31 آذار 2023 | 13:29

إقتصاد

علي العبد الله: الإتفاق السعودي- الإيراني فجر جديد في الشراكة العربية - الصينية!

قال رئيس تجمّع رجال وسيدات الأعمال اللبناني - الصيني علي محمود العبد الله ان "الإعلان السعودي – الإيراني عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد "السنوات السبعة العجاف" برعاية صينية، شكّل تطوّراً إيجابياً مفاجئاً للعديد من الدول حول العالم، وخطوة تاريخية على مستوى المشهد الجيوسياسي الشرق أوسطي والعالمي، خطوة استراتيجية عالمية في الاتجاه الصحيح نحو الاستقرار والسلام الدوليين خصوصاً في ظلّ التوتر المتزايد على الساحة الدولية".

ورأى العبد الله أن "الاتفاق الذي جرى في العاصمة الصينية بكين ، يجسّد إذا إستُكمل بشكل إيجابي، فرصة للبلدين ولكل دول المنطقة، لتخفيف التوترات من جهة وتعزيز العلاقات الاقتصادية من جهة أخرى. ومن الضروري البدء بمناقشة الفوائد المحُتملة لهذه الصفقة بالنسبة للسعودية ولإيران والصين على حد سواء، فضلاً عن الانعكاسات الإيجابية على المنطقة العربية، خصوصا وأن الاتفاقية تمثّل فجرا جديدا في الشراكة العربية – الصينية، ومحرّكا طال انتظاره لخدمة السلام والاستقرار والأمن الإقليمي والعالمي".

وقال العبد الله " المملكة العربية السعودية وإيران دولتان رئيسيتان منتجتان للنفط، وأي تعاون بينهما يمكن أن يؤثر على أسواق النفط العالمية، وتاليا على الاقتصاد العالمي. وهنا من الضروري الانتباه إلى أن كِلا البلدين هما أعضاء في مجموعة "أوبك بلس" التي باتت تلعب دورا متزايد الأهمية في منظومة النفط العالمية بقيادة الرياض، خصوصا بوجود روسيا في هذه المجموعة، وهي الدولة التي تمتلك مركزا أساسيا بين أكبر الدول من حيث احتياطيات النفط العالمي.. وإن استعادة العلاقات قد تؤدي إلى زيادة التعاون على مستوى إدارة مستويات إنتاج النفط واستقرار أسعار النفط العالمية..".

واعتبر العبد الله أنه " سيكون للصفقة آثار إيجابية على المصالح الصينية في المنطقة. وباعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر مستورد للنفط من المنطقة، فإن للصين مصالح كبيرة في الشرق الأوسط. كذلك استثمرت الصين بشكل كبير في البنية التحتية والطاقة وقطاعات النقل في المنطقة، وأن أية اضطرابات سلبية محتملة تتعرض لها هذه الإستثمارات يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على اقتصاد الصين. ومن خلال التوسّط في هذه الصفقة، تؤكد الصين التزامها بتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، وحماية مصالحها الاقتصادية".

وتوقع العبد الله أن تتوسع المفاعيل الاقتصادية المُحتملة للاتفاقية في حال استكمالها ، إلى ما هو أبعد بكثير من إيران والسعودية والصين. ويمكن أن تشكل استعادة العلاقات بين إيران والسعودية خطوة مهمة نحو تكامل وتعاون اقتصادي إقليمي أكبر وتوفير المزيد من الفرص أمام القطاع الخاص داخل المنطقة وخارجها.

وأضاف" يُمكن أن يكون للاتفاق انعكاسات إيجابية على السلام والإستقرار الإقليمي والعالمي، وان يساهم في الحد من الصراعات الإقليمية وتحوّلها إلى صراعات أكبر وأكثر تدميرا. وهذا أمر بالغ الأهمية بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، التي إبتُليت بعدم الاستقرار والصراعات لعقود من الزمن. ويمكن أن تؤدي استعادة العلاقات إلى زيادة التعاون بين إيران ودول الخليج الأخرى، وهو ما قد يكون له آثار إيجابية على السلام والاستقرار الإقليميين.

في الوقت نفسه دعا العبد الله لأن نكون أكثر حذراً في قراءة نتائج هذه الإتفاقية، معتبراً أن "تطبيع العلاقات بين إيران والسعودية قد لا يُحقق كل النتائج المرجوة بشكل سريع لكل دول المنطقة، وخصوصا في سوريا والعراق ولبنان واليمن وغيرها من نقاط الاحتكاك بين البلدين" .

ورأى العبد الله أن هذا الاتفاق يرسخ أكثر الدور الصيني في المنطقة خاصة وأن العلاقات الاقتصادية بين الصين والدول العربية استمرت خلال السنوات الأخيرة في التوسّع . وقال " تشكل العلاقات الصينية – السعودية مفصلا أساسيا في العلاقات بين البلدين. السعودية هي المصدر النفطي الأول بالنسبة للصين، وتشكل الواردات النفطية السعودية 18 في المئة من مجمل الواردات النفطية الصينية.

وأشار الى أن العلاقات الاقتصادية بين الصين والبلدان العربية تشمل ايضاً مجموعة من القطاعات، بما في ذلك البنية التحتية والاتصالات والتمويل. وان العلاقات المالية للصين مع البلدان العربية آخذة في التوسع أيضا. ورأى أن منتدى التعاون الصيني العربي، الذي تأسس في العام 2004، بمثابة منصة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الصين والدول العربية، وساهم في إنشاء صندوق الاستثمار الصيني العربي، الذي يوفّر التمويل للبنية التحتية ومشاريع أخرى في المنطقة ، واصفاً الصين بأنها تمثّل أكبر مستثمر أجنبي في العالم العربي، لافتاً الى أنها أرست علاقات شراكة استراتيجية واسعة مع 12 دولة عربية، ووقّعت أيضا اتفاقيات للمضي قدما بمبادرة "الحزام والطريق" مع 20 دولة عربية.

وخلص العبد الله للقول " نحن أمام حدث تاريخي بكل المقاييس، ونأمل أن تكون السنوات السبعة العجاف التي بدأت عند اشتعال الأزمة بين السعودية وإيران قد ولّت إلى غير رجعة، وأن تكون الصين قد انخرطت بقوة في حلّ النزاعات في المنطقة والعالم، لتلعب دورها الطبيعي كقطب اقتصادي وسياسي عالمي صاعد قادر على تغيير التاريخ".

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

31 آذار 2023 13:29