النهار": "دي مرات أبويا"
كتب سمير عطالله في "النهار": "دي مرات أبويا"
في الحلقة السابقة، كان أحد ضيوف "صار الوقت" ثريّ قادم من لاس فيغاس، مدينة النيون وأضوائها. كان هذا الرجل يكرّر في دفاعه عن توزيره: "أنا أردت مساعدة لبنان". كرّرها مرّة وثانية وعاشرة. تخيّلت لبنان يصغي إلى هذا النوع السليط من التمنين والتكبّر، فيتمنّى (لبنان) أن يموت جوعاً قبل أن يسمع هذا القول من هذا الرجل مرّة أخرى. يا صاحب المال، هذا بلد يتقاسم اللقمة مع نحو مليونين ونصف مليون ضيف، ووزّع حول العالم نحو 12 مليون رأس مرفوع، لكن لا يخاطبه أحد بمثل هذه اللهجة القيصرية، سواء كانت مقيمة أو مشرّفتنا من فيغاس. هذا هو البلد الذي نبت في اغترابه ألمع عباقرة الفنون والمال والسياسة. ولا ضرورة للائحة الأسماء من جديد. لكن عندما جاء كارلوس سليم إلى هنا كأغنى رجل في العالم، انحنى متواضعاً أمام أرض أبيه ولم يعرض "مساعدة لبنان". بلدك لم يقف في باب أحد. بلدك وقف في بلاد الآخرين، عاملاً وفارساً وقائداً وعبقرياً وعالماً، وذات زمن صار اسمه جبران خليل جبران في إيليس آيلند على بوابة أميركا. صار اسمه "نبيّ العالم الجديد". مقزّز هذا الخطاب، سواء كان عن جهل سيّئ أو عن طبع من الطباع التي نرى من أمثالها ما يفوق طاقات التحمّل، فيما اللبنانيون في أسوأ حالة نفسية مرّوا بها ومرّت بهم. كلّ شيء من حولهم يذلّهم. كلّ يوم، يوم إهانة وتهديد بالرزق والطحين والكهرباء والدواء والمستشفى والليرة. هذا ليس لبنان الذي نعرفه. لا المقيم ولا المنتشر! نحن واحد من اقتصادات قليلة على وجه الأرض، كان مغتربها عنصر الدخل الموازي. عشرات آلاف البشر أرسلوا على مدى السنين المليارات لإعانة أهاليهم، فرضاً واجباً ودَيناً للأرض على أبنائها. هذا ليس لبنان الذي نعرفه. على وزن هذه ليست مصر التي نعرفها. هذه هي اليد التي تضع الطفل في مواجهة خرطوم المياه واليد تمضي في قصف الطفل بالمياه. وأمام هذه الجدران القائمة بين الناس والسلطة، وبين الثورة والناس، وبين الواجب والإهانة، يطلّ هنا وهناك وجه مشرق. سيدة لها مشاعر الأم وعقل المسؤولية. عندما تبحثون في رئاسة الحكومة المرة المقبلة، تذكّروا ريّا الحسن.
"نداء الوطن": شروط الدعم الخارجي سياسية بقدر الإصلاحية
كتب وليد شقير في" نداء الوطن": شروط الدعم الخارجي سياسية بقدر الإصلاحية
سبق تأليف الحكومة الحالية أن امتنع عدد من الذين استُمزجوا في إمكان توزيرهم من أصحاب الاختصاص، من المستقلين الذين يتولون مناصب أكاديمية أو مهنية عالية، أن اعتذروا عن المهمة. بعضهم حجته أنه غيرمقتنع بأن الجهات النافذة في الحكم ستسهل عمل حكومة الاختصاصيين. وبعضهم ممن له علاقات خارجية جس نبض سفراء وديبلوماسيين أصدقاء، لمعرفة مدى استعداد دولهم لتقديم مساعدات مالية عاجلة من أجل إعانة البلد على النهوض، فجاءهم الجواب إما سلبياً نظراً إلى الاعتقاد بأن "حزب الله" سيهيمن على الحكومة جراء الطريقة التي تشكلت فيها، وبالتالي هي ستنحاز إلى محور "الممانعة"، أو جاءت ردة الفعل مترددة غير واثقة من تحييد لبنان أو متشائمة من استجابة الطاقم الحاكم لمطالب الانتفاضة الشعبية التي يولونها أهمية. يراهن بعض أركان الحكم على أن يقدم بعض الدول العربية مساعدات مالية عاجلة، سواء من أجل تأمين السيولة في مرحلة انتقالية، أو من أجل ضمان عدم انقطاع مواد أساسية للحاجات المعيشية، قبل أن يتم تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من أجل كسب ثقة المجتمع الدولي، كي يقدم على توظيفات على المدى الأبعد. إلا أن هذه المراهنة تصطدم بالقرار الدولي وخصوصاً الأميركي، الذي سبق أن حال دون هذه المساعدات العاجلة، لأسباب سياسية تتعلق بإحكام حصار العقوبات على "حزب الله"، وكي لا يستفيد من أي مساعدات لفتح ثغرة فيه. وبعض وزراء الحكومة الجديدة ذوي الصلة بواشنطن سبق أن جس نبضها أخيراً، بلا نتيجة... يراهن بعض أهل الحكم على الاستعاضة عن الإجازة الدولية (السياسية) للإعانة العاجلة، بإجراءات تقوم بها المصارف اللبنانية، كأن تتخلى عن فوائد أموال جنتها جراء دين الدولة لمصلحتها، على أمل هذا الفريق بتوفير 10 مليارات دولار على مدى 5 سنوات. ودون هذه الخطوة امتناع المصارف التي تعاني نقص السيولة.
"نداء الوطن": قمّة بكركي تُبارك الحكومة "الإنقلابيّة"
كتب ألان سركيس في "نداء الوطن": قمّة بكركي تُبارك الحكومة "الإنقلابيّة"
نتظر البعض أن تخرج قمة بكركي بموقف حازم من التطورات الأخيرة وأن تضع حداً لمقولة "لم يكن في الإمكان أفضل مما كان"، وتلاقي الثورة الشعبية بمطالبها المحقّة، لكن المفاجأة كانت بدعوة القمة لإفساح المجال أمام الحكومة الجديدة التي تألفت بانقلاب على الثورة، والشباب اللبناني المنتفض إلى القبول بالسيئ خوفاً من الأسوأ، وكأن قدرنا الدائم ألا نحلم بوطن ودولة ومؤسسات. لم ترُق اللغة التي تحدّث بها بيان بكركي عن الحكومة لمن حلم بوطن جديد، وسط الأسئلة الكبرى التي تطرح عما إذا كانت البطريركية المارونية ما زالت تتأمل خيراً من هذه الطبقة السياسية التي يهاجمها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظاته، ويعتبر أنها نهبت البلد وأفقرت الشعب وجوّعته وهدمت بنيان المؤسسات والوطن. ويبدو أن بكركي مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى باقتراح حلول والمساهمة بوضع خطة إنقاذية وليس فقط الإكتفاء بالتعليق على الأحداث وانتقاد الشواذ والدعوة إلى التعامل مع حكومة أمر واقع فرضتها السلطة على الناس، ويبدو من "تقليعتها" أنها غير قادرة على معالجة أزمة من هذا النوع، في حين أن الواقعية والوطنية كانتا تفرضان تأليف حكومة إنقاذية تباشر عملية الإصلاح، لا أن تعيد السلطة إنتاج ذاتها بحكومة إنقلابيّة تنال مباركة أكبر مرجعية مسيحية في لبنان والشرق. من هنا يطالب البعض بأن يكون كلام بكركي موجّهاً بطريقة مباشرة إلى المسؤولين وتسمية الأشياء بأسمائها، من ثمّ الدعوة إلى قمة مسيحية سياسية تضم رؤساء الأحزاب والتيارات السياسية، إضافة إلى كبار إداريّي الدولة ليبنى على الشيء مقتضاه، خصوصاً أن هناك عتباً كبيراً على رئاسة الجمهورية التي لم تفعل شيئاً يذكر منذ بداية الأزمة، وقد ذهب البطريرك الراعي بعيداً في حماية ولاية الرئيس ميشال عون ما أثار غضب الشارع المنتفض، وهذا الأمر يدفع بقية الطوائف إلى الإمتثال بكلام الراعي ووضع خطوط حمراء حول المسؤولين في طوائفهم حتى لو كانوا فاسدين.
"الشرق": حل اقتصادي؟
كتب خليل الخوري في "الشرق": حل اقتصادي؟
وضع الخبير المصرفي جوزيف الياس الخوري تصوّراً للحلّ يمكنه أن يقلّل من تداعيات الأزمة الاقتصادية إذا أخذ به المسؤولون الذي وضع الخوري أحدهم في تفاصيل هذا الحل الذي يقوم على قواعد عديدة، ننشر بعضها في الآتي: أولاً – يمنع التداول، في الداخل اللبناني، بغير العملة الوطنية. فالليرة اللبنانية وحدها تكون مدار التعامل في القطاعات كافة بما فيها القطاع التربوي وأيضاً قطاع العمال الأجانب وبالذات الخدمة المنزلية التي يتولاها أجانب وأجنبيات، أسوة بجميع بلدان العالم. فاللبناني الذي يعمل في بلدان الخليج وسواها يتقاضى مرتبه وتعويضاته بعملة البلد الذي يعمل فيه (…)ثانياً يصدر حاكم مصرف لبنان، القيم على السلطة النقدية، تعميماً الى الصرافين وجوب التقيّد بالتسعيرة الرسمية لليرة إزاء العملات الاجنبية، كما هي معتمدة من المصرف المركزي… تحت طائلة المسؤولية وتنفيذ الإجراءات الزاجرة في حال المخالفة… فلا يبقى التعميم حبراً على ورق. وأهم تلك الإجراءات سحب الرخصة، وأيضاً، بدءاً بمنع الصيارفة غير المرخص لهم من ممارسة الصيرفة. ثالثاً – بغية ضبط الاستيراد وفي ضوء الشح في الدولار وقلة تصدير المنتجات اللبنانية الى الخارج يصدر قرار عن وزير الاقتصاد الوطني والتجارة (تتبناه الحكومة مجتمعة) بوجوب الإذن المسبق للاستيراد… على أن توضع رسوم باهظة على السلع التي تستورد ويكون لها مثيل في الإنتاج المحلي (في الصناعة والزراعة الخ…) فلماذا استيراد التفاح من الولايات المتحدة الأميركية مثلاً وعندنا فائض من هذه الثمرة. وكذلك العنب والحمضيات والخضار على أنواعها. ولماذا استيراد الأحذية من الصين وتايلاند وسواهما؟ رابعاً تسديد الفوائد كافة بالليرة اللبنانية في معاملات القطاع المصرفي كلها، وهذا التدبير من شأنه أن يُسهم في حل أزمة المصارف، وأزمة الاستيراد والمشكلة مع الصيارفة وطبعاً تشجيع الصناعة والتجارة. خامساً يفرض مصرف لبنان على المصارف كافة التقيد بالمعيار الواحد في تحويل العملة الأجنبية خصوصاً الدولار الى الخارج. فلا تكون المسألة استنسابية، فيعطى البعض قدراً من الدولار (أو اليورو أو …) ولا يُعطى البعض الآخر ما هو في أمسّ الحاجة إليه مثل أولياء الطلبة في الخارج… فيكون التحويل بمقياس موحّد وليس عشوائياً.
"الشرق": إرتياح ديبلوماسي لمسار الأمور حكومياً
كتبت تيريز القسيس صعب في "الشرق": إرتياح ديبلوماسي لمسار الأمور حكومياً … صندوق النقد الدولي قد يكون وصياً للمساعدة
نقل عن ديبلوماسيين معتمدين في بيروت ارتياحهم لمسار الامور التي سلكتها حكومة الرئيس حسان دياب، مؤكدين ان عامل الوقت يلعب دورا اساسيا ومهما في انطلاق عمل الحكومة. واكدوا في مجلس خاص انهم لمسوا بعد لقاءات جمعتهم بالرئيس دياب وبوزير الخارجية الدكتور ناصيف حتي، ووزراء آخرين، رؤية ومنطقا جديدا غير تقليدي في مقاربة الامور، وان عامل الوقت اكثر من اساسي، وان الحكومة ستضع خطة عمل مبرمجة، وخريطة طريق والتي على اساسها سيظهر عملها على مدى 100 يوم تقريبا، ومن ثم على المدى الاطول. الديبلوماسيون رأوا ان انعكاسات الازمات الاقليمية في المنطقة قد تحول لبنان الى دولة فاشلة، وغير قادرة على الخروج من الازمات التي تهدد وجودها، مع العلم ان هذا الامر هو محور اهتمام ومتابعة وادراك لدى المسؤولين. اما خارجيا فان المراجع الديبلوماسية تترقب مضمون البيان الوزاري المنتظر ان تنتهي منه اللجنة الوزارية نهاية هذا الاسبوع، ليصار الى التعاطي مع الحكومة اللبنانية على اساس بيانها وخطتها. وفي هذا الاطار نفت مراجع وزارية اي شروط دولية تمارس على الحكومة بهدف انقاذ ومساعدة لبنان اقتصاديا. فبرأي المتابعين ان مؤتمر سيدر ما زال يترقب الاصلاحات المطلوبة من الحكومة للسير به، وان رسائل عدة اقليمية ودولية وصلت الى المراجع السياسية والديبلوماسية تدعوها الى تحمل لبنان مسؤولياته والمضي باجراء اصلاحات شفافة وواضحة. فكل الدول المنضوية في مؤتمر باريس مستعدة لمد يد العون للبنان، ومؤازرته اقتصاديا للخروج من محنته وازمته، وهي تعتبر ان الاستقرار الامني في لبنان عنصر مهم وضروري للاستقرار الاقليمي والدولي. الا ان قراءة دولية رفيعة المستوى رأت ان متابعة كيفية تطبيق مؤتمر سيدر، والحصول على دعم اقتصادي من مجموعة الدعم الدولية والعربية سيتطلب من رئاسة الحكومة والديبلوماسية اللبنانية جهودا موازية خاصة، والخوف يكمن في الا يتمكن لبنان من استلحاق نفسه في الحصول على مساعدات سريعة ومنقذة من هذا الباب. وقالت قد تضطر الحكومة اللبنانية للقبول ان لم يكن للسعي لوصاية صندوق النقد الدولي الذي قد يضطر هو ايضا الى فرض شروطه على لبنان، وربما قد تكون شروطا اقصى واصعب من شروط سيدر.
"الشرق": … تحديات لا سابق لها
كتب يحي جابر في "الشرق": … تحديات لا سابق لها
على وقع ما يمكن ان يطاول لبنان من مخاطر ستترتب على »صفقة القرن« التي تقدمها واشنطن لاسرائيل لتسوية الصراع في الشرق الاوسط وما يمكن ان ينتج عنه من توطين للفلسطينيين في لبنان فلا يختلف اثنان على ان ما تشهده الساحة الداخلية اللبنانية، من تطورات سلبية لم يكن ابن ساعته، وهو غيض من فيض ما يعانيه هذا البلد من أزمات – سياسية واقتصادية ومالية واجتماعية بل ومعيشية. الحراك الشعبي« أمام منعطف بالغ الدقة والخطورة… والسلطة، ممثلة بالحكومة الجديدة، والمجلس النيابي، والرئاستين الاولى والثانية أمام امتحان… على رغم انه يصعب تجاهل ما حصل من تحول سياسي مع انطلاقة الحراك الشعبي وهو تحول موزع بين الانتفاضة الشعبية ضد الاكثرية الحاكمة والدعوات لاجراء انتخابات نيابية مبكرة؟ بصرف النظر عن امكانية تجاوب السلطة مع الدعوات الى انتخابات نيابية مبكرة، فإن انجاز هذه الانتخابات وفق القانون الحالي، لن يحدث أي تغيير ايجابي. يتطلع عديدون، الى ما بعد انجاز اقرار الموازنة العامة، والبيان الوزاري، وقد أحدثت الحكومة العتيدة خرقاً في الدستور، على ما يرى العديد من الفقهاء وعلماء القانون، وليس من شك ان ما حصل، لا يعبر بالمطلق عن تطلعات اللبنانيين عموماً كما لا يعبر عن تطلعات الحراك الشعبي لترجمة مطالبهم الى وقائع… على رغم اعلان رئيس الحكومة حسان دياب ان الوقت هو للعمل والحكومة تعبر عن تطلعات الحراكيين والمعتصمين وستعمل على ترجمة مطالبهم… البلد يعيش، او يمر بمرحلة صعبة، قد تكون من بين أصعب ما مر به، وقد تراكمت المشاكل حتى أصبحت تحجب بصيص الأمل، كما أصيب البلد بوهن سياسي واقتصادي ومالي واجتماعي، بل وأمني، فتصدع سور الأمان، وأخشى ما يخشاه اللبنانيون، والعديد من دول الخارج، ان يتحول الوضع الى أزمة تصعب مواجهتها، وتكون المؤسستان العسكرية (الجيش) والامنية (قوى الامن الداخلي) في الواجهة.
"الديار": صعوبات تعترض جلسة الثقة... قوى 14 آذار نحو التلاقي؟
كتب فادي عيد في "الديار": صعوبات تعترض جلسة الثقة... قوى 14 آذار نحو التلاقي؟
تشير المعلومات الى أن الحزب التقدمي الاشتراكي والذي شارك في الجلسة العامة تلبية لرغبة الرئيس نبيه بري، سيسحب الثقة عن الحكومة وهذا الامر عينه سوف ينسحب على كل من كتلتي القوات اللبنانية والكتائب اضافة الى بعض النواب المستقلين وأبرزهم حليف فريق 8 آذار النائب أسامة سعد. وثمة أجواء عن لقاءات ستحصل في وقت قريب وربما قبل الرابع عشر من آذار المقبل ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، بين حلفاء الامس لكي يكون هناك الحد الادنى من التواصل والتنسيق لتوحيد المواقف بشأن كيفية التعاطي مع الحكومة الجديدة في المرحلة المقبلة، اذ ستكون مشاركة من هذه القوى في هذه المناسبة، ولكن لم يتضح حتى الساعة اذا كانت ستتم على مستوى الصف الاول او من خلال ممثلين، علما أن ذلك مرتبط بشكل أساسي بمدى التلاقي والتقارب في ما بينهم. وفي سياق آخر تحدثت المعلومات عن أن موقف كتلة المستقبل في جلسة الموازنة، ترك تناقضات هائلة، ان على صعيد المشاركة او تأمين النصاب، الامر الذي لم يقنع جمهورهم الغاضب، حيث نقلت المعلومات عن مقربين من التيار الازرق، ان تظاهرة مجدليون باتجاه دارة الحريري، أتت في اطار الاستنكار لمشاركة النائبة بهية الحريري في هذه الجلسة. وفي هذا الاطار، فان السؤال المطروح يدور حول موقف هذه الكتلة في جلسة الثقة فيما لو أن الكتلة ستحجب الثقة عن حكومة الرئيس حسان دياب، ولكن وبعد بيان الرئيس سعد الحريري، الذي دافع عن المشاركة في الجلسة العامة، فمن المتوقع أن تكون هناك نية لمنح الثقة، وذلك على اعتبار أن المعلومات نفسها تشير الى أن تبني الرئيس دياب للموازنة هو انتصار للحريري.
"الديار": خطة شاملة للإصلاح... لا تعطيل ومحميات... ومحاسبة شفافة!
كتب حسن سلامه في "الديار": خطة شاملة للإصلاح... لا تعطيل ومحميات... ومحاسبة شفافة!
في موازاة توجهات الحكومة نحو كسب الوقت ومضمون البيان الوزاري واعتبارهما مؤشرين مهمين لمدى جدية الحكومة، لكن العبرة والحكم على مسار العمل الحكومي ينطلق من جملة الخطوات والاجراءات التي ستعمل الحكومة على تنفيذها خصوصاً تلك التي لا تحتاج الى وقت طويل وابرزها الآتي: 1- إسقاط كل ما اعتمد من سياسات سابقة خلال الحكومات السابقة، وفي الاساس منها اعطاء الحكومة الحرية الكاملة لتنفيذ اجندة الاصلاحات الشاملة، والتي لا يفترض ان تستثني اي مرفق او مؤسسة، او قضية لها علاقة بالشأن العام، وتحسين واردات الخزينة، وكل ذلك يفترض من الحكومة والقوى السياسية المشاركة فيها اخراج نفسها من كل ما يبقى من محميات الفساد والهدر. 2- اتخاذ اجراءات جذرية، بما خص تخفيض فوائد الدين العام وهناك اكثر من خيار لذلك الى جانب اعادة جدولة الدين العام، بما يتيح خفض كبير في انفاق اكثر من ثلث ارقام الموازنة لفوائد الدين العام، الى جانب اجراءات اخرى لتخفيض الانفاق لم يتطرق اليها قانون موازنة العام 2020 الذي أقره مجلس النواب قبل يومين. 3- اجراءات سريعة على مستوى الوضع النقدي، أولها تخفيض عدد المصارف القائمة اليوم، الى أقل الحدود الممكنة، بالتوازي مع فعل جدي لاستعادة الاموال المشبوهة التي جرى تهريبها للخارج في الاشهر الماضية. 4- عدم الرهان على الغرب والمؤسسات الدولية خاصة صندوق النقد الدولي لمما ستقدمه من وصفات مشبوهة بحجة انها اعلان الوحيد المتبقي للبنان للخروج من الازمة فمثل هذه الوصفات ليست سريعة، بل الاخطر انها قد تضع لبنان تحت وصاية صندوق النقد الدولي وغيره، مع عدم اقفال الباب أمام استفادة لبنان مما قد تقدمه هذه المؤسسات بما يتوافق مع بناء اقتصاد منتج وليس اعادة تعويم الاقتصاد الريعي وزيادة الاعباء على اللبنانيين.
"الشرق الاوسط": مطلوب: مدحت باشا لبنانيّ
كتب حازم صاغية في "الشرق الاوسط": مطلوب: مدحت باشا لبنانيّ
تعبير كسب ثقة المجتمع الدوليّ رائج في لبنان اليوم. رؤساء العهد ووزراء الحكومة مُطالَبون به. إن لم يكسبوا ثقة المجتمع الدوليّ، كما يقال، فالكارثة سوف تحلّ. هذه الثقة ينبغي الحصول عليها، بغضّ النظر عن فساد السياسيين وعن سلاح المقاومة. ولأجل ذلك، ينبغي أن نظهر على هيئة أخرى تقنع المجتمع الدوليّ بأنّ ما من فساد في الحكم وما من سلاح في يد المقاومة. مدحت باشا اسم يعرفه كلّ من يلمّ ببعض التاريخ العثماني المتأخّر. هو أيضاً عمل على كسب ثقة المجتمع الدوليّ. ومثلما يقال: لم يترك قدامى اليونان شيئاً إلَّا قالوه، يمكننا أن نقول: كلّ ما نعيشه اليوم سبق أن عاشه أجدادنا مع السلطنة العثمانيّة في الـ150 سنة الأخيرة من حياتها. فليعذرنا القارئ إذاً على بعض الإطالة في تعريف مدحت باشا. ذاك أنّنا، في لبنان، نحتاج على نحو قاهر ومُلحّ، إلى من يؤدّي دوره الخطير في كسب ثقة المجتمع الدوليّ.
"الشرق الاوسط": المجموعة الدولية تبلغ دياب شروطها لتقديم المساعدات
كتب خليل فليحان في "الشرق الاوسط": المجموعة الدولية تبلغ دياب شروطها لتقديم المساعدات
أبلغت المجموعة الدولية لدعم لبنان رئيس الحكومة حسان دياب العناوين التي تريدها من حكومته تمهيداً لتقديم المساعدات من الدول المانحة ومن المؤسسات النقدية الدولية، فيما سيكون لبعض الدول الأعضاء في المجموعة تأثيرها العملي على أكثر من دولة لتقديم هبات لانتشال النقد اللبناني وانتظام عمل المصارف أو على الأقل وضع ودائع بنحو خمس مليارات دولار لتحقيق انتعاش لليرة اللبنانية. وقال أحد الوزراء لـ"الشرق الأوسط" إن عناوين المجموعة الدولية تشكّل خريطة طريق تفتح الباب أمام بدء معالجة الأزمة التي تقضّ مضاجع اللبناني من مختلف المستويات التي ينتمي إليها. وعدّد سفير عضو في المجموعة المسائل المطلوبة وهي: مكافحة الفساد، والتهرب الضريبي من خلال تطبيق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد وقانون مكافحته، ودعم استقلال القضاء من أجل ترسيخ الشفافية والمحاسبة وتعزيز الحكم الرشيد. ودعا إلى إصلاحات فورية وطويلة الأمد لوقف تدهور الوضع الاقتصادي، واستعادة التوازن النقدي والاستقرار المالي، ومعالجة أوجه القصور في الاقتصاد اللبناني. كما أشار السفير إلى أهمية استعادة لبنان الإجراءات الحاسمة لاستعادة نموذج التمويل للقطاع المالي، بما في ذلك تنفيذ خطة إصلاح الكهرباء وإصلاح المؤسسات التابعة للدولة وتطبيق قوانين فعالة للمشتريات الحكومية. ومن هنا تجاوب الرئيس نبيه بري بمناقشة الميزانية قبل أن تنال الحكومة الثقة وقبول الرئيس دياب مشروع ميزانية وضعتها حكومة الرئيس السابق سعد الحريري انطلاقاً من مبدأ السرعة المطلوبة من قبل المجموعة الدولية. ونبّه إلى أن غياب الإصلاحات سيبقي لبنان معتمداً على التمويل الخارجي. ولم تنس المجموعة قرارات مجلس الأمن المتخذة منذ عام 1978 ضد إسرائيل التي كانت تحتل أجزاء من الأراضي اللبنانية واتخاذ كل الإجراءات التي تقي لبنان من أي احتلال إسرائيلي جديد، لا سيما أن القوات الدولية لا تزال متمركزة على الحدود لمراقبة أي خرق إسرائيلي للقرارات الدولية.
"الديار": بعد التشكيلة... باريس تكرّر دعوتها : لتنفيذ الإصلاحات ومطالب الحراك "سيدر" ينتـظر مع شروطه وعود الحكومة
كتبت صونيا رزق في"الديار": بعد التشكيلة... باريس تكرّر دعوتها : لتنفيذ الإصلاحات ومطالب الحراك "سيدر" ينتـظر مع شروطه وعود الحكومة... والأعـــذار مرفوضة !!
رأت مصادر سياسية مقرّبة من الديبلوماسية الفرنسية، بأن باريس حريصة كما كانت دائماً على لعب دور بارز في لبنان، إنطلاقاً من حبها له وللشعب اللبناني، فضلاً عن هدف استعادتها لدورها التاريخي في المنطقة. في غضون ذلك وعلى الرغم من إبلاغ واشنطن في تشرين الاول الماضي المسؤولين الفرنسيّين بتجميد مساعدات سيدر، إلا أن باريس تصرّفت على اساس ان المساعدات سارية المفعول لكن وفق شروطها، فشدّدت حينها ولا زالت على ضرورة إنجاز الإصلاحات، مع رفعها التحذيرات الشديدة اللهجة للبنان في ظل ما تراه من تباطوء بالتنفيذ، لكن اليوم، الوضع اختلف لان الحكومة شُكلت ولم يعد هنالك من أعذار، وفق ما اشارت اليه المصادر المذكورة، ورأت بأن مؤتمر سيدر يشكّل الاختبار الابرز للدولة اللبنانية، ومدى قدرتها على تحقيق ما وعدت به، وفي المقابل، طلبت الدول المانحة من لبنان إجراء إصلاحات كثيرة، بهدف تمويل المشاريع الـ 250 التي قدمتها الحكومة، وحصلت من خلالها على مجموعة قروض بفوائد ميسّرة وهبات، وصلت قيمتها الى 11 مليار دولار. معتبرة بأن هذه الخطوات ضمانة لنموّ الاقتصاد وتقليص العجز، وتأمين الاستقرار المهدّد جراء الأزمات التي يعيشها البلد على الصعد كافة. ولفتت الى ان اتفاقات جرت على خطة استثمارات في قطاعات أساسية منها، الكهرباء والمياه والبنى التحتية والبيئة والتعليم وغيرها من القطاعات. لكن اذا إستمر التأخير في البدء بهذه الخطوات المطلوبة من سيدر، فهذا يعني البقاء ضمن المخاطر، فيما المطلوب إقناع المجتمع الدولي بجدّية ونيات الحكومة اللبنانية إجراء الإصلاحات التي وُعدت بها.
أسباب تبني الموازنة
أكدت مصادر اقتصادية رفيعة المستوى لـ"اللواء" انه لا يُمكن لأي حكومة جديدة مباشرة عملها في ظل عدم وجود موازنة، وذكّرت المصادر بما عانته الحكومة السابقة من خلال سعيها لوضع موازنة وإقرارها رغم الخلافات التي كانت تتخبط بها الاطراف السياسية آنذاك، فتم انجاز الموازنة بصعوبة كبيرة وتم اقرارها بشكل سريع جداً بهدف انجاز هذا الاستحقاق.
من هنا لاحظت المصادر أن "الرئيس دياب كان على يقين عندما حضر جلسة الموازنة أمس الاول انه لن يستطيع العمل دون موازنة، لهذا استجاب لطلب كتلة «المستقبل النيابية» ووافق على تبني الموازنة، خصوصا ان هناك خوفا حقيقيا بانه في حال لم يتم اقرارها في الوقت المحدد، فإن المجلس النيابي قد لا يتمكن من اقرارها لاحقا، وقد يشكل هذا الامر فشلا للحكومة بالقيام بعملها، وعندها قد تكون هي من تتحمل مسؤولية عدم وجود موازنة".
وأوضحت مصادر مقربة من تيّار «المستقبل» ردا على التساؤلات حول الجدوى السياسية من تأمين النصاب لجلسة الموازنة، أن «الكتلة» شاركت في جلسة مجلس النواب للحصول على موقف من الرئيس دياب بشأن الموازنة.
وقد ألحت رئيسة «الكتلة» النائب بهية الحريري على جواب واضح من دياب، فتبنى مشروع الموازنة، لكنه لم يطلب استردادها باسم الحكومة، الأمر الذي راهنت عليه كتلة «المستقبل»، وتصرفت على أساس فرضية ان تبني المشروع سيقود تلقائياً إلى استرداده وبالتالي إلى تعليق جلسة المناقشة. لكن الفرضية لم تكتمل، وسار رئيس الحكومة بالتبني الى النهاية وانتهت المناقشة بتصويت كتلة «المستقبل» على رفض الموازنة، نتيجة قناعتها بأنها لم تعد كافية، وتحتاج إلى تعديل.
بري مرتاح
إلى ذلك ، أبدى رئيس المجلس النيابي نبيه بري لـ"الجمهورية" ارتياحه الى تمكّن المجلس من إقرار موازنة 2020 ضمن المهلة القانونية، أي قبل نهاية كانون الثاني الجاري، "وإلّا لكنا دخلنا في الصرف على القاعدة الاثني عشرية".
وكرّر بري التأكيد "انّ الجلسة دستورية وقانونية، وكل كلام خلاف ذلك ليس في مكانه على الاطلاق، خصوصا ان الدستور ينصّ صراحة على انّه عند استقالة الحكومة أو اعتبارها مستقيلة يصبح مجلس النواب حكماً في دورة انعقاد استثنائية حتى تأليف حكومة جديدة ونيلها الثقة. وبالتالي له حق الانعقاد والتشريع".
"الجمهورية القوية"
هذا، ويلتئم تكتل "الجمهورية القوية" عصر بعد غد الجمعة لإستكمال المشاورات، خصوصاً بعد تشكيل الحكومة وعشية تحديد موعد جلسة الثقة واتخاذ الموقف في هذا الشأن.
وقالت مصادر التكتل لـ"الجمهورية"، انّه "ينطلق في نقاشه من انّ هذه الحكومة قد شابها خطيئة اصلية، وهي انّها تشكّلت خلافاً لطبيعة المرحلة، لجهة أنّه كان يُفترض أن تتشكّل حكومة اختصاصيين مستقلين بعيدة عن القوى السياسية، وليس على طريقة المحاصصة التي تشكّلت فيها. وفي مطلق الحالات سينظر التكتل في كل هذه المسائل، من اجل اتخاذ الموقف المناسب. ويعتبر أنّ على الحكومة الجديدة ان تسترد الموازنة، لأنّها لا تتناسب ولا تتلاءم مع متطلبات الناس، وأنّ ارقامها لا تتلاءم مع طبيعة الأزمة المالية والاقتصادية وحاجاتها، خصوصاً انّ الوضع في لبنان تدهور بمقدار كبير جداً بين لحظة الاتفاق على الموازنة وبين اقرارها، حيث انّ البلد تراجع دراماتيكياً على المستوى المالي، فضلاً عن انّها لا تتضمن النقاط الإصلاحية المطلوبة. وبالتالي كل هذه النقاط وغيرها المتصلة بالمرحلة المقبلة وسبل مواكبتها والتعامل معها، ستكون محور نقاشات تكتل "الجمهورية القوية"، الذي يعتبر في شكل واضح انّ الاكثرية التي اصرّت على تشكيل حكومة من لون واحد عليها ان تتحمّل مسؤولية قرارها على هذا المستوى، لأنّ البلد كان في حاجة الى حكومة انقاذية خلاصية، تتناسب مع طبيعة المرحلة، وتكون استثنائية في طريقة تشكيلها".
"النهار": فذلكة الانهيار!
كتب راجح الخوري في "النهار": فذلكة الانهيار!
شاهد اللبنانيون كما شاهد الرئيس ميشال عون الشريط المستعاد لخطابه السابق يوم لم يكن رئيساً، والذي يحرض فيه الشعب على اقتحام البرلمان، فلماذا حلال أمس صار حرام اليوم، ولا أعتقد ان وزير المال تمكن حتى الآن حتى من قراءة فذلكة موازنة أعدها سلفه، وخصوصاً عندما بدأ مسؤولياته بتصريح يدعو اللبنانيين الى الإستعداد لسعر الألفي ليرة للدولار. والأعجب من كل هذا انه بكّر في الدعوة الى ضرورة ان يحصل لبنان على قروض أو مساعدات أو هبات بقيمة أربعة الى خمسة مليارات دولار لهذه السنة، لتأمين حاجاته من الخبز والمواد الغذائية، لكأنه بقي هناك في الشرق أو في الغرب من لا ينظر الى هذا البلد على أنه مغارة علي بابا؟ غريب فعلاً، جدار برلين حول سرايا مغلقة ومحاطة بغضب الشعب، لدراسة موازنة يفاخرون في لجنة المال والموازنة مثلاً، انها ستوفر في حدود مليار دولار على الخزينة المنهوبة، وهذا مبلغ لا يغطي نصف ما تتطلبه بالوعة الموازنات أي مؤسسة الكهرباء في ستة أشهر. والمسخرة الكبرى انهم يقرعون طبول استعادة الأموال المنهوبة، ولم يحرّكوا ساكناً في هذا السبيل، لأنه ليس خافياً ان الذين نهبوا منذ ثلاثين عاماً حتى اليوم، ليسوا مستعدين قطعاً لا للتخلي عما نهبوه، ولا لدخول السجن وبئس المصير على ما يفترض. سامي الجميل قال إنه تلقى ثلاث أوراق قيل انها فذلكة الموازنة التي ناقشها المجلس خلافاً للدستور، وغازي وزني يقول إنه لم يرسل فذلكة حول موازنة وضعتها الحكومة المستقيلة، فمن الذي أرسلها إذاً، الأشباح؟ حتى لو كانت الاشباح هي التي تحكم هذا البلد، لم نكن لنصل الى ما نحن فيه وعليه من العجائب والغرائب، عندما يصرخ الناس من وراء الأسوار نحن جائعون فترد عليهم السلطة بإقفال المعابر الى البرلمان. والمعنى البسيط للمسؤولية التي دعا عون إليها يوماً، انه يحق فعلاً للشعب ان يقتحم البرلمان، الذي حوّلته السلطة سجناً دائماً لن تعرف كيف ستخرج منه غداً… لأننا في صميم فذلكة الانهيار ولا من يتوازن!
"النهار": قلق متعاظم داخلياً وخارجياً لا تخففه الحكومة
كتبت روزانا بو منصف في "النهار": قلق متعاظم داخلياً وخارجياً لا تخففه الحكومة
تعبر مصادر ديبلوماسية غربية عن قلق متعاظم حيال ما اصبح عليه الوضع في لبنان في ظل خشية كبيرة من اتجاهات غير ناجحة نتيجة معاينتها الدقيقة لما يجري واطلاعها على حيثيات الواقع السياسي. والمشهد الذي قدمه رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب في جلسة اقرار الموازنة التي اعدتها الحكومة السابقة في مجلس النواب شكل انطباعا سلبيا ازاء " الطواعية" التي اظهرها رئيس الحكومة في وقت كان يفترض ان يكون له رأي مبرر لقبول الموازنة او لعدم قبولها. وهذه النقطة لا تقع في خانة تسجيل تيار "المستقبل" نقطة في ملعبه في هذا الاطار فحسب بل عدم اعداده او بالاحرى عدم مجاهرته بالموقف الذي اتفق عليه مسبقا ازاء الموازنة وفق وزراء من حكومته. ففي الترجمة العملانية لذلك فيما جلس وحيدا في مقاعد الحكومة وربما مستفردا على نحو لم ينعكس هذا الامر جيدا في حد ذاته هو ما يمكن ان يلتقطه الرأي العام المحلي كما الرأي العام الخارجي من اول اطلالاته قياسا على مدى قدرته على ان يوحي الثقة للبنانيين ام لا فيما الارجحية لم تكن مشجعة على هذا الصعيد. يمكن القول ان رئيس الحكومة اخضع لاختبار تولاه نواب تيار "المستقبل" من حيث الاصرار على معرفة موقفه من الموازنة وما اذا كان يتبناها ام لا ما عمق علامات الاستفهام حول قدرة الحكومة التي يرأس على ادارة مرحلة من اخطر المراحل بالنسبة الى لبنان. فالتحدي الاساسي لم يكمن فقط في ما طلب منه من مواقف بل ايضا ازاء المكان الذي يمكن ان يقف فيه من دستورية الجلسة او عدم دستوريتها ومدى قدرته على خوض نقاش مالي او دستوري وقانوني بناء على المعطيات التي فرضت نفسها. اذ تجاهر المصادر الديبلوماسية بان لا اوهام لديها ازاء طبيعة الحكومة التي تتحكم بها القوى التي تقف وراء الوزراء الذين سمتهم للحكومة بحيث يخشى ان هامش الحركة او القرار محدود جدا بالمصالح نفسها التي فرض على رئيس الحكومة تبني موازنة رفضت الكتلة الممثلة لرئيسها السابق ان تتبناها بعد الزلزال الذي احدثته الانتفاضة المستمرة منذ 17 تشرين الاول الماضي.
"الاخبار": الكذبة الأكبر في موازنة 2020: العجز 12057 مليار ليرة وليس صفراً
كتب محمد وهبه في "الاخبار": الكذبة الأكبر في موازنة 2020: العجز 12057 مليار ليرة وليس صفراً
الهيئة العامة لمجلس النواب لم تجر تعديلات جوهرية على مشروع موازنة 2020 خلافاً لما حصل في لجنة المال والموازنة. أرقام الموازنة، كما جاءت من الحكومة، تتضمن نفقات بقيمة 18882 مليار ليرة وإيرادات بقيمة 19816 مليار ليرة وسلفة خزينة لمؤسسة كهرباء لبنان بقيمة 1500 مليار ليرة (شراء الفيول أويل لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء)، ليصبح العجز 0.63% من الناتج المحلي الإجمالي. لكن بعد تعديلات اللجنة، جرى خفض الإيرادات إلى 13395 مليار ليرة، والنفقات إلى 18232 مليار ليرة مع سلفة خزينة لمؤسسة كهرباء لبنان بقيمة 1500 مليار ليرة، ليبلغ العجز 4837 مليار ليرة، أو ما يوازي 5.4% من الناتج المحلي الإجمالي (على افتراض أن الناتج لن ينكمش وسيستقرّ على 58 مليار دولار). العجز الحاصل بعد الخفوضات هو أيضاً وهمي. فقد ورد في تقرير لجنة المال والموازنة، أنها استوضحت وزير المال (السابق علي حسن خليل) عن واقعية هذه الإيرادات المقدرة، فأجرت الوزارة إعادة تقدير لها وخلصت إلى أنها ستتراجع بقيمة 6490 مليار ليرة لتبلغ الإيرادات المقدرة 13325 مليار ليرة. كذلك يشير تقرير اللجنة إلى أن هذه التقديرات، بنسختيها الأولى والمعدّلة، تأخذ في الاعتبار مبلغ 5000 مليار ليرة تفاهمت الحكومة مع مصرف لبنان وجمعية المصارف على توفيرها للخزينة، ما يعني أن قيمة عجز الموازنة يبلغ 12057 مليارات ليرة في حال عدم الالتزام بهذا التفاهم، وبأن مشروع موازنة 2020 فقد أبرز مقوّماته وهي التوازن، لأن وارداته الذاتية لا تكفي لتغطية أربعة أنواع حتمية من الإنفاق يبلغ مجموعها 14454 مليار ليرة وهي: خدمة الدين العام، الرواتب والأجور، المنافع الاجتماعية، المساهمات للمؤسسات العامة. بعض التقديرات تشير إلى أن اقتصاد لبنان سينكمش بنسبة 15% ما يعني أن العجز بقيمة 12057 مليار ليرة يوازي 15.5% من الناتج في 2020. وهو لن يكون صفراً كما ورد في أول مشروع، ولن يكون 13.5% كما جاء بعد تعديلات لجنة المال والموازنة.
"الانوار": مزجُ الألوانِ يتحوّلُ الى لونٍ واحد في مرحلة "مرّقللي لمرّقلك"
كتبت الهام فريحة في "الانوار": مزجُ الألوانِ يتحوّلُ الى لونٍ واحد في مرحلة "مرّقللي لمرّقلك"
السؤال المطروح هو: ما همّ الموازنة بعد ثلاث سنوات مع حكومة متعدّدة الألوان أوصلتنا الى الافلاس؟ بمفهوم شعب الانتفاضة الذكي طول عمر الحكومات متجانسة الالوان وهذا ما حصل. يا ترى هل مرّر دولة الرئيس الحريري تأمين الجلسة كتمريقة ليحلّوا عن ذكر فاسدي الفساد في حكوماته السابقة؟ آه على السياسة اللبنانية التي أدت الى خراب وإفلاس البلد. كما ذكرنا الرئيس الحريري، نحن ضمير شعبنا المليوني الأصيل، أحرار في رأينا وامناء، ألم يكن من الأليق والأجدى والأصول المعترف بها حضرة الرئيس المكلف د. حسان دياب ان تنال حكومتكم الثقة وبعدها تنتقلون أدبياً وأنتم أهل الأدب والاختصاص الى السراي الحكومي والعيش فيه لتبدأ دعوة الأصدقاء للعشاء؟ كلها أسبوع فرق أم تصرفتم كذلك لعدم اضاعة الوقت الثمين والا تنزعجوا من الشعب المنتفض الرافض على سبيل المثال بطرطقة الطناجر والصحون؟ من هذه الناحية معكم حق فعلاً انه إزعاج والشعب المنتفض غير منزعج من افلاسه وخسارة جنى عمره؟
البروتوكول الذي تعودنا عليه منذ الاستقلال الأول وصولاً للثاني وبحسب القوانين البروتوكولية المعمول بها من أيام أول خريج من Quai d’Orsay السفير المرحوم جورج حيمري ثم نجله السفير المرحوم مارون حيمري، ينتقل رئيس الحكومة بعد نيل الثقة الى السراي الحكومي ولكن الرئيس الشهيد رفيق الحريري اعاد تشييد مقرّ رئاسة الحكومة واتقن جناحاً خاصاً للضرورة سكنه قبلكم الرئيس السنيورة، حتماً بعد ان أخذ الثقة بزمنٍ. وها أنتم دولة الرئيس تخرقون البروتوكول المعتمد. فمبروك عليكم العيش في مقر السراي الحكومي وهكذا لاحقاً وبعد وضع البلوكات الاسمنتية في محيط مجلس النواب تضعون البلوكات حول السراي الحكومي، وإذا وضعتم الزجاج العازل للصوت يكون أفضل. أياً يكن نقولها بصراحة مزج الألوان عند الضرورة و"مرقللي لمرقلك" عند الضرورة. وتسألون لماذا أفلسنا؟
"النهار": رسائل من خارج "سجن" البرلمان
كتب عبد الوهاب بدر خان في "النهار": رسائل من خارج "سجن" البرلمان
تعلّم "حزب الله" من تجربته القذرة في سوريا أن السلميّين هم مصدر الخطر، وكما شارك هناك في قمعهم ثم إرغامهم على التعسكر لتسويغ قتلهم، راح يقتبس الدروس وينقلها الى حلفائه لتطبيقها في لبنان. ولمّا تعذّرت العسكرة كان لا بدّ من اختراق الثورة لتشويهها عبر أتباع ينوبون عنها بتحويل الغضب إلى شغب، ومن ثمّ لتوظيف الشغب في تبرير العنف السلطوي المفرط وتالياً لتوسيع الشرخ بين المحتجّين والقوى الأمنية. ليس فقط أن الجسم السلمي من الثورة بقي موجوداً ومتمايزاً، بل إن أداء منظومة الحكم زاد انكشافاً في الوجدان اللبناني العام مع ظهور حكومة "حزب الله - فلول نظام الأسد". لم تعد "ثورة 17 تشرين" تتمثل بالشارع، بل أصبحت الفكرة السائدة و"التيار" الأكبر في البلد. وهذه رسالتها الأعمق. ومن دروس التجربة القذرة في سوريا استفاد "الحزب" مبدأ تجاهل الشعب، فالأولى عنده صمود "نظامه" اللبناني حتى لو صار مثل النظام السوري مجرّد ديكور أجوف. لذلك تصرّفت أطراف منظومة الحكم كما لو أن الثورة فورة عابرة، لكنها باتت موقنة الآن بأنها صارت حالاً راسخة، بدليل الحاجة الى تسوير البرلمان ومقار الحكم وحتى منازل السياسيين، كذلك الحاجة الى الحكم خلسةً وبـ "التهريب" لأن المهم إرضاء الخارج واستجابة مطالبه علّه ينقذهم، وكأن الخارج مختبئ معهم وراء الجدران الإسمنت فلا يرى ولا يسمع. تلك الجدران اعتراف للثورة بأن رسائلها هي الأكثر نفاذاً.
"الجمهورية": بين شرعية دياب ولا مشروعية المجلس: الى أين؟
كتب حسن خليل في "الجمهورية": بين شرعية دياب ولا مشروعية المجلس: الى أين؟
لبنان ما زال من البلدان الرائدة في دستوره ونظامه السياسي وطاقاته وكفاءاته. غير أنّ سرطان لبنان هو تحالف الاحزاب المصادرة للسلطة منذ 1989 حتى اليوم. تتناحر حتى العظم ولكنها كجلمود صخر في وجه من يقترب او يهدّد أحدها. يتنافس رؤساؤها، ولكل منهم مرحلته في إضعاف من يستقوي، وتقوية من يضعف حتى تستمر اللعبة. لماذا الكلام الآن؟ لأنّ هناك مجلساً أقرّ البارحة موازنة 2020 ليس فيها الحد الادنى من المصداقية، فأصبحت كما المجلس الذي أقرها، مع فارق ليس بالبسيط، الموازنة لا شرعية وليس لها مشروعية، بينما المجلس النيابي شرعي بلا مشروعية legal but not legitimate. والمستغرب الذي يحتاج الى توضيح، هو تبنّي الرئيس حسان دياب للموازنة المزيفة. لماذا فعل ذلك، وهل تم عقد جلسة حكومية للوقوف على رأي الوزراء، أم انه وقع سهواً في أسلوب أحادية القرار ضمن عدوى الزعامات الرئاسية؟ لم يكن أحد يتمنى ذلك لرئيس الحكومة الجديد. يتوقع الكثيرون منه ان يصلح جزئياً الواقع الاليم، لا أن يصبح جزءاً منه. هل كان يعلم الرئيس دياب انّ الموازنة التي تبنّاها لا تمتّ للواقع لا في ايراداتها ولا وارداتها؟ كيف لموازنة ان تقر، ولا احد يعلم ما هو الواقع الحقيقي لاحتياطات المصارف والبنك المركزي ولا قدرة للدولة على الاستدانة لسد العجز؟ كيف لموازنة ان تقرّ بعجز يقارب الصفر بينما ستحتاج الى استدانة ما يقارب 6 مليارات دولار اذا ما صدقت التوقعات، ولن تصدق؟ كيف لموازنة ان تقرّ، وتقدّر الواردات فيها بما يقارب 12 مليار دولار، بينما يقدّر المتفائلون انها لن تتجاوز 7 مليارات؟ كيف لموازنة ان تقرّ بينما لم يعد من إمكانية لتمويل عجزها الّا من خلال طبع قيود دفترية بالليرة اللبنانية يؤمّنها البنك المركزي (فيزداد خطر انهياره) الذي اصبح نفسه مديوناً بما لا يقل عن 40 - 50 مليار دولار ممّا يرفع الدين العام الى ما يقل عن 140 مليار دولار، ويجعل لبنان صاحب أعلى نسبة مديونية في العالم احتساباً على الناتج القومي (250%) وهذه النسبة سترتفع اكثر نتيجة الانكماش المتوقّع وهبوط الناتج؟ أخيراً، أليست سابقة انّ رئيس حكومة يتبنّى بالنيابة عن حكومته موازنة وضعتها حكومة سابقة بدون تحليل لفريقه حول صوابيتها؟ لماذا يعطي حسان دياب شرعية لموازنة فقدت الشرعية والمشروعية؟ والدليل الفكاهة المتداولة: سعد أمّن النصاب لحكومة هو ضدها، وصَوّت ضد موازنة هو صاغها. زوروني غداً في دير الصليب.
"النهار": "تيار المستقبل" شعور بالنكسة عوّضه عدم رغبة الآخرين في التصادم مع خياراته
كتب ابراهيم بيرم في "النهار": من خسر ومن ربح من القوى السياسية بعد انطلاق الحراك؟ [1] "تيار المستقبل" شعور بالنكسة عوّضه عدم رغبة الآخرين في التصادم مع خياراته
قبيل أيام معدودة أطلّ الأمين العام لـ "تيار المستقبل" أحمد الحريري بعد غياب لافت ليعلن بأن زعيم التيار الرئيس سعد الحريري قد ولج مرحلة إعادة النظر بالتجربة السياسية التي سبقت استقالته من رئاسة الحكومة لكي يبني على الشيء مقتضاه، واستطراداً لكي يكشف عن توجهاته في مرحلة مابعد ولادة الحكومة الحالية. كان ثمّة من ينظر إلى وريث الحريرية السياسية بانها آلت إلى حال من الضعف والوهن بعد خروجها القسري من المنصب الذي ارتبطت به وارتبط بها على مدى نحو من ثلاثة عقود وشكّل الرافعة السياسية لها. برز الى واجهة المشهد السياسي تحليل يزعم بأن خروج الحريري من رئاسة الحكومة ولا سيما بعد اندلاع الحراك الشعبي في الشارع وتالياً بروز اسم تولى هذا المنصب من خارج كل الحسابات والاحتمالات، هو أولاً وأخيراً بمثابة "انقلاب" حيكت خيوطه في ليل، وقد كان المستهدف الآخر من هذا الانقلاب هو دور المظلة الغربية للحريري أي باريس التي سبق وبادرت الى الإعراب عن دعمها له من خلال الاعداد المتقن لمؤتمر "سيدر" الواعد بمساعدات مالية لا يستهان بها من شأنها أن تقي لبنان التعثر وبلوغ قاع الأزمة. وعلى المستوى الشعبي كان على قيادة التيار الأزرق أن تبذل خلال الأشهر القليلة الماضية جهوداً استثنائية لكي تبقي على خيوط علاقة مع شارعها التقليدي ولكي تثبت لمن يعنيهم الأمر أنه ما زال يمون على قاعدته ولكي يدحض ما يشاع من ان هذه القاعدة لم تنسب كالماء من بين يديه خصوصاً بعد التماهي الكبير لشارع "تيار المستقبل" مع الحراك الشعبي وانزياحه اليه لا سيما في طرابلس وصيدا والبقاع الاوسط . وحيال هذا الأمر، لم يكن أمام زعامة هذا التيار إلا أن تعلن انها انتقلت الى خندق المعارضة للحكومة الجديدة . وبحسب معطيات عدة متوافرة عند خصوم الحريرية، لم يكن في مقدور الرئيس الحريري القطع النهائي مع النخبة المتبقية في الحكم، فتحقق أول انتصار مرئي له في إبعاد مرشح جدي كان يستعد لتولي وزارة الداخلية ولم يكن يوماً على وفاق مع الحريرية، وأوتي بوزير آخر مكانه في الربع الساعة الأخير على ولادة الحكومة الحالية ما لبث أن أطلق في أول إطلالة اعلامية له تعهداً صريحاً بأنه سيحافظ على مراكز القوة المحسوبة على الحريرية في وزارة الداخلية، معطياً إياها شهادة حسن سير وسلوك. وقيل، والعهدة على الراوي، ان الرئيس نبيه بري هو من دوّر الزوايا ودبّر الأمور على النحو الذي شاءه الحريري. وسرعان ما ردّ التيار الأزرق على تحية بري بمثلها، وذلك من خلال تأمين نصاب الحضور في جلسة مجلس النواب لإقرار الموازنة العامة من دون أي تأخير وتضييع وقت.
"الجمهورية": الحريري - جعجع: عجز "الموازنة السياسية" يتفاقم!
كتب عماد مرمل في "الجمهورية": الحريري - جعجع: عجز "الموازنة السياسية" يتفاقم!
بَدا واضحاً انّ المستقبل ظهر خلال الجلسة الهوليوودية بمظهر صاحب السلوك المضطرب والمربك، ولعلّ مكمن الخلل الابرز في مقاربته هو انه حاول ان يربح كل شيء فخسر كل شيء. أراد أن يُرضي رئيس مجلس النواب نبيه بري ويُحرج دياب ويمرّك على القوات اللبنانية المتغيّبة، وأراد ان يحضر الجلسة ويقاطع دستوريتها، وان يُساير الموازنة ويسير في عكسها، فكانت النتيجة في نهاية المطاف كناية عن خطاب هجين، قوامه من كل واد سياسي ودستوري... عصا. ولم يكن ينقص سوى التباين بين المستقبل والقوات حول مقاربة جلسة الموازنة لتكريس افتراقهما الذي كان قد اتّسَع مع رفض رئيس القوات سمير جعجع تسمية الحريري لرئاسة الحكومة، الأمر الذي دفع رئيس المستقبل الى العزوف عن مواصلة السباق الى السراي الحكومي. وعلم انّ أي تواصل لم يحصل بين بيت الوسط ومعراب لمحاولة الوصول الى تفاهم مشترك على طريقة التعامل مع الجلسة النيابية، وسط تَململ داخل القوات من نهج الحريري الذي يتجاهلها ولا ينسّق معها ثم يلومها أو يعتب عليها اذا تصرّفت على نحو يتعارض مع حساباته، كما تعتبر أوساط مسيحية قريبة من جعجع، مشيرة الى انّ القوات لا تستطيع توقيت خياراتها وقراراتها على ساعة الحريري وأجندته السياسية، وهو اذا كان مقتنعاً، على سبيل المثال، بضرورة تغطية قرار بري بعقد جلسة الموازنة، فإنّ معراب لا تُشاركه في هذا الرأي، لأنها مقتنعة بأنّ الاولوية يجب أن تعطى لجلسة الثقة قبل أي أمرٍ آخر، وبأنه لا يمكن لحكومة جديدة ان تتبنّى موازنة وضعتها حكومة سابقة. وتلاحظ الاوساط المواكبة للتقلبات في علاقة الحريري - جعجع انّ رئيس المستقبل يفترض انّ القوات ينبغي أن تبقى الى جانبه أو أن تأتي خلفه في مواقفها، وإذا حصل أن سَبقته الى أخذ المبادرة، كما جرى حين استقال وزراؤها من الحكومة السابقة قبل ان يستقيل هو أو عندما قررت عدم تسميته لرئاسة الحكومة خلافاً لِما كان يتوقعه، فإنه يشعر بنوع من التحسّس والريبة حيالها. وفي المحصّلة النهائية، صار من الواضح انّ نسبة العجز في موازنة التفاهم بين الحريري وجعجع تتفاقم.
"الاخبار": الحريري وحزب الله: وعود مشروطة
كتب هيام القصيفي في "الاخبار": الحريري وحزب الله: وعود مشروطة
هناك قطبة لم تعد مخفية، تتصل بحوارات جرت بين الحريري مع حزب الله والرئيس نبيه بري عن مستقبل العلاقة وعن وضعية الحريري وأدواته في السلطة، بعدما حسم أمر مغادرته موقعه الحكومي. لم يضمن رئيس الحكومة السابق ضماناً كاملاً ونهائياً مستقبلَه السياسي وكلَّ فريقه الموجود في الادارة وفي المؤسسات العامة والقوى الأمنية، في التركيبة الحكومية الجديدة. ما حصل عليه وعود بدرجات متفاوتة، مقابل استمرار تذكيره، كما فعل أخيراً رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بجردة حساب مفتوح وبشراكته في المسؤولية عمّا وصل اليه وضع البلد. وقد بدأ يترجم ما يجب عليه، فلا ينزل تياره الى الشارع اعتراضاً على حكومة دياب، كما كانت توقعات خصوم حزب الله ولا ينقض على التسوية الثنائية مع الحزب وبري، فيعرقل العمل البرلماني أو الحكومي، أو ينصرف الى المعارضة بالمعنى الكلي للكملة، معيداً الاصطفافات إلى ما كانت عليه سابقاً، بل يستخدم لغة هادئة حيث يريد، ويرفع سقف التحدي أيضاً حيث يريد. يخرج الطرفان من هذه التسوية مرتاحين، لأن لكل منهما حساباته الواقعية؛ فحزب الله لا يريد توسيع رقعة الاختلاف مع الحريري، بل هو مصرّ على التهدئة معه ومع جمهوره، ولا يرغب بري إلا في تكريس استقرار علاقته مع الحريري التي لا بد منها في مسار العمل البرلماني، كجزء لا يتجزأ من إدارة بري للوضع الداخلي. والحريري هنا يلبّي رغبات حليفه، في جلسة الموازنة وجلسة الثقة، وفي عدم التصعيد الاحتجاجي ميدانياً، خصوصاً أن الحريري يواجه اليوم، محلياً، أكثر من تحد، إذ لم يعد له سند في التركيبة الداخلية إلا بري والحزب، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بحسب ظروف المرحلة. في المقابل، تقول معلومات موثوقة إن الحريري يرفض رفضاً قاطعاً الكلام مع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع. غضبه عليه وعلى القوات لا يعادله غضب. وهو حاسم في قراره عدم التعاون مع القوات وتحميلها مسؤولية خروجه من السلطة، وحدها من دون أي طرف آخر. حتى الأيام الاخيرة، لم يتمكن أي وسيط من إقناع الحريري بأنه هو من تخلى عن القوات، وأن ما فعله بها على مدى ثلاث سنوات من علاقته الذهبية بالتيار الوطني الحر ورئيسه الوزير السابق جبران باسيل واستبعادها وعدم السير معها في أي ملف في مجلس الوزراء وخارجه، أحد أسباب المشكلة الرئيسية معها. في المقابل، لا يستثني الحريري باسيل من ردّ فعله، وهو الذي ظل حتى أيام قليلة قبل انتهاء المفاوضات حول وضعيته كرئيس حكومة، واثقاً من أن باسيل لن يتخلى عنه.
"الشرق الاوسط": المجتمع الدولي يترقب مدى استعداد حزب الله لإعادة النظر في سلوكه
كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط": المجتمع الدولي يترقب مدى استعداد حزب الله لإعادة النظر في سلوكه
قال رئيس حكومة سابق إن استجابة لبنان لدفتر الشروط الذي أعده مؤتمر سيدر لمساعدته على النهوض من أزماته الاقتصادية والمالية لوقف مسلسل الانهيارات التي يتخبط فيها، لا تقتصر على تحقيق الإصلاحات الإدارية والسياسية المتمثلة في مكافحة الفساد ووقف هدر المال العام؛ وإنما تشمل التصدّي للفساد السياسي الذي كان وراء تعطيل العمل الحكومي وإقحامه في تجاذبات لا مبرر لها أدت إلى التقليل من إنتاجيته وتأخير الحلول للمشكلات التي بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة. وسأل رئيس الحكومة السابق، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، عن أسباب التباطؤ المدروس الذي حال دون الإسراع في تحقيق الإصلاحات رغم إلحاح فرنسا الراعية لمؤتمر سيدر على ضرورة وضعها قيد التنفيذ الفوري، وقال لـ"الشرق الأوسط" إن باريس تقدّر الجهود التي بذلها الرئيس سعد الحريري لتحييد هذه الإصلاحات عن التجاذبات السياسية، وأبدت تفهُّماً لموقفه؛ وإلا لما وافقت على تمديد فترات السماح للإبقاء على ما تقرر في (سيدر) قائماً باعتبار أن ما تقرر فيه هو بمثابة الممر الإلزامي للبنان للنهوض على مراحل من أزماته. وعدّ أن المسؤولية في عدم تأمين حلول دائمة لإنتاج الطاقة تقع على عاتق التيار الوطني الحر الذي تسلّم حقيبتها منذ أكثر من 11 عاماً وبات يتعامل معها كأنها وكالة حصرية باسمه لا يقبل التنازل عنها، وقال إن القوى السياسية التي شاركت في الحكومات السابقة كانت على حق في تسجيل اعتراضاتها وتحفّظاتها على الخطط الموضوعة من قبل رئيس التيار الوزير جبران باسيل والتي تبنّاها بالنيابة عنه جميع الوزراء الذين تعاقبوا على تسلُّم حقيبة الطاقة.ورأى رئيس الحكومة السابق إنه كان يتوجب على الرئيس الحريري التدخّل في الوقت المناسب لتحرير قطاع الكهرباء من استئجار البواخر، خصوصاً أنه استدرك أخيراً ما ترتّب من عجز مالي إضافي على خزينة الدولة بسبب مراعاته لحليفه باسيل. وكشف عن أن المجتمع الدولي لا يترقّب مضامين البيان الوزاري لحكومة دياب فحسب؛ وإنما يتريث في إصدار موقفه النهائي من حكومة (اللون الواحد) إلى حين التأكد من مدى استعداد (حزب الله) لإعادة النظر في سلوكه على المستويين الداخلي والخارجي، إضافة إلى تأكد المجتمع الدولي من أن الحزب لا يطغى على الحكومة بالتضامن مع باسيل. وعلمت "الشرق الأوسط" من وزراء في الحكومة السابقة بأن ممثلين عن صندوق النقد والبنك الدوليين التقوا وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني وسألوها عن الأسباب التي ما زالت تؤخر تشكيل الهيئة الناظمة وتعيين مجلس إدارة لـمؤسسة كهرباء لبنان باعتبار أن هذين المطلبين من أولويات الشروط الموضوعة من مؤتمر سيدر الذي شارك فيه أكثر من 50 دولة ومؤسسة مالية عالمية. لكن جواب البستاني لم يكن مقنعاً لأنها حصرته، كما يقول هؤلاء الوزراء، في أمور شكلية تراوحت بين الانكباب على دراسة ملفات المرشحين، والتريث إلى حين تعديل قانون الكهرباء.
"النهار": أولويات باسيل علاج الأزمة المالية... ولا يخشى الانتخابات
كتب رضوان عقيل في "النهار": أولويات باسيل علاج الأزمة المالية... ولا يخشى الانتخابات
يشبّه باسيل حال "تيار المستقبل" وسياساته بمركب صغير يتخبط في المياه ولا يعرف الى أين ستقذفه الرياح، إذ لم يُظهِر نوابه في جلسة الموازنة موقفاً موحداً. فهم حضروا وصوتوا ضد الموازنة التي اشرف عليها الحريري الذي يقول انه يتماهى مع الحراك وفي الصالونات يردد كلاماً آخر. وتختلف علاقة باسيل مع الرئيس دياب عن علاقته مع الحريري، ولا يزال يحبه على المستوى الشخصي.. ومن النقاط التي لم تكن تعجبه في طبيعة الحريري انه لم يكن من الناشطين في العمل. الى ذلك، لا يريد باسيل الغوص في استقالة الحريري وما رافقها، ولا سيما انه لم يتجاوب معه في اكثر من ملف حساس، من المهجرين الى النازحين السوريين وشؤون اخرى. ولا يحبذ العودة الى شرح اتفاقه مع الحريري على الاسماء التي طرحها لرئاسة الحكومة ثم تراجع عنها. وهو كان أول من لمس ان الحريري لا يريد العودة الى رئاسة الحكومة - وخرجا معاً - على عكس توقعات "الثنائي الشيعي" الذي بقي متمسكاً به الى اللحظات الاخيرة. وهذا ما قاله باسيل للسيد حسن نصرالله. واذا كان حراك 17 تشرين الأول قد شكَّل جرس انذار لكل الافرقاء والاحزاب، فإن باسيل بدأ هذه الورشة في حزبه قبل هذا التاريخ. ويقول من اليوم ان بعض الوجوه الوزارية والنيابية، من دون تسميتها، لن يصار الى الإتيان بها ثانية، اي بمعنى انه لن يرشحها في الانتخابات النيابية ولن يعيّنها في الحكومة، وفي دردشة "النهار" مع باسيل يقول انه لا يخاف الانتخابات النيابية وسط الدعوات لاجراء انتخابات مبكرة بناء على نداءات الشارع الذي لا يراه موحداً في مطالبه، لكنه يشدد اولاً على الوضع الاقتصادي، وان الأولوية الملحة وفق رؤيته يجب ان تنصب على وقف الانهيار المالي واستنهاض القطاعات الانتاجية في الاقتصاد الوطني، ولا مانع بعد ذلك من طرح الانتخابات المبكرة. وعند تبيان ظروفها يصبح لكل حادث حديث، واذا كانت مؤاتية لا يعارض اجراء هذه الانتخابات وتطوير القانون الحالي والوصول فعلاً الى دولة مدنية. ويلتقي هنا في هذا الطرح مع الرئيس بري. وقبل وداعه نسأله: لم تزر دمشق اثناء تولّيك وزارة الخارجية. هل ستزورها بعد مغادرتك إياها؟ يكتفي بالقول: "ربما صارت أهين اليوم".
وزير الداخلية لـ"النهار": لا قمع للانتفاضة ونؤيد مطالبها
أكد وزير الداخلية والبلديات محمد فهمي لـ"النهار" ان لا قمع للانتفاضة بالقوة، ولا مواجهة مباشرة مع القوى الامنية، ولا رصاص مطاطاً بعد الآن إلّا في حدود ما يسمح به القانون عند الضرورة القصوى، مشيراً أن ان الوزارة تحترم حق الاعتصام والتظاهر ضمن الاطر القانونية، خصوصاً ان معظم مطالب الناس الذين نزلوا الى الشوارع محقة ومشروعة، ونحن نؤيدها في مطالبها بمحاربة الفساد واصلاح الانظمة الادارية والمالية وغيرها.
واذا كان وزير الداخلية لا يخفي استياءه من أعمال التخريب التي تطاول الاملاك العامة والخاصة، وتزيد حدة الازمة الاقتصادية، فانه لا ينفي في المقابل نجاح الحراك المدني في فرض واقع جديد لن يتمكن السياسيون من تجاوزه بعد اليوم.
واذا كانت القوى الامنية سعت أمس الى فتح الطرق في ساحة الشهداء، ما أوحى بعد النهار الامني الذي رافق الجلسة التشريعية الاثنين، نيته قمع الانتفاضة وازالة الخيم في بيروت وفي غير منطقة، بعد ازالة خيم أخرى في البقاع قبل يومين، فان وزير الداخلية نفى وجود قرار في هذا الشأن، ورأى ان فتح الطرق لا ينهي الاعتصامات، بل يساعد في تسهيل حركة المرور أمام جميع اللبنانيين. وأكد ان قوى الامن ستقوم بواجباتها في اعادة اقفال الساحات عند تنظيم اعتصامات حاشدة وستحمي المشاركين فيها.
وشدّد وزير الداخلية على حرية التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي، الذي هو حق كفله الدستور والقوانين المرعية الاجراء"، رافضاً الافصاح عن هوية محركي بعض المشاغبين ومموليهم، "لان الامر لا يزال غير موثق بالادلة الحسية الكافية، وبالتالي لا يجوز التجني أو اطلاق الاحكام قبل التأكد من المعطيات".
رمزية ساحة الشهداء
وكانت الانتفاضة الشعبية دافعت في اليوم الـ103 لانطلاقتها أمس، عن مركزيتها الرمزية في ساحة الشهداء - وسط بيروت حيث ولدت وترعرعت. وعمد عدد من الناشطين الى قطع الطريق أمام مبنى "النهار" وفندق "لو غراي"، عقب اعتراضهم على محاولة القوى الأمنية فتح الطريق في ساحة الشهداء في الاتجاهين، ولجوئهم الى افتراش الارض ووضع معوقات حديد وسيارة لإقفال الطريق المؤدية الى مسجد محمد الامين، معتبرين ان ما يجري هو تمهيد لازالة الخيم من الساحة.
وعلى الأثر توافد الى الساحة مزيد من المحتجين لمساندة رفاقهم، رافعين الاعلام اللبنانية ومرددين شعارات الثورة.
وتوقعت الناشطة في "تحالف وطني" حليمة القعقور لـ"المركزية" تكرار السيناريو ذاته الذي رافق جلسة إقرار الموازنة في جلسة الثقة للحكومة، موضحة أنه "مهما حاولت الطبقة الحاكمة منع الثوار من التعبير عن آرائهم، فلن يتراجعوا عن المطالبة باسقاط حكومة لا تمثّل مطالبهم أو تطابق شروطهم ويثقون بأنها عاجزة عن تولي المهمة الإنقاذية".
"النهار": أهلًا بكم في "المنطقة الخضراء" !
كتب نبيل بو منصف في "النهار": أهلًا بكم في "المنطقة الخضراء" !
التماهي بين المنطقة الخضراء في بغداد ووسط بيروت في الاشهر الاخيرة لم يعد مجرد ترف بل يترتب عليها تداعيات بالغة الخطورة ولو من ضمن خصوصية تجربة كل منهما. يحق للبنانيين بل يتوجب عليهم ان يرفضوا بكل انواع الرفض السلمي ان ينشأ مفهوم المنطقة العازلة والمعزولة بين الناس ومقار الدولة ومؤسساتها الى الحدود التي يتجاوز فيها التعبير حدود سلميته طبعا. ما جرى في السنين المتمادية من تجارب الصراعات الداخلية جعل البرلمان بمثابة قلعة حصينة تمتد متاريس حمايتها الى خلفية فوقية واستقوائية فيما يفترض انه يمثل النبض الاقرب الى الناس والمعبر العفوي الدائم في كل اللحظات عن هذا النبض. لا نعني بذلك ان تحصن السرايا والقصر الجمهوري يقل فداحة عن جعل البرلمان قلعة تطلق شحنات العداء بين الطبقة السياسية والناس ولكن البرلمان في مفهومه الجوهري والواقعي في الأنظمة البرلمانية العريقة يبقى صِمَام المحاسبة والأمان الاول للمواطن في مواجهة الحكام والحكومات والسلطات والمؤسسات بما يثقل عليه المهمات الجليلة. اما وقد تمددت التحصينات وخطوط العزل والفصل وتحول وسط بيروت الى بقعة جاهزة دوما لاطلاق موجات العدائية بين السلطة والقوى الامنية والعسكرية من جهة والمواطنين الثائرين من جهة مقابلة "فابشر بطول سلامة يا مربع" لان بيروت لن تبقى في منأى عن الالتحاق ببغداد سواء في منطقتها الخضراء او الى الأعماق البعيدة.ولانهم أرادوها حكومة مواجهة ابعد من وسط بيروت وابعد من قمع الانتفاضة ومن احتواء الكارثة المالية والاقتصادية فماذا ترانا ننتظر غير موجات الاحتدام والمواجهات الآخذة في التصاعد والمنذرة باستعادة نكء ذاكرة اللبنانيين بما هو أسوأ من تقسيم بيروت إبان حقبات الحرب؟
"نداء الوطن": "العقل الأمني" مجدّداً
كتب بشارة شربل في "نداء الوطن": "العقل الأمني" مجدّداً
لا تذكرنا خطوة أمس بإزالة الخيم من ساحة الشهداء وفتح الطريق، إلا بتلك الجملة الشهيرة التي نطق بها فريق الرئيس لحود إثر اغتيال رفيق الحريري: "أردموا الحفرة" لتسهيل مرور السيارات قرب السان جورج. ولأن الشيء بالشيء يذكر، فإن الرئيس بري بانتصاره بعقد جلسة الموازنة تأكيداً لأهمية موقعه السياسي والمذهبي، ربما انتقم من حيث لا يدري، لجلسة البرلمان التي عقدها عقب تشييع الرئيس الشهيد مستأنفاً النقاشات على أساس "Business as usual"، ففوجئ باستقالة الرئيس عمر كرامي تحت وقع هتافات ساحة الشهداء، وبالإصرار على ان جريمة الإغتيال لن تمر مرور الكرام، وبأن هناك ثمناً يتوجب دفعه في الأمن والسياسة على السواء. ليس قرار حكومة دياب أمس الخلاص من آثار الثورة التي هزّت عروش الفاسدين، إلا نتيجة وَهْمِ نجاحها في السياج الأمني الذي مررت بواسطته تسلّل النواب وتهريبة الموازنة، ولو بأكثرية تافهة لم تحصل على مثلها موازنة في تاريخ البرلمان. وإذ اعتقد "العقل الأمني" أن استخدام الهراوات والرصاص المطاط والايحاء بغموض يوحي بالهيبة يخمدان الثورة، فإنه تابعَ خطته للاجهاز على "الساحة الرمز" والتي سبق أن شهدت حضور مئات الآلاف بتنوعهم الطائفي ومطالبهم النبيلة، وتعريتهم سلطة الفساد المتحالفة مع الناهبين المصرفيين. قرار المحور الممانع من ساحات طهران الى بيروت مروراً بالنجف وكربلاء وبغداد هو عدم إعطاء المتظاهرين أي مكسب سياسي، لأن خلخلة أي حجر في المنظومة له تداعيات على كل البناء الذي اجتهد قاسم سليماني في انشائه من الألف الى الياء. لكن سلوكاً قمعياً من هذا القبيل يعمق أزمة المنظومة الإقليمية، وما يتحول لدينا الى "نظام" بدل أن يكون دولة أو مؤسسات... ثم هناك ارادة اللبنانيين في استعادة كرامتهم من المتحكمين بأمورهم، وهي حق لن يعلو عليه الا الإقرار بالحق.
"الجمهورية": التطوّر السياسي والسوسيولوجي لانتفاضة 17 تشرين
كتب رولان خاطر في "الجمهورية": التطوّر السياسي والسوسيولوجي لانتفاضة 17 تشرين
تقول أستاذة العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية الدكتورة أديبة حمدان لـ"الجمهورية"، إنّ الحرمان بما يمثله من عنف مادي ومعنوي تعرّض له اللبناني تاريخياً، يؤسّس لمظاهر عنف، لأنّ البيئة الاجتماعية محفّزة لذلك، والظروف الاقتصادية والتنموية المتدهورة تهيئ لذلك. فالمجتمع اللبناني مريض، وغياب الدولة والسياسات كفيل بتأزيم النفوس وخلق حالات اجتماعية صعبة. من جهتها، تقول الكاتبة والأستاذة الجامعية الدكتورة منى فياض لـ"الجمهورية": ليس شرطاً أنّ كل ثورة يجب ان تقلب الدستور. السياسيون بعد عام 2005 اعتدوا على الدستور والقوانين، وخرجوا بمفاهيم سياسية جديدة كـالديموقراطية التوافقية وغيرها، وبالتالي اللبناني يريد اليوم ان يسترجع دولته ومواطنيته. اللبنانيون يطالبون بالعودة الى اتفاق الطائف والدستور. وستستمر هذه الثورة حتى استعادة الدولة من خاطفيها. فنحن كنا تحت الاحتلال السوري واليوم اصبحنا تحت الاحتلال الإيراني. وانطلاقاً من ذلك تضيف فياض، يرفض عدد ممن هم في الشارع تحميل الانتفاضة عناوين كبيرة، كسلاح حزب الله وهيمنة الحزب على الدولة، علماً انّهم ضمنياً يؤمنون بأنّه الطرف الذي يغطي الفساد بشكل أو بآخر، لذلك يعتبرون أنّ تحقيق مطالب الثورة الاجتماعية ستنتهي حكماً بكسر هيمنة الحزب على القرار اللبناني الرسمي. في حين انّ هناك رأياً آخر، تؤيّده فياض، وهو جرأة رفع العناوين السيادية الكبرى في الثورة، لأننا لن نتطور، إلى حين الوصول الى الوقت الذي يتجرأ فيه جميع اللبنانيين بإعلان موقفهم من «حزب الله»، وهو أمر سنصل إليه حتماً ولو تطلّب وقتاً. لكن فياض تشدّد على أنّ هذا لا يعني انّه يجب الذهاب الى خيار العنف. فثورة 17 تشرين حصلت على التأييد العالمي لأنّها سلمية. على انّ الدكتورة حمدان تختم بتمنٍ: يجب عدم إضاعة الفرصة لخلق مواطن لبناني داخل لبنان، والكف عن بناء لبنانيين خارج لبنان ضمن ظروف قيمية واجتماعية لا تشبهنا.
الأمم المتحدة تتمسك بمطالب الشعب والـ1701
أضاءت الصحف على تأكيد المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش لوزير الخارجية ناصيف حتي "الرسالة التي تضمنها تصريح الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس بعد تشكيل الحكومة والذي شدد على اهمية الاستماع الى مطالب الشعب وان تعمل الحكومة الجديدة على تجسيد هذه المطالب وان تلتزم التعهدات الاساسية وتنفيذ القرارات الدولية والاستمرار في سياسة النأي بالنفس، اضافة الى البحث في تنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة بلبنان ومن ابرزها قرار مجلس الأمن الرقم 1701 والذي من المزمع ان يرفعه الى مجلس الامن في آذار المقبل حول مدى تنفيذه".
إلى ذلك، تبلغ الوزير حتي استعداد بريطانيا لمساعدة لبنان للخروج من ازمته الاقتصادية، خلال اتصال تلقاه من الوزير البريطاني للشرق الاوسط اندرو موريسون الذي هنأه على توليه منصبه الجديد.
"النهار": جنبلاط "أيـــن"... لا "الى أيـن" فــي هـذه الـمرحلة ؟
كتب كمال ذبيان في "النهار": جنبلاط "أيـــن"... لا "الى أيـن" فــي هـذه الـمرحلة ؟ زوّاره يـنقـلون عـنـه قــلقه مـن الأوضاع الصعبة والخطيرة
المواقف الايجابية لجنبلاط، ترتبط برؤيته للوضع اللبناني الداخلي الصعب، على مستوى الازمة المالية، ثم الحالة الاقتصادية المتردية، وموجة الفقر والجوع التي تجتاح لبنان، مما دفع زعيم المختارة الى ان يوزع المازوت والمواد الغذائية الاساسية، على المحتاجين من ابناء طائفة الموحدين الدروز، وقد بدأ يشعر بثقل الازمة الاجتماعية والمعيشية على المواطنين، فقرر عدم التصعيد السياسي، والتهدئة الداخلية والبقاء على الاستقرار الامني، وكي لا يحصل تفلت اكثر في الشارع، في ظل الفوضى التي تضربه، وقد بدأ جنبلاط يلمس خطورة ما يتجه اليه لبنان، اذا لم تتم معالجة الانهيار المالي وفق ما يقول لزواره الذين ينقلون عنه قلقه من المرحلة الصعبة والخطيرة التي وصل اليها اللبنانيون، وهو التزم تخفيض السقف السياسي، الا على عهد الرئيس العماد ميشال عون وصهره الوزير السابق جبران باسيل، الذي يحمله مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع المأزومة في لبنان، ويغمز من قناة الرئيس الحريري الذي كان شريكه في التسوية الرئاسية، التي اتت بالبلاء على لبنان، وفق جنبلاط الذي يقف على التلة يراقب المشهد، واين سيصطف، بعد ان كان جالساً على ضفة النهر يراقب جثة عدوه، مع بدء الاحداث في سوريا والمقصود بالرئيس السوري بشار الاسد، الذي قطع النهر واصبح في نهايته، فقفز رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الى التلة، مع بدء الحراك الشعبي في 17 تشرين الاول، الذي كان يضع جنبلاط من ضمن شعار "كلن يعني كلن." يبقى السؤال، اين موقع جنبلاط، وهو غير السؤال الذي يطرحه هو الى اين؟ فرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي متموضع في نقطة، قريب من الحكومة التي لن يمنحها الثقة، ولكنه لن يعارضها ويقف ضدها، مقدرا صعوبة الوضع السياسي والمالي والاجتماعي والامني في لبنان، لذلك هو يقول انه في هدنة، وما زال على رأس التلة يراقب.
"النهار": "كورونا" السياسة يتفشى وoffside في ساحة النجمة المعارضة "بالمفرّق" و"على القطعة"
كتب وجدي العريضي في "النهار": "كورونا" السياسة يتفشى وoffside في ساحة النجمة المعارضة "بالمفرّق" و"على القطعة"... وهذه هي الأسباب
يتفشى "كورونا" السياسة اللبنانية في كل مفاصل البلد وحيث تداعياته دفعت بالأوضاع على مختلف المستويات إلى قعر الوادي، بفعل الممارسات غير المسؤولة والتي أوصلته إلى ما هو عليه اليوم وبات الدواء موجوداً من خلال الثوار الذين يسعون إلى استئصاله من خلال المطالب التي باتت معروفة. ويظهر جلياً وفق مصادر سياسية عليمة لـ "النهار" أنّ "أبو المعارضة" تاريخياً الحزب التقدمي الاشتراكي يكتفي في هذه المرحلة بالمواكبة والمراقبة وتقتصر معارضته على العهد والصهر وتياره البرتقالي مع تنقيرات من رئيس وليد جنبلاط على مواقف بعض قادة "حزب الله"، وثمة أجواء بأنّ الحزب واللقاء الديموقراطي يعطيان فرصة للحكومة لإمرار هذه المرحلة وهما يدركان سلفاً بأنّ حكومة دياب لن تفعل شيئاً ولن تُنقذ البلد من كبواته وانهياراته المالية والاقتصادية والتي تُعَدّ من تركات الطبقة السياسية إلى حقبة العماد ميشال عون يوم كان رئيساً للحكومة العسكرية، أي ليس في وسع أي طرف أن يتنصل أو يتبرأ من الإخفاقات والارتكابات و"الشفط"، إضافةً إلى أنّ الحزب الاشتراكي لا يريد أن يزعل حليفه الرئيس نبيه بري الذي وضع ثقله لـ "لم الشمل" وسعى لبقاء الحليف الجنبلاطي في دائرة الوسط وعدم ذهابه إلى المعارضة الشرسة وهو يعرف طبيعته حق المعرفة، في حين أنّ المختارة أيضاً تسعى للحفاظ على استقرار الجبل وعدم الصدام مع "حزب الله" لأنّ العلاقة بينهما "لا معلقة ولا مطلقة" وكل يريد السترة، وتالياً مسألة تنظيم الخلافات كذبة كبيرة أكدتها التجارب في كل المحطات. أما على خط "تيار المستقبل"، فهو أيضاً مصاب بنكسات وخيبات وخروجه من السلطة يحتاج إلى وقت طويل لإقناع جمهوره بما فعله من خلال التسوية التي أبرمها مع العهد والوزير جبران باسيل والتي جلبت الويلات للتيار الأزرق وجمهور 14 آذار السابق والبلد بشكل عام، لذلك هناك أجواء عن لقاءات باريسية يعقدها الرئيس سعد الحريري مع أركانه ومستشاريه لكيفية ولوج المعارضة وما يمكن فعله ما بعد تركه السرايا، بينما القوات اللبنانية بدأت تعارض وتراقب ومقاطعتها للجلسة النيابية دليل على هذا المعطى، لذا ليس ثمة عودة لاصطفافات 14 آذار بل معارضات "بالمفرق" أو "على القطعة" بحسب مقتضيات المرحلة إلى حين انقشاع الظروف في المنطقة ليبنى على الشيء مقتضاه.
"النهار": ماذا لو حصلت انتخابات مبكرة فعلياً؟ لا تسونامي حقيقياً يطيح الأحزاب ويحقق التغيير
كتب فرج عبجي في "النهار": ماذا لو حصلت انتخابات مبكرة فعلياً؟ لا تسونامي حقيقياً يطيح الأحزاب ويحقق التغيير
مع ارتفاع المطالبة بانتخابات مبكرة من جانب عدد كبير من الجهات السياسية في السرّ والعلن، أُعيد قانون الانتخابات إلى الواجهة على قاعدة أي قانون ستتفق عليه القوى السياسية داخل مجلس النواب مع الحراك الشعبي الذي أصبح شريكاً أساسياً بعد 17 تشرين الأول. وحتى الساعة لم يطرح الحراك وجهة نظره بالنسبة الى القانون الذي يؤيده ويعتبره الأنسب لهذه المرحلة.. في المقابل، تنقسم القوى السياسية التي عادت إلى المجلس النيابي وفق القانون الحالي، بين متمسك به، وبين مَن يريد لبنان دائرة واحدة مثلما طرح رئيس مجلس النواب نبيه بري. إلا أن طرح بري يرفضه جملة وتفصيلاً حزبا "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر". هذا في السياسة، أما في العملية الحسابية الرقمية التقريبية لنتائج أي انتخابات قد تحصل وفق القانون الحالي، أو وفق قانون لبنان دائرة واحدة، فيبدو أن قوى كثيرة ستخسر، وفق الخبير الانتخابي كمال فغالي، من حجمها التمثيلي، ولكن ليس كما يتوقع أنصار الثورة من أن تسونامي شعبياً سيطيح الأحزاب ومناصريها على كامل الأراضي اللبنانية. فرغم الثورة الكبيرة والشاملة على الواقع الاقتصادي والاجتماعي، إلا أن جزءاً كبيراً من هذا الحراك ما يزال ملتزماً قيادته الحزبية. في حال تم اعتماد قانون لبنان دائرة واحدة، يقول فغالي في حديث الى "النهار" إنه "في حال انطلقنا من مبدأ أن الأحزاب خسرت 10 أو 15 في المئة من حجمها الحالي بعد هذه الثورة، هذا يعني أنها ستتمكن من الحصول على 85 مقعداً نيابياً، و3 مقاعد لا يمكن حسمها الآن، وستحصل القوى الرفضية والمعارضة على 40 مقعداً، إلا أن مقاعد المعارضة ستكون رهينة تحالفاتها ومدى توحدها في كتلة واحدة؛ على سبيل المثال، الشخصيات المنفردة مثل ميشال المر ونعمة أفرام وفؤاد مخزومي في حال خسروا 10 في المئة من الاصوات، فان تحالفهم مع قوى أخرى قد يعيدهم إلى المجلس". ويتوقع فغالي أن تحصل الاحزاب وفق القانون النسبي في لبنان دائرة واحدة على هذا العدد من المقاعد النيابية : 12 نائباً لـ"التيار الوطني الحر"، نائبان للكتائب، 9 نواب لـ"القوات اللبنانية"، 3 نواب لـ"المردة"، 14 نائباً لـ"المستقبل"، 5 نواب للاشتراكي، نائبان للقومي، نائبان لـ"العزم"، 36 نائباً للثنائي الشيعي ومن يدور في فلكه، و43 مقعداً للقوى الرفضية التي قد تتحالف مع الأحزاب المعارضة حالياً". ويجزم فغالي بأن "معظم القوى ستخسر عدداً من مقاعدها في حال خاضت الانتخابات وفق القانون الحالي، ولكن بشكل بسيط".
"الشرق": اللبنانيون يعرفون… والعراقيون يعرفون
كتب خيرالله خيرالله في "الشرق": اللبنانيون يعرفون… والعراقيون يعرفون
العراقيون يعرفون ويتحدثون عمّا يعرفونه بالفم الملآن. اللبنانيون يعرفون، لكنهم يجانبون قول الحقيقة. يعرف اللبنانيون تماما من اغتال رفيق الحريري ورفاقه في الرابع عشر من شباط 2005. كذلك، يعرفون تماما من نفّذ كلّ الجرائم الأخرى في حقّ مجموعة من الشخصيات اللبنانية ومن وراء حرب صيف العام 2006 ومن وراء الاعتصام الطويل في وسط بيروت من اجل خنق الاقتصاد اللبناني ومن وراء غزوة العاصمة اللبنانية والجبل في السابع من ايّار 2008. اكثر ما يعرفه اللبنانيون ان حزب الله صار في السنوات الاخيرة يقرّر من هو رئيس الجمهورية المسيحي وصار يختار رئيس مجلس الوزراء السنّي، في حين رئيس مجلس النواب الشيعي حليفه. امّا العراقيون، فيعرفون قدرة ادوات ايران على القمع وعلى التصفيات وعلى ممارسة عمليات التنظيف ذات الطابع المذهبي بما يخدم مصالح طهران. اذا اخذنا في الاعتبار تجارب الماضي القريب، خصوصا المراعاة الاميركية لإيران في عهد باراك أوباما، يبقى الخوف من أي تغيير في الموقف الاميركي هاجسا لبنانيا وعراقيا. لكنّ ذلك لا يمنع الاعتراف بكلّ بساطة بان هناك شجاعة لدى العراقي اكبر بكثير من الشجاعة التي يمتلكها قسم كبير من اللبنانيين دفعوا في الماضي ثمن الرهان على السياسة الاميركية. في النهاية، هل يمكن الرهان على الموقف الاميركي؟ الجواب انّ على اللبنانيين والعراقيين ان يأخذوا في الاعتبار ان ايران ما زالت تكابر. ترفض الاعتراف بانّ فشلها يعود الى افلاسها سياسيا واقتصاديا وان العقوبات الاميركية ادّت مفعولها وان اغتيال قاسم سليماني كشف انّ ليس في استطاعتها الردّ على اميركا متى تقرّر اميركا اعتماد الجدّية فعلا. هذا لا يمنع الاعتراف بانّ بلدين مثل لبنان والعراق سيعانيان كثيرا في الأسابيع المقبلة. يعود ذلك الى ان «الجمهورية الإسلامية» لا تعرف ان التعاطي مع الخسارة في السياسة اهمّ بكثير من التعاطي مع الربح. ان تعرف كيف تخسر اخمّ بكثير من ان تعرف كيف تخسر. ايران التي لا تعرف كيف تخسر تفضّل خوض حروبها خارج ارضها وبواسطة الآخرين. هذا ما يفسّر الى حدّ كبير ما يعاني منه حاليا بلدان مثل لبنان والعراق…
"النهار": روسيا مكان أميركا في العراق وسوريا ولبنان؟
كتب سركيس نعوم في "النهار": روسيا مكان أميركا في العراق وسوريا ولبنان؟
الجواب الثاني عن هويّة الدولة العُظمى أو الكبرى التي تكون ذات تأثير بل نفوذ مّهمّ في الفيديراليّات الثلاث اللبنانيّة والعراقيّة والسوريّة تقدّمه جهات سياسيّة إقليميّة معيّنة ومُطّلعة بدورها على الأوضاع في المنطقة وعلى التحرّكات الدوليّة فيها. وهو يُشير أوّلاً إلى أنّ لا شيء يؤكّد حتّى الآن أنّ الولايات المتحدة رغم عاملي سفارتها الأكبر في المنطقة التي تُبنى في لبنان وقاعدة حامات العسكريّة اللبنانيّة التي ساهمت في تكبيرها وتطويرها، ستكون عرّابة النظام الفيديرالي فيه وصاحبة النفوذ الأقوى. ذلك أنّ الشعب "الأقوى" بين شعوبه يرفض دورها ونفوذها لأن "الحزب" المُنبثق منه الذي يخوض حرباً طاحنة مع الأميركيّين نيابة عن راعيته وحليفته إيران الإسلاميّة لن يقبل هذا الأمر. وترى الجهات المذكورة أعلاه أن روسيا قد تكون الدولة الكبرى الراعية للبنان في نظامه الجديد فيديراليّاً كان أو مركزيّاً، وتساعدها على ذلك أمور ثلاثة أوّلها وجودها في سوريا وكونها صاحبة الكلمة الأولى فيها. وثانيها التجاور الجغرافي بين لبنان وسوريا و"التداخل" بين شعوب البلدين واقتناع بعضها بضرورة العلاقة معها ولا سيّما في ظلّ نظام الأسد الذي تحميه موسكو جرّاء تحالفه مع إيران، واقتناع بعضها الآخر بضرورة العلاقة معها ولكن بعد انهيار هذا النظام أو استبداله بآخر يُعيد لـ"الغالبيّة" فيها دورها السياسي الأوّل، كما اقتناع بعضها الثالث بعدم إفساح المجال أمام سوريا الأسد أو أعدائه لاستعادة النفوذ في لبنان والسيطرة عليه. أمّا ثالث الأمور فهو أنّ الولايات المتّحدة ولا سيّما في ظلّ إدارة الرئيس ترامب تسلّم بدور روسيا في سوريا، وقد تُسلِّم بدور لها في لبنان بعد بروز توجُّه قويّ للانسحاب المباشر من الشرق الأوسط، ولا سيّما من سوريا المحاذية للبنان الواقع بدوره تحت سيطرة إيران والفاقد جرّاء ذلك دعم حلفائها في المنطقة وفي مقدِّمهم العربيّة السعوديّة ودول الخليج.
"النهار": فساد وزارة التربية: تيار المستقبل يفرض تكليف مديرة ثانوية
كتبت فاتن الحاج في "النهار": فساد وزارة التربية: تيار المستقبل يفرض تكليف مديرة ثانوية
بعد ست سنوات من تغييب الناظر العام، كُلفت أستاذة العلوم في ثانوية حكمت الصباغ الرسمية في صيدا، نهلة حنينة، بالمنصب قبل 15 يوماً من إحالة المديرة الحالية للثانوية، فاديا جبيلي، إلى التقاعد. في العادة، يكلّف الناظر العام تلقائياً بمهام إدارة الثانوية مكان المدير المتقاعد، ريثما تُحدد مواعيد تقديم الطلبات وإجراء المقابلات الشفهية ودراسة ملفات المرشحين للإدارة. وأحياناً يمكن أن يتجاوز مكوث الناظر العام بالتكليف في الإدارة أكثر من سنة. لكن هذه الثانوية، ولأسباب غير مفهومة، بقيت بلا ناظر عام منذ تقاعد الناظر العام السابق، بدوي الطويل، فيما يدور في أروقتها كلام بأن تكليف الناظرة العامة، المدعومة من رئيسة لجنة التربية النيابية بهية الحريري، سيمهّد لاختيارها مديرة بالأصالة لاحقاً، أي لدى إعلان الشواغر واستلام الطلبات وإجراء المقابلة الشفهية ودراسة الملف. وهذه ليست الحالة الأولى من نوعها، إذ أن هناك نماذج متعددة عن مديري ثانويات «مدعومين» أُطيح لتعيينهم بكل الآليات القانونية، إذ جرى العرف أن يتم التعيين وفق رغبة نواب المناطق وإملاءات الزعماء السياسيين، من دون أي اعتبار للقوانين من مهل وآليات قانونية ووجوب تقديم مشاريع ورؤى تربوية وإدارية والخضوع لمقابلات. هذا ما حصل في ثانوية بريتال، إذ أنّ المدير الحالي المحسوب على حزب الله، لم يكن من بين الناجحين الثلاثة في المقابلة الشفهية. كذلك سبق للتفتيش التربوي أن تلقّى شكوى عن قرار تكليف مديرين في كسروان محسوبين على التيار الوطني الحر، سابق لتاريخ إجراء المقابلات الشفهية معهم، ليبرر الأمر في ما بعد بالخطأ المادي.
أسرار وكواليس
النهار
ـ يتردد في الاوساط البقاعية ان مرجعا نيابيا سمّى وزيرا في الحكومة الجديدة بسبب قدراته المالية وشهاداته العلمية، ليتبين لاحقا الا وجود لأي شهادات علمية عليا عند صاحب المعالي رغم انه رفع لافتة على طريق منزله كتب عليها "منزل الوزير الدكتور".
ـ إلغاء وزارات حقوق الانسان والتخطيط والنازحين وتمكين المرأة والشباب والتكنولوجيا يظهر بوضوح عدم الحاجة اليها والعشوائية التي سادت في الحكومات الموسعة من دون هدف واضح او دراسة علمية للحاجات.
ـ حصل نقاش حاد بين نواب ينتمون إلى كتلتين نيابيتين كانتا في 14 آذار حول جدوى المشاركة في جلسة الموازنة، ليُترك خيار النزول إلى المجلس لكل نائب والبعض منهم غادر الجلسة غاضباً.
الجمهورية
ـ طلب مسؤول كبير من وزراء الحكومة الجديدة الكفّ عن الإدلاء بأي موقف تجنّباً للبلبلة التي أحدثتها تصريحات بعضهم لحظة ولادة الحكومة.
ـ أرسل مسؤول كبير إلى مسؤول سابق رسالة تقدير لموقف أدلى به من قضية خلافية واعتبر أنه موقف وطني ومسؤول وحريص على استقرار البلد.
ـ لاحظت أوساط سياسية أن حزباً فاعلاً أصرّ على حقيبة وزارية "ليُنكّد عيشة" وزير سابق الذي كان يُقفل ويعود هذا الحزب ويفتحه.
اللواء
ـ يسعى سفراء لجمع معطيات حول خيارات القوى السياسية، سواء المعارضة أو المتريثة في ما خصَّ فترة السماح للحكومة الجديدة..
ـ طلب إلى نائب يردد أنه "مستقل" أن يقلّل من تصرفات، توحي بأنه يتمتع بـ"غطاء ما" يثير استفزاز أحد أبرز اللاعبين المحليين...
ـ تحوم شكوك جدّية حول حرية عمل الوزراء الجدد، في ضوء إصرار وزراء أقوياء على ممارسة حق الوصاية وحق "النقض الفيتو"، للقرارات المخالفة؟!
نداء الوطن
ـ إشتكى مواطنون ظاهرة انتشار الصرّافين المتجوّلين في أحياء الضاحية الجنوبية لبيروت وتلاعبهم بأسعار صرف الدولار في ظل غياب فاضح لأجهزة الدولة عن ملاحقتهم وتوقيفهم.
ـ عُلم أن تياراً مسيحياً يضع اللمسات الأخيرة على نصّ الطعن بدستورية الموازنة وجلسة إقرارها.
ـ يتردد أن هناك من ينصح رئيس الحكومة بالتراجع عن فكرة الإقامة في السراي فيأتي الجواب بالرفض مستنداً إلى حجة "الاعتبارات الأمنية