=== جورج بكاسيني
من سخرية الأقدار أن ترسو الأزمة اللبنانية المفتوحة على خلاصة واحدة عنوانها أن رئيس الجمهورية نفسه، الذي أنيط به ، وحده، حلف اليمين على" احترام الدستور"، يتقدّم صفوف المعتدين عليه وعلى أحكامه الواحدة تلوَ الأخرى.
ومن نافل القول أن الميثاق الوطني الذي قام أساساً بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، يتعرّض لخرق مستدام من رئيس الجمهورية ( باسم "الميثاقية") ضد رئيس الحكومة( المكلّف) نفسه.
والأخطر أن"الإعتداء"و"الخرق" المشار إليهما تجاوزا الحدود، كل الحدود، مع استخدامهما بعيدا"عن" اللياقات" والأدبيات" التي كانت تحكم العلاقات بين أهل الحكم، من رأسه حتى أخمص قدميه، أو بين أي مواطن وآخر "لبناني منذ أكثر من عشر سنوات".
مفارقة غير مسبوقة في تاريخ لبنان ودول العالم ذات الأنظمة "البرلمانية الديمقراطية" .
هي باختصار عيّنة صارخة من بقايا "فاشية" بائدة أُعيدت إليها الروح فوق تلال بعبدا. ونموذج مضخّم لـ"أنا" سياسية مفرطة على أنقاض كارثة "جماعية"حلّت باللبنانيين.
بَرع الرئيس في حياكة مشهدية سوريالية لم يسبقه إليها أحد. أطلق نيران مدفعيّته في كل الإتجاهات متحصّناً بقصر مهجور، حتى إذا خيّب "درّاج " آماله فتح أبواب القصر ليُفرغ ما تبقّى من ذخيرته.
أحسنت صنعاً فخامة الرئيس ، لم تترك فسحة أمل للبنانيين إلا وحاصرتها وصولاً إلى محاصرة نفسك.
أمعنت في إحراج الحلفاء وفي السعي إلى إخراج الخصوم، حتى أصبح خروجك أنت بصيص الأمل الوحيد لغالبية اللبنانيين .
أحسنت صنعاً فخامة الرئيس، وقد أثبتت القول بالفعل أنك خبير محلّف بالتعطيل. لجأت إليه من أجل الوصول الى القصر، ثّم عدت إليه من أجل إيصال من تبقّى من اللبنانيين الى الفقر . مسيرة ثابتة ضربت أرقاماً قياسية في التخريب والتدمير والتعطيل.
أحسنت فخامة الرئيس وأبدعت ، وقد تحوّلتَ طريقاً سريعاً إلى "جهنّم"، وحوّلت الجمهورية الى أطلال تبحث عّمن يبكي عليها ، لتستحّق عن حقّ لقب "فخامة المعطّل".
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.